د. فوزي هرمينا
بقلم: د. فوزي هرمينا
هل ترغب في تحقيق نصر سريع؟؟، وهل ترغب في تدمير الثروة الحيوانية؟؟ وهل ترغب في تدمير إقتصاديات الطبقة الفقيرة والمعدمة طبقة الزبالين؟؟ وهل ترغب في تدمير إقتصاديات الأسر المعدمة والفقيرة من المسيحيين؟؟
فإعدام الخنازير هو الحل!!
إنه نصر سريع وحاسم ويحقق لك شهرة واسعة بين الدهماء والغوغاء دون أي تكلفة شخصية تتكلفها، هذا هو ما حدث مع أعضاء مجلس الشعب المصري وكذلك بعض أعضاء مجلس الوزراء.
عليك بالخنازير إعتبرها عدو!! ثم اصدر أمراً بالقضاء عليها!!، هذا بالضبط ما حدث ويحدث الآن في مصر المحروسة، فقد أوصى نواب الشعب من الإخوانجيين في مجلس الشعب بإعدام فوري للخنازير حتى تنجو مصر من الأنفلونزا القاتلة المرتبطة بإسمها فقط!! واستجابت الحكومة فوراً لهذة التوصية لأنها مخترقة من شعر رأسها لإخمص قدميها بالفكر الإخواني الهدام مع تعديل طفيف وهو ((بدلاً من الإعدام إلى الذبح)).
والشاهد أن هستيريا الخوف من الخنازير اجتاحت المجتمع المصري بفعل فاعل ومقصود، بحيث الشعار المعتمد هو الإعدام هو الحل على غرار الإسلام هو الحل!!؟؟، وأن أي تأخير في التنفيذ معناه تفشي الوباء وضياع حياة الملايين من المصريين!!
وللأسف الشديد أسهم في تفشي حالات الذعر والهلع والخوف الصحافة والإعلام الهدامين المخترقين إخوانياً، وكذلك نخبة اعتبرت نفسها في معركة حياة أو موت جميعها لمصلحة قتل الخنازير حتى يعيش ويحيا البشر!!
وإذا كان من اليسير والسهل فهم مبررات حالة الفزع والذعر التي أصابت الناس العاديين بعدما سمعوا وقرأو عن هذا المرض الغامض من هذه الصحافة والإعلام المغرض، فإن من الصعب تفهم مبررات اصطفاف غالبية النخبة المصرية الواعية والفاهمة والمسؤولة في خندق قتل الخنازير؟
وبرغم أن بعض الوزراء وخاصةً وزير الصحة قال أن الإعدام ليس حلاً فإن صوته كان مثل صرخة في البرية والأدان في مالطة كما يقولون، فهناك إجماع على القرار وقد سبق السيف العزل وقضي الأمر.
ولأن الأجواء أجواء حرب.. فإن حجج الفريق الضئيل العدد المناهض للإعدام وهو على صواب راحت هدر وهباء ولم يكترث أحد إننا وحدنا الذين أقدمنا على تلك الخطوة الفريدة، بينما الدول الأخرى بما فيها المكسيك مركز الوباء لم تفكر حتي الآن في ذبح أو إعدام الخنازير!!
كما أن الأنفلونزا الراهنة ليست فقط أنفلونزا الخنازير بل هي خليط من أنفلونزا الخنازير والطيور والبشر، أي أنها أخطر من أنفلونزا الخنازير، ثم أنها تنتقل بين البشر وليس من الخنازير كما أكد العلماء المختصون!
لذلك فإن ميدان المعركة الحقيقي لمقاومة هذا الوباء هو الموانئ والمطارات وهو ميدان واسع وفسيح ومن الصعب ضبطه، ومن هنا تقرر نقل المعركة إلى الميدان الضيق وإلى ساحة صغيرة نقدر عليها وهي مزارع الخنازير!!
مببرات الإنتصار العظيم وتهانينا لكل من شارك في صنعة، لقد انتصرنا في معركة إعدام الخنازير لكن الحرب مازالت مستمرة، ونرجو أن لا نخوضها بالطريقة نفسها التي تعاملنا بها مع أنفلونزا الطيور، لأن النتيجة ستكون كارثية لا محالة ولن تكون في مصلحتنا على الإطلاق.
وكفى من سذاجة التفكير وسذاجة التصديق!!
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=2439&I=67