د. وجيه رؤوف
بقلم: د. وجيه رؤوف
أثارني مقال بعنوان (يا مسيحية) بقلم الأستاذ حلمي النمنم والصادر عن مجموعة مصر للمصريين أقباط ومسلمين على الفيس بوك, وسبب ضيقي هي تلك المعلومة التي تقول أن عضوة في مجلس الشعب وهي ابتسام حبيب قد تقدمت للمجلس بمشروع قانون لتوثيق عقود الزواج العرفية, وحيث أن هذا الشأن شأن وطني بحت يشغل العامة في مصر ويشغل الأسرة المصرية.
فقد تقدمت تلك النائبة كونها عضوة في برلمان الشعب المصري وكونها مصرية تشعر بالأم الأسرة المصرية بهذا القانون الذي يخدم فئة كبيرة من الأسر ويحفظ للفتاة المصرية كرامتها وحقوقها ولم تضع تلك النائبة في مخيلتها أنه من الممنوع عليها أن تدافع عن البنت المصرية كون تلك البنت مسلمة وأن تلك النائبة مسيحية وأنه لو تقدمت نائبة مسلمة بهذا القانون لصفق لها الحاضرون فتفاجأ تلك النائبة بوحش ينبري لها تحت قبة البرلمان ليقول لها: وأنتي مالك أنتي مسيحية؟؟
أهلاً وسهلاً سعادة النائب أحنا مسيحيين وعارفين إننا مسيحيين ونعتز بأننا مسيحيين فيها حاجة دي؟؟ هو أنت فاكر إن كلمة مسيحي دي سبة؟؟ أحنا شايلين مسيحيتنا جوة قلوبنا ومستحملين غلاسة أمثال حضرتك ومتاعب أمثال حضرتك وقلة وعي أمثال حضرتك والفتن اللي بيزرعوها أمثال حضرتك.
طبعاً حاجة تنقط وترفع الضغط كون قيادي من الحزب الوطني يقول كدة لأ وإيه تعدى كدة بكل هدوء وبدون ما يتحول سعادة النائب للجنة القيم بتهمة خرق المادة الأولى من الدستور التي تؤكد أن الدولة تقوم على مبدأ المواطنة.
طبعاً النائبة القبطية اللي واخدة على أسلوب الهدوء والمحبة واللي بتحترم اللي أكبر منها صمتت لكن اللي حصل دة لو حصل مع غيرها كنت تشوف الشرشحة اللي على أصولها وتشوف قلع الجزم كأحدث أسلوب معاصر في التعبير في الألفية التالتة وكان السبق في اختراعه لينا (أهي حاجة تحسب لينا والسلام).
طبعاً الموضوع عدى كدة بكل هدوء واتراضو الطرفين, طيب سيادة النائبة أتناذلت عن حقها طيب وحقنا إحنا فين؟؟ كدة سيادة النائب غلط في أقباط مصر وغلط في البرلمان والمسئولين عنه, طبعاً إحنا مستغربين أن الجملة دي تخرج من نائب كبير معروف عنه كثرة تجواله واهتمامه بالتواجد في مؤتمرات الصلح المختلفة وخصوصاً التي تشوبها الناحية الطائفية, قبل كدة كلنا استغربنا من عضو مجلس الشعب عن عين شمس في الأحداث الطائفية الأخيرة واللي كان ضيف على "تسعين دقيقة" في قناة المحور لدرجة أن معتز الدمرداش نفسه أستغرب على سيادة النائب اللي كان معترض على صلاة الأقباط في كنيسة حديثة القيام وهنا ظهرت علامة الاستغراب على وجه معتز لدهشته من إجابة معالي النائب.
وهنا سأله معتز: وأنت إيه اللي يضايقك لما المسيحيين يصلوا في كنيسة أو يبنوا كنيسة؟؟ المهم أنهىَ معتز الدمرداش حواره مع معالي النائب بإيماءة من وجهه مليئة بأسىَ وحزن لما وصل إليه فكر الساسة, ولكن زالت دهشتنا من طريقة كلام معالي نائب عين شمس حين علمنا أنه ينتمي إلى المحظورة, أما كبير نواب الحزب الوطني فليست له حجة أو مبرر إلا إذا كان ينتمي إلى المحظورة ويندس داخل الحزب الوطني كالكثيرين.
وتذكرني تلك الحادثة يوماً ما وكنّا مرشحين لعضوية مجلس محلي وبطبيعة الأقباط فأنهم يبغون الهدوء فانزوى مجموعة من الأقباط داخل غرفة بالحزب الوطني وإذ نفاجئ بشاب أهوج صغير السن حوالي ثمانية عشر عاماً يدخل ألينا داخل الحزب ويقول كلاماً بصوت عالي غير مفهوم وأتذكر أخر جملة قالها وهي: أنا النهاردة بالليل هاخد جركن ميه نار وهاروح أولع في محلات النصارى ولو فيه راجل يوريني نفسه.
طبعاً جاء واحد آخر جره برة الأوضة وطبعاً صاحبنا اللي جاي يزعق يمن طرف عضو مجلس شعب وصاحبنا اللي أخده برة برضه من طرف نفس العضو (أهي حاجة كدة من عينه كارت إرهاب) طبعاً فهمنا الرسالة من ما يحدث علشان إحنا مش داقين عصافير, عموماً استمرار الحال من المحال لأن التعصب وأحداث الفتن لو جاءت من عليه القوم يبقى على الدنيا السلام، يبقى مخلف.
خلاصة القول أن تلك الرؤوس بهذه النوعية تحت قبة البرلمان تسيء إلى البرلمان وتسيء إلى مصر وتؤثر على استقرار هذا الوطن, نحن في مرحلة صعبة وفي مفترق الطرق ويجب حساب كل مسيء الحساب الذي يضمن عدم تكرار تلك الأحداث وحين يتحدث عليه القوم بهذا الأسلوب فماذا تركنا للبسطاء والجهال أتمنى رسالتي تكون وصلت.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=2330&I=64