سحر غريب
- أرفض الهزل الذي تنشره الفضائيات الدينية، والفتاوي التي تجعل من الدين الإسلامي مادة للسخرية.
- فتاوي الفضائيات فتاوي كيدية، تهدف إلى ترويع الأمن العام وبلبلة أفكار الناس.
- القنوات الفضائية أفرزت عددًا لا بأس به من الشيوخ والعلماء الأجلاء.
كتبت : سحر غريب - خاص الاقباط متحدون
أثار القرار الأخير بإيقاف بعض القنوات الفضائية الكثير من الجدل حول ما تبثه الفضائيات الدينية.. ولكي نعرف ما إذا كان للقنوات الفضائية ذات الطابع الديني تأثير حقيقي على من يشاهدها، قررنا أن نسأل العامة عن رأيهم في هذه القنوات، وفى شيوخ الفضائيات، وأهم الفتاوي التى أثّرت على وجدانهم.
فى البداية، قالت "سُهيلة"- ربة منزل (26 سنة): إنها تفضل قناة الناس عن أي قناة دينية أخري، حيث تستقي المعلومات من الشيخ "محمود المصري" الشيخ المفضّل لديها، ولكنها تستفتي عقلها وقلبها قبل أن تُقدم علي تصديق أي فتوي تسمعها.
أما "إسلام أبو بكر"- كاتب شاب (25 سنة)، فقال: "الحمد لله، الواحد مش ناقص عقل عشان يروح لناس تفكر له وتقرّر له مصيره."
وأوضحت "مني يوسف"- 55 سنة- إنها كانت ترفض بشدة دخول الدش بيتها؛ لكونه من المفسدات كما سمعت، ولكنها وافقت أبنائها علي شرائه عندما سمعت الناس تتحدث عن القنوات الدينية الكثيرة التي قد تفيدنا في أمور الدين والدنيا. مشيرةً إلى أنها كانت تحرص على متابعة قناة الناس. وقالت: أهم فتوي تبعها هي عدم السلام علي الغرباء من الذكور، وأهمية احتشام المرأة في ملابسها. مؤكدةً إنه لولا عُمرها الكبير لارتدت نقابًا تنفيذًا لفتواهم.
ورأت "هند محمد أمين"- 25 سنة- أن أهم فتوي مثيرة للسخرية من وجهة نظرها هى فتوى تحريم جلوس الرجل على مقعد كانت تجلس عليه سيدة؛ حيث أن سخونة المقعد ستنتقل لجسده فتثيره وتنقض وضوءه وتعتبر زنا!!! وفتوي أخري توجب إطاله الرجل للحيته لأنه فكلما طالت اللحية زادت قدرته الجنسية!! وقالت إنها لا تفضل أيًا من شيوخ الفضائيات.
أما "مايسة" - ربة منزل (40 سنة)، فقد رأت أن الشيخ "الشعرواي" نابغة دينية لن تتكرر مع الزمن، رافضةً الإسفاف والهزل الذي تنشره الفضائيات الدينية، على حد قولها. والفتاوي التي تجعل من الدين الإسلامي مادة للسخرية، مثل الفتوي التي انتشرت انتشار النار في الهشيم وهي فتوي إرضاع الكبير، التي جعلت من الفتاوي الدينية مادة للفكاهة لا مادة للاستفادة.
وأطلق "طارق محمود"- محاسب (39 سنة)- علي فتاوي الفضائيات إنها فتاوي كيدية، تهدف إلى ترويع الأمن العام وبلبلة أفكار الناس. موضحًا أنها تخرج عن إطار الزمن، ولا تتماشي مع الظروف المعيشية الحالية والتحديات الحديثة التي يواجهها الإنسان المسلم في حياته العادية. كما يري أن هذه القنوات ومشايخ الإعلاميين والمواد الدينية التي يقدمونها، لا تعبِّر عن روح التسامح والعقلانية التي يراها في الإسلام الصحيح، مستندًا في ذلك إلي سلوكيات وتصرفات الرسول (ص) في تعاملاته اليومية ومواقفه العقائدية، خصوصًا في التعامل مع الآخر واحترام آدميته وخصائصه الدينية.
وأضاف "طارق": إن أسوأ فتوى سمعها في حياته كانت فتوى إرضاع الكبير، وفتوى التبرك ببول النبي. معتبرًا المرحوم الشيخ "محمد الغزالي" شيخه المُفضل لعلمه الغزير، وأدبه المتأصل، ورقي أخلاقه، وعدم تكلفه، واقتدائه بسنة رسول الله في آداب الحوار. وقال: إنه لا يفضل متابعة أى من القنوات الدينية الفضائية المعروضة حاليًا.
وفضّل "شادي كمال"- 28 سنة- الشيخ "محمد حسان"، ورأى أن أهم فتوي سمعها كانت للشيخ "نصر فريد واصل" بتحريم شرب السجائر.. وقال: إنه يتابع قنوات "الناس والرحمه واقرأ".
ولا يهتم "إبراهيم حسن"- رجل أعمال (54 سنة)- بالاستماع لتلك الفضائيات الدينيه كثيرًا لضيق وقته، وأشار إلي وجود شيخ خاص به يحصل منه علي أي فتوي تفيده في عمله. وعن أهم الفتاوي التي استمدها منه، قال: تحريم التعامل مع البنوك باعتبارها مؤسسات ربوية وتفضيله للتعامل مع البنوك الإسلامية عليها.
ورفض "أحمد عاطف"- 32 سنة- إطلاق لقب "شيوخ الفضائيات" علي علماء دين أجلاء. مشيرًا إلي أن الفضائيات مثلها مثل أي وسيلة إعلام استخدمها الشيخ "الشعرواي" والشيخ "عبد الله شحاتة" والشيخ "جاد الحق" رحمهم الله، والذين لم نطلق عليهم شيوخ تليفزيون رغم ظهورهم الدائم علي شاشات التليفزيون على حد قوله، موضحًا أنه يفضل قناتي "الرحمة والناس".
وعن أهم الشيوخ الذين تقنعه آرائهم، قال أن يفضل الشيخ "الشعراوي"، ويليه الشيخ "سامي السرساوي"- وهو وكيل لجنة الفتوي في الأزهر الشريف- ويليه الشيخ "محمد حسان"- وهو حاصل علي دكتوراة في الفقه المقارن من الأزهر الشريف ومن جامعة الملك سعود ومعه ماجستير في علم الحديث من معهد إعداد دعاة الأزهر الشريف- ويليهم الدكتور "محمد عبد الملك الزغبي"، والدكتور "عمر عبد الكافي". مؤكدًا على ضرورة وجود لجنة لمراجعة الفتاوي والرقابة عليه.
وقالت "حنان"- 30 سنة: إنها ترفض أي جدال أو مناقشة لأي فتوى تسمعها من شيوخ الفضائيات، وترى في علمهم نبراسًا لها في أمور الدين. وأكدت أن أهم الفتاوي علي الاطلاق هي فتوى تحريم ربا البنوك. مشيرةً إلى أنها تضع أموالها في دفتر توفير البريد مع طلبها التنازل عن أي فائدة مالية قد تحصل عليها، متنازلةً عنها للحكومة.
واعتقد "وليد السيد" أن القنوات الفضائية أفرزت عددًا لا بأس به- من وجهة نظره- من الشيوخ والعلماء الأجلاء الذين يراهم علي درجة عالية من العلم، متمنيًا أن يضمهم الأزهر تحت عباءته، مع ضرورة مراجعة الفتاوى قبل صدورها.
وأكّدت "بسمة عبد الباسط"- مُحررة صحفية (27 سنة)- أنها نادرًا ما تتابع تلك الفضائيات. مشيرةً إلى عدم وجود أى من الشيوخ تفضل أن تسمعه باستمرار، ولكنها أحيانًا تتابع بعض الدعاة مثل
"عمرو خالد" و"مصطفي حسني" و"عبلة الكحلاوي".
وأشارت "بسمة" إلى عدم وجود فتوى معينة أثّرت فيها شخصيًا؛ لكثرة الفتاوي، والقيل والقال التي أفسدت كل شيء علي حد تعبيرها، مما جعلها لا تتأثر بهذه الفتاوي لا من قريب ولا من بعيد.
وفضّلت "ز.م" -19 سنة- الشيخ "محمد حسان" بأسلوبه الهادئ، و"محمود المصري" ببشاشته، موضحةً أن الفضائيات لم تغير من رؤيتها، ولكنها زادت من معلوماتها وثقافتها الدينية.
وقالت "رانيا الصفطي"- مُدرسة حاسب آلي (26 سنة): إن الفضائيات الدينية هامة جدًا في تربية النشء الجديد دينيًا فى ظل عدم اهتمام المدارس بالتربية الدينية حاليًا. وفضلت كل من "مبروك عطية" و"محمد حسان" و"محمد هداية" و"محمد يعقوب". مشيرةً إلى أنها تتابع قنوات "الرحمة" و"الحكمة"، وقنوات القرآن الكريم.
أما "سمر المليجي"- عضو أمانة الشباب، وأمينة التثقيف بأمانة المرأة المركزية بالحزب الناصري- فقد رأت أن شيوخ الدين بشكل عام ومنهم شيوخ الفضائيات، أكدوا لها أن رجال ومؤسسات الدين هم "عرائس ماريونت" في يد حكوماتهم على حد تعبيرها، وإنهم أبواق للسلطة الفاسدة، يتلاعبون بالدين لصالح أغراض أنظمتهم.
وأشار "أشرف حمدي"- رسام كاريكاتير- إلي أن شيخ الفضائيات المفضل لديه هو "محمد حسان"؛ لأنه مثال واضح جدًا لمشايخ التطرف الذين يهاجمهم باستمرار؛ لأنهم استطاعوا- وعن جدارة حقيقية- تشويه صورة الدين الإسلامي والإساءة إليه أكثر مما فعل الغرب، سواء من خلال الرسوم المسيئة، أو عن طريق تعمّد الربط بين الإسلام والإرهاب أو بين الإسلام والتخلف والرجعية. هذا بالإضافة إلى "محمد حسين يعقوب" و"محمود المصري" و"الحويني" حيث إنهم فى نفس النهج.
وأنهى "حمدي" حديثه قائلا: حينما يتم تحريم الفنون كلها من رسم وموسيقى ومسرح، وإباحة طمس وتحطيم وتخريب الآثار وبيعها على الرصيف، وتحريم دراسة القانون بكلية الحقوق، وحينما يفتون بوجوب ختان الإناث ومنع تعليم المرأة بالجامعة، ومنعها من العمل أيضًا بدعوى إنه اختلاط وبدعوى أن المرأة خلقت لتعيش بالمنزل تحت أقدام زوجها؛ ماذا تبقى لنا من تحضر؟ وكيف سيحترمنا العالم إذا كنا لا نحترم أنفسنا؟
http://www.copts-united.com/article.php?A=24242&I=602