سحر غريب
بقلم: سحر غريب
هل شعرت يومًا أنك وحيد لا سند لك في الحياة تصارع دولة كاملة وحدك متسلحًا بالصبر، ثم الصبر، ولا شيء غير الصبر؟ تنتظر أن تحل عليك رحمة من السماء تخلصك مما تورطت فيه؟ تسعي بكامل حيلتك أن تخرج من أزمتك، ولكنك لا تستطيع الاعتماد إلا علي نفسك وعلي دهائك؟
كان غرضك شريفًا ومطالبك مشروعة في استثمار بعض ما تملك في أحد الدول العربية.. لم تكن تعلم بأن العلاقة بين بلدك والبلد الذي استثمرت فيه أموالك سيصيبها الفتور بمجرد دخولهما معًا في مباراة كرة قدم سخيفة لن تسد جوع أي منهما للفوز!!
قلبي معك وعقلي معك؛ لأنك مسكين- مثلي ومثل كل مصري- ولدتك أمك في بلد لا يقف مع أبنائه، ولا يُطالب بحقوقهم المسلوبة، ويكتفي برؤية أحد أبنائه البارين وهو يُصارع الاحساس باليتم وحده وبلده مازالت علي قيد الحياة في سجلات الأحياء، ولم يرصع اسمها بعد سجلات الوفيات.
إنه "ساويرس" يا سادة.. الذي اقشعر بدني وأنا أري فيه ذلك المصري الذي يقف في العراء يصارع الذئاب وحده! لا أعرف لماذا لم يُطالب بحق اللجوء للقضاء الدولي ليأخذ حقه من دولة "الجزائر" بعد أن تجرأت علي استثماراته هناك، ووضعت له العُقدة في المنشار، وطالبته بضرائب جزافية غير حقيقية حتي تستولي علي استثماراته بحق الشُفعة؟ ولا ننسي أنها ليست الحالة الأولي لتقصير سفاراتنا وبلدنا في الدفاع عن حقوق المصريين بالخارج، وخصوصًا في الدول العربية الشقيقة جدًا؛ فعلاقة الإخوة المزعومة بين الدول العربية، تحفظها الحكومة المصرية ولا تريد التفريط فيها، حتي لو كان هذا علي حساب حقوق ابنائها المشروعة.
مسكين "ساويرس" لأنه لم يتعلم الدرس مُبكرًا، ولم يترك سفينة الوطن وهي تغرق ويقفز من عليها عندما واتته الفرصة، ويحصل لنفسه علي بلد جديد يستطيع الدفاع عن مصالحه المنهوبة في أوقاته العصيبة!!
مسكين لأنه قنع بمصريته وبعروبته التي أعرف جيدًا إنه يعتز بهما.. مسكين لأنه راهن علي وقفة "مصر" معه في وقت الصعاب، وهي القطة التي تأكل صغارها؛ ليس حماية لهم، ولكن لأنها قطة مسعورة لا قلب لها ولا أمومة!!
قلبي معك لأنك مثلي ومثل ملايين المصريين الذين تركتهم بلدهم في الطل ينعون حظهم ويشربون الذل والمرارة من جميع دول العالم؛ فالمصري ديته سهلة ومعروفة، ومن تعرف ديته لا تتردد في ذبحه وبدون رحمة.. فكرامته أصبحت مستباحة، وعزتنا ماتت عندما بتنا شعبًا متروكًا وحده في الطل.
قلبي معك يا مصري، وأتمني أن تسعفك حيلتك وتخرج منها كما ولدتك أمك لتختار من جديد وطنًا لا ينسي أبنائه، ولا تنسي أن تصحبنا معك صحبتنا السلامة جميعًا.
http://www.copts-united.com/article.php?A=24333&I=604