لماذا تجسد الله ؟
عصام نسيم
في ظل الاحتفالات بعيد الميلاد الإلهي هذا العيد الذي ليس مجرد احتفال بميلاد شخص عادي جاء وولد وعاش ثم مات لكنه ميلاد معجزي ميلاد الهي فيه تجسد الله له كلي المجد واخذ جسد له من السيدة العذراء وحل بيننا وعاش ثم تالم وصلب وقبر ثم قام وصعد الي السموات . رحلة خلاص قام بها الرب له المجد من خلال التجسد الإلهي لذلك سنستعرض باختصار شديد لماذا تجسد الله وذلك من خلال الكتاب المقدس وبعض مااورده القديس اثناسيوس الرسول اعظم من تكلم وكتب عن سر التجسد الإلهي والخلاص الذي تم من خلاله .
لقد تجسد الله لكي يخلص الانسان من خطاياه وكما قال الملاك الملاك ليوسف الصديق عندما ظهر له قائلا : للسيدة العذراء عندما بشرها بالحبل الإلهي قائلا : لا تخف ان تاخذ مريم امراتك لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس. 21 فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع لانه يخلص شعبه من خطاياهم». مت 22:1
هذا المخلص الذي تنبأ عنه الكتاب المقدس كثيرا وانتظره شعب بني إسرائيل وتهلل وفرح بميلاده الكثيرين من المنتظرين خلاص الرب وكما بشر الملاك الرعاة بميلاد السيد المسيح قائلا لهم : فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب: 11 انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. لو 10:2
وهكذا تجسد الله وجاء ليخلص الانسان من خطيته ويفديه أيضا من حكم الموت الذي استحقه الانسان بعد السقوط وكسره الوصية الإلهية وكما قال الله لادم محذرا إياه من الاكل من الشجرة قائلا له يوم تأكل من الشجرة موتا تموت تك 1 , هذه الخطية التي ورثتها البشرية التي جاءت من صلب ادم الخطية الاصلية وأصبحت طبيعة الانسان خاطئة كقول داود في مزمور التوبة - لأني هاأنذا بالإثم حبل بي، وبالخطايا ولدتني أمي - مز 50 , او الخطية الفعلية التي يفعلها كل انسان لانه لا يوجد انسان لم يفعل الخطية ولم يوجد انسان في فمه غش فالجميع فسدوا وزاغوا واعوزهم مجد الله ليس من يعمل الصلاح لي ولا واحد كقول بولس الرسول رو 12:3 ,
وهكذا نجد ان خلاص الانسان من حكم الموت وتجديد الطبيعة البشرية التي فسدت بالخطية كان اهم أسباب التجسد الإلهي وكان لا يمكن لأي مخلوق اخر ان يحل هذه المشكلات التي لحقت بالإنسان من موت وطبيعة خاطئة فاسدة لذلك كان التجسد الإلهي .
وفي ذلك ايضا يوضح القديس اثناسيوس الرسول اسباب التجسد فيقول :
أولا سقوط الانسان : فالانسان بعد ان خلقه الله على صورته خالف الوصية فساد الموت عليه سيادة شرعيه وفسدت طبيعة الانسان وصار سلطان الفساد على كل الجنس ابشري وبقي الانسان في الموت وحالة الموت والفساد والحرمان من الوجود مع الله .
ثانيا : لم يكن ممكنا ان يترك الله الصالح الحب ف صلاحه الانسان المخلق على صورته ليهلك ويصير تحت سلطان الفساد ويرجع الي عدم الوجود .
فإهمال الانسان لا يليق بصلاح الله قدرته لكن في نفس الوقت كان لابد ان يتم حكم الموت على الانسان الذي هو العقوبة العادلة للخطية فالإنسان ورط نفسه ف التعدي فوقع عدلا تحت حكم الوت لذلك يلزم ان يتم الموت ايفاء لمطلب الله العادل .
ولكن هل كان من الممكن ان تكون توبة الانسان حلا لمشكلة السقوط ولا يستلزم ان يتجسد الله لخلاص الانسان ؟
يقول القديس اثناسيوس عن هذا الرأي قائلا :
ان التوبة لا تستطيع ان تفي بمطلب الله العادل الذي هو حكم الموت على المخالف
2- تعجز التوبة عن ان تغير وتجدد طبيعة الانسان وتجديد خلقة على الصورة الإلهية التي كانت على حالته الأولى .
لذلك اخذ الكلمة من اجسادنا جسدا مماثلا لطبيعتنا وبذل جسده للموت عوضا عن الجميع وقدمه للاب كل هذا فعله بمحبته لنا شفقة علينا .
لذلك يقول القديس اثناسيوس أيضا " اذا ان الكلمة هو وحده الذي بطبيعته يستطيع ان يجدد خلقة كل شيء يتحمل الالام عن الجميع ويكون شفيعا عن الجميع عند الاب .
وهكذا يلخص القديس اثناسيوس الرسول أسباب تجسد الله الكلمة في سببين رئيسيين وهما
أولا ليوفي الدين علينا وهو حكم الموت الناتج عن الخطية
ثانيا يبطل الموت والفساد ويجدد خلقة الانسان على صورة الله بموته وقيامته .
وفي هذا يقول أيضا :
لما كان ضروريا أيضا وفاء الدين المستحق على الجميع وهو سبب جوهري حقيقي لمجئ المسيح بيننا ....قدم نفسه أيضا ذبيحة عن الجميع اذ سلم هيكلة للموت عوضا عن الجميع لكي يحرر البشر من معصيتهم القديمة ولكي يظهر انه اقوى من الموت .
أيضا يقول : لاجل ذلك فان كلمة الله الكامل قد لبس الجسد الناقص لكي بعد ان يوفي الدين بدلا منا يكمل نفسه ما هو ناقص عند الانسان فالإنسان ينقصه الخلود والطريق الي الفردوس .
لذلك كان لزاما ان يتجسد الله لان بتجسده هو وحده فقط القادر على حل المشكلات التي سببها سقوط الانسان ومعالجة نتائجه .
وهكذا يكشف لنا الكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة عن لماذا تجسد الله فتجسد الله ليجدد طبيعتنا التي فسدت وفي الدين الذي كان علينا وهو الموت نتيجة خطايانا وايضا ليرفع حكم الموت عن كل البشر حتى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية . يو 16:3 .
وهكذا يجب علينا في كل مرة نحتفل فيها بعيد الميلاد الالهي العجيب نتذكر عظيم عمل الرب معنا ولاجلنا فتجسده كان قصة الخلاص الذي صنعها الله من اجل الانسان .
المراجع - الكتاب المقدس - تجسد الكلمة - ضد الاريوسين - الخلاص عند القديس اثناسيوس .
http://www.copts-united.com/article.php?A=238894&I=2497