الجماعة الإسلامية تغازل العالم بالإنجليزي

محمد زيان

الخبراء يؤكدون أن إطلاق موقع باللغة الإنجليزية هدفه القضاء على القاعدة وطالبان
د. ضياء رشوان: الموقع جاء متأخراً.. هدفه التعريف بالتحولات التي طرأت على الجماعة.
عبد الرحيم علي: النسخة الإنجليزية موجهة لضرب القاعدة وطالبان والتنظيمات المتطرفة الأخرى.
ماهر فرغلي: مهم لطرح التجربة والخطأ أنهم يعتمدون على أهل الثقة دون الخبرة.
تحقيق: محمد زيان – خاص الأقباط متحدونأطلقت الجماعة الإسلامية النسخة الجديدة من موقعها على الإنترنت باللغة الإنجليزية الأسبوع الماضي

أطلقت الجماعة الإسلامية النسخة الجديدة من موقعها على الإنترنت باللغة الإنجليزية الأسبوع الماضي بشكل فتح الباب أمام الكثير من الأسئلة ووضع العديد من علامات الإستفهام حول الهدف من الموقع والأسباب التي دعت الجماعة الإسلامية إلى إطلاقه، وما إذا كان هذا الموقع يأتي في إطار التنسيق مع الحكومة وصفقة للتواجد الدعوي فقط دون السياسي لقطع الطريق على جماعات الإسلام السياسي وفي مقدمتها الإخوان المسلمين، والظهور أيضاً كرأس حربة في مواجهة التنظيمات الإسلامية المتطرفة مثل القاعدة وطالبان.
سألنا المتخصصين عن الأهداف من هذا الموقع ولماذا تم تدشينه الآن؟ وما دلالة التوقيت بالنسبة للجماعة؟ وهل هناك أهدافاً أخرى تسعى الجماعة الإسلامية إليها؟ فكان هذا التحقيق:

متأخراً
في البداية يرى الدكتور ضياء رشوان الخبير في الحركات الإسلامية بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام أن هذا الموقع قد جاء متأخراً من الجماعة إذ كان من المفروض أن يتم إطلاقه منذ فترة بعيدة، مشيراً إلى أن الجماعة الإسلامية أثرت تأثيراً كبيراً في العالم وكتبت الصحف العربية والعالمية عنها آلاف الموضوعات والمقالات ولكنها لم تشرح هي للعالم التغيرات الفكرية التي طرأت عليها في المراجعات.

ويؤكد رشوان أن إطلاق هذا الموقع حق دستوري لا يمكن لأحد أن يعترض عليه.
وحول ما إذا كان إطلاق الموقع بمثابة صفقة بين الجماعة الإسلامية والحكومة المصرية لقطع الطريق على جماعات العنف المنتشرة حالياً في العالم مثل القاعدة والإخوان قال رشوان: "لا يوجد وجه للمقارنة بين الجماعة الإسلامية والإخوان لأن الإخوان جماعة ضخمة موجودة منذ الأربعينيات والحكومة ليست بهذا الغباء كي تعقد مثل هذه الصفقات مع الجماعة الإسلامية لتلعب دور في مواجهة الإخوان".

وقال رشوان أن الهدف من الموقع هو شرح تجربة الجماعة الإسلامية التي مرت بها للعالم وبخاصة جيل الشباب الذي من الأهمية بمكان أن يعلم التحولات الجذرية التي طرأت على فكر الجماعة وعلى وجه التحديد مسألة تبني العنف، ذاهباً إلى أن العناصر القديمة في الجماعة الإسلامية هي التي تكتب في الموقع، وهم نفس الشخصيات الثماني التى كتبت عن العنف تكتب اليوم عن المراجعات الفكرية، بالإضافة إلى أن ثلاثة أرباع الذين يكتبون في الموقع ليسوا من قيادات الصف الأول أو الثاني لكنهم من جيل الشباب.

أفكار التحول

ويرى عبد الرحيم علي الخبير في شئون الجماعات الإسلامية أن الجماعة الإسلامية تحاول أن تقدم المراجعات التي قامت بها من خلال الموقع الإنجليزى لها على الإنترنت، باعتبار عرض أفكار التحول من التكفير والعنف إلى السلم والفكر السليم ومحاولة تصحيح المفاهيم الخاطئة التي قدمتها الجماعة في الماضي عن جهاد الطلبة وتفجير البلدان المخالفة في الفكر.

ويتساءل علي: ما معنى أن نتراجع على المستوى الداخلي والآخر في الخارج لا يزال يحمل نفس الأفكار عنّي كما هي؟
ويذهب عبد الرحيم علي إلى أن الفكرة قديمة ولكن التنفيذ جاء متأخراً، وجزء من الموقع لتوضيح المفاهيم وجزء لمحاربة بعض الفصائل التي لا زالت تتبنى فكرة العنف المسلح والقتال والتكفير للغرب، حيث تبدو الجماعة الإسلامية بمثابة رأس الحربة لمواجهة طالبان والقاعدة والجماعات المتطرفة الأخرى التي تتبنى فكر الجهاد بالسلاح.
وحول ما إذا كان الموقع الإنجليزي للجماعة الإسلامية موجهاً لضرب أفكار الإخوان في الشارع المصري، يذهب عبد الرحيم علي إلى أن الإخوان يطرحون أنفسهم كبديل سياسي للأنظمة لكن الجماعة الإسلامية لا تقوم بهذا الدور والجماعة ترفض فكرة الإسلام السياسي، وجزء من المادة الموجودة على الموقع الإنجليزي للجماعة ضد المادة المقدمة من الإخوان في موقعهم على الإنترنت لمحاربة أفكارهم.

رؤية.. ولكن!
أما ماهر فرغلي القيادي السابق بالجماعة الإسلامية في شمال الصعيد فيرى أن وجود موقع للجماعة على الإنترنت بنسخة أخرى باللغة الإنجليزية مسألة لا بد أن نوليها اهتماماً كبيراً، وهى أن الموقع يترجم رؤية الجماعة لفهم الإسلام بعد مبادرة وقف العنف، كما أن الموقع يبدي مشروعية المراجعات الفكرية ومنهجها الكامل المستقى من الشريعة الإسلامية والعلاقة بين ما هو قديم وما هو جديد، والنقطة الأخيرة وهي الدراسات الجديدة حيث هي تكميل لأمور ظهرت مسيس الحاجة إليها وتصحيح لأشياء ساء فهمها وتصحيح لممارسات كانت خاطئة مثل قتال الطائفة, والذي كان في التسعينات حيث لم يكن هو قتال طائفة لأن أصنافه ليست من أصناف الطائفة وكان القتال في التسعينات أقرب إلى القتل من القتال، وهذا كله لا بد أن يتضح ليس في مصر وحدها بل هناك حاجة ماسة لأصناف كثيرة من الشباب ومن الحركات الإسلامية في الدول الغير عربية في حاجة إلى ما قلته كله.

ويشير فرغلي إلى أنه من المفروض أن نتقبل وجود هذا الموقع وندعمه، فاندفاع الشباب ليس في الجماعة الإسلامية بل هناك من الشباب من يمر بكل الظروف التي مر بها غيرهم ليس في مصر وحدها بل في كل العالم، وقد أنتجت ظروف الواقع شباب النت وجماعات العنف التي تعتمد على النت وعلى شبكات الإتصال المتقدمة، وهذا يحتاج إلى سلاح شبيه كى نستطيع أن نوقف العنف القادم بهذا الشكل, وحينما نخاطب الشباب بهذه الوسيلة ونقدم له تجربة حية لحركة إسلامية راجعت نفسها ووضعت نفسها على الطريق السليم.

ويذهب إلى أن المشكلة في موقع الجماعة تكمن في أنه يعتمد على الدراسات الماضية ونقد القديم دون استشراف للمستقبل، كما أن الموقع يعتمد على مجموعة من الشباب المنتمين دون النظر إلى عالمية الفكرة وخبرة الآخرين فهو يعتمد على أهل الثقة دون الخبرة، وهؤلاء يؤخذ كل كلامهم على أنه يعبر عن وجهة الجماعة ذاتها مثل المواضيع التي أثارت جدلاً في أوساط الصحفيين.
ويتمنى فرغلي لو يتطور الموقع بـ -توضيب جديد- على حد قوله، ولكن هم معذورون نظراً لأن أغلبهم قد خرجوا من المعتقلات مؤخراً فليس عندهم خبرة كبيرة في مجال النت والكمبيوتر، ولكن مع مرور الوقت سيكتسبون خبرة كبيرة.