عماد توماس
كتب: عماد توماس- خاص الأقباط متحدون
دعا الكاتب والباحث الشاب رامي عطا المؤسسات الثقافية المصرية الرسمية والمدنية، إلى الاحتفال بمرور 150 سنة على رحيل البابا كيرلس الرابع (1854- 1861م) والذي يُلقب بأبي الإصلاح القبطي في مصر الحديثة وكان نموذجاً في الانتماء للكنيسة والوطن مصر على حد سواء، حيث من المتوقع أن تحل ذكراه الـ 150 في 30 يناير المقبل. وطالب الباحث الشاب بتفعيل ذكرى البابا كيرلس عن طريق عقد الندوات والمحاضرات وتقديم الأبحاث التي تُبين عظمة هذا الرجل ومكانته في تاريخ مصر الحديث والمعاصر.
وقال رامي عطا عبر مقاله المنشور أمس الأحد بصحيفة (الشروق)، أن البابا كيرلس الرابع (1816- 1861م) ، وغيره ممن آمنوا بالإصلاح والتنوير وإعمال العقل، كالشيخ حسن العطار والشيخ رفاعة الطهطاوي وعلى مبارك..، يمثلون نجوماً سطعت في سماء مصر، أضاءت بقدر ما استطاعت وأنارت بقدر ما حاولت وأصلحت بقدر ما جاهدت.
مؤكدا على ضرورة الاحتفاء بأحداث التاريخ وكذا رموز الوطن من رواد التنوير في شتى المجالات الذي يُمثل واجباً قومياً يؤكد معاني الإخلاص والولاء، كما إنه يُنعش الذاكرة الجمعية للمواطنين الذين يجمعهم نضال مشترك.
مشيرا إلى أهمية الاحتفاء بالمصلح الكبير البابا كيرلس الرابع والذي يُعد واحداً من رواد التنوير والإصلاح الذين عرفتهم مصر في تاريخها الحديث والمعاصر. فقد عاش في أواسط القرن التاسع عشر، بكل ما حفل به هذا القرن- والذي يبدأ به المؤرخون تقريباً تاريخ مصر الحديث- من انتصارات وانكسارات. حيث استحق أن يُلقب بأبي الإصلاح القبطي، بسبب أفكاره التنويرية وأعماله الإصلاحية التي شملت الجميع، إذ ليس الأقباط وحدهم هم الذين استفادوا من إصلاحاته.
لمحة عن حياة البابا كيرلس الرابع
قدم عطا، عبر مقاله لمحة عن حياة البابا كيرلس الرابع الذي ترهب بدير الأنبا أنطونيوس، وعندما صار رئيساً للدير اهتم بتأسيس مكتبة في مقر الدير في عزبة بوش ببنى سويف، وأنشأ هناك مدرسة، ولما أراد أن يرمم مقر الدير فإنه اهتم بترميم الجامع معه. وتمت سيامته بطريركاً (بابا) عام 1854م، فاهتم بالتعليم حيث أسس عدة مدارس لتعليم البنين والبنات وكانت مدارسه مجانية وللجميع دون استثناء بسبب الدين أو الجنسية. كما إنه رتب للقسوس اجتماعاً أسبوعياً كل يوم سبت في مدرسة الأزبكية، لحثهم على المطالعة والقراءة والبحث في الأمور الدينية، وكانت محاولة جادة ومبكرة لتأسيس الكلية الإكليريكية. كما اهتم بألحان الكنيسة. ومن أعماله أيضاً أنه اهتم كثيراً بحالة الأوقاف القبطية، وكان مسالماً لجميع الطوائف المسيحية.
وأضاف عطا في مقاله، أن البابا كيرلس قام بأداء مهمة وطنية عام 1856م حيث سافر إلى الحبشة بتكليف من سعيد باشا، وكان ملك الحبشة قد تعدى على بعض الجهات من إقليمي هرر وزيلع، اللذين كانا تابعين لحكومة الباب العالي، فأوعز السلطان عبد المجيد إلى سعيد باشا بأن يرسل بطريرك الأقباط إلى الحبشة لعقد اتفاقية سلام وصلح مع ملكها، وكان اختياره يرجع إلى العلاقة الوطيدة التي تربط بين الكنيستين المصرية والحبشية، وقام بمهمته بنجاح. وكان يؤمن بمعيار الكفاءة الشخصية، وبأن الأقباط مصريون تربطهم مع إخوانهم رابطة الوطنية والجنسية.
http://www.copts-united.com/article.php?A=23770&I=592