عماد نصيف
التشريعات الخاصة بحماية المعاقين ظالمة ولابد من تغييرها
كتب : عماد نصيف
أكد خبراء إعلاميون وصحفيون على أن دور الإعلام ومساهمته في قضايا الإعاقة والمعاقين ضعيف، وأن التشريعات الخاصة بحماية المعاقين ظالمة ولابد من تغييرها .
هذا وقد جاء خلال الندوة التي عقدتها جمعية"شموع" لحقوق الإنسان ورعاية الأشخاص المعاقين صباح الأحد الماضي تحت عنوان "الإعلام الغائب في قضايا الإعاقة، ما له وما عليه وكيفية استثماره في التمكين والحماية للأشخاص المعاقين" .
بدايةً أكد الدكتور"عادل عبد الغفار"الخبير الإعلامي على أن السنوات الأخيرة قد شهدت نضجًا ملحوظًا في الأداء الإعلامي الخاص بقضايا ذوى الاحتياجات الخاصة مقارنة بالعقود السابقة، مؤكدًا على ضرورة التفكير بشكل دائم في النهوض بالأداء الإعلامي تجاه ذوى الاحتياجات الخاصة .
وأكد أن هذا يأتي ذلك من خلال دراسة وتحليل ما يقدمه الإعلام المصري لهذه الفئات، وتقييمه على مستوى الشكل والمضمون لمعرفة نقاط القوة لتعزيزها ومعرفة نقاط الضعف لتلافيها،إلى جانب ضرورة الأخذ في الاعتبار بشكل دائم وجهة نظر ذوى الاحتياجات الخاصة أنفسهم فيما يقدم لهم من مضامين إعلامية، لمعرفة حدود ما تسهم به هذه المضامين في تلبية احتياجاتهم ودرجة الاعتماد عليها في تحقيق الإشاعات الإعلامية لهؤلاء، وما هي ملاحظاتهم على الأداء الإعلامي الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة ؟و أهم مقترحاتهم للنهوض بالأداء الإعلامي في هذا الجانب.
ومن جانبها أشارت"عبير السعدي" الصحفية بالأخبار و عضو مجلس نقابة الصحفيين إلى غياب الإعلام عن قضايا الإعاقة، مشددة على أهمية تدريب الأسر لأن الثقافة اختلفت وطرق التعامل مع ذوى الاحتياجات الخاصة يجب أن تتغير خاصة أن الإعاقة لم تكن باختيار الأفراد لكنها من اختيار الله.
وفي سياق متصل انتقدت"السعدي" التشريعات الحالية التي من المفترض أن تحمى حقوق الأشخاص المعاقين خاصة وأن نسبة العمل في المؤسسات "5%" غير مفعله بما في ذلك المؤسسات الإعلامية.
هذا وقد أضافت"السعدي" أن القانون الخاص بالأشخاص ذوى الإعاقة الذي سيتم عرضه على مجلس الشعب القادم لابد أن يدعم المعاقين ويفعل حقوقهم، كما كشفت أن نقابة الصحفيين سوف تنظم يوم 3 ديسمبر اليوم العالمي للمعاقين، وسوف تستعين فيه النقابة بفرق من الأطفال وذوى الاحتياجات الخاصة.
وعلى الجانب الآخر قال الكاتب "سعد هجرس" – رئيس تحرير جريدة العالم اليوم- أن أحد أهم المشاكل في مصر أننا لا نعرف طريقة تعاملنا مع الأشخاص المعاقين،مؤكدًا على إنها ليست قضية شفقة ولا قضية خيرية لكنها قضية حقوق.
مضيفًا أن موقف أي مجتمع تجاه أصحاب الإعاقة يعد مقياسا لتطور هذا المجتمع وتحضره مشيرًا على إنها مشكلة لا تقل خطورة عن أي من المشكلات التي يواجهها المجتمع المصري وجميعها تقابل بثقافة الإنكار وكأننا مجتمع ليس به أي مشكلة .
وفي ذات السياق انتقد "هجرس" القوانين المصرية وقال أننا نملك قوانين لكل الأشياء في مصر ولكنها إما قوانين معيبة أو نائمة –على حد تعبيره-،موضحًا أن احترام القانون هو الفريضة الغائبة في مصر، وأضاف قائلاً : أننا إذا كنا نريد أن نؤمن بأن التخلف ليس قدرًا بالنسبة لنا وإذا كنا نريد مصر حديثة ومتقدمة فإننا نحتاج إلى عاملين مهمين هما نظام تعليم متقدم وديمقراطية سياسية حقيقية .
ومن جانبه أكد" حسن يوسف" – رئيس مجلس إدارة جمعية شموع – أن نسبة الأشخاص المعاقين قد وصلت إلى 11% تقريبًا، وهم بذلك يمثلون شريحة ضخمة و يجب حصولهم على حقوقهم مثل " مثل حق التعليم و المشاركة و الحياة الكريمة و التأهيل و العدالة و الرعاية و الحماية و الدمج"، مؤكدًا على أن السعي إلى صياغة مؤثرة وفاعلة بين الإعلام والأشخاص ذوى الإعاقة، سيؤدى إلى دعم وتفعيل دور وحقوق ومشاركة الأشخاص المعاقين في المجتمع وحل قضاياهم العالقة منذ سنوات دون الوصول إلى حل أو نتيجة وذلك لإيماننا بأن الإعلام هو الفاعل والشريك الرئيسي في كل قضايا ومشكلات المجتمع وصولا إلى حلول إستراتيجية لها.
وفي سياق متصل قالت"منى المنياوي"، كبير المذيعين بإذاعة الشباب والرياضة، أن المجتمع المصري يعانى من سلوك إنساني غير منضبط ويحتاج إلى تغيير في سلوكيات أفراده، وأشارت إلى أن هذا كان بداية برامجها في التعامل مع قضايا الأشخاص المعاقين في مصر، مؤكدة أن برامج إذاعة الشباب والرياضة تحاول أن تقنع الشباب بأهمية العمل التطوعي برغم كل المصاعب الاجتماعية التي يواجهونها .
ومن خلال المناقشات التي دارت بين الحضور والمتحدثين في الندوة خرجت عدة توصيات أهمها "تغيير التراث الثقافي بشأن الإعاقة، وتغيير السلوك الشخصي من السلوك السلبي إلى السلوك الإيجابي، حث الدولة على وقاية الأفراد قبل حدوث الإعاقة خاصةً أن معظم الإعاقات ثبتت إنها كان يمكن التعامل معها طبيًا قبل حدوثها، وإعادة النظر في نسبة العمل المحددة في القانون، وتحديث الإحصاء العام للمعاقين وعددهم، ضرورة وجود مناخ ديمقراطي لحماية الفئات المجتمعية المختلفة، تجديد الدم من القيادات الجديدة في مصر لدعم القضايا الوطنية ومنها قضايا الإعاقة، تفعيل ودفع الإعلام بآليات جديدة مختلفة نحو دعم حقوق الأشخاص المعاقين، إيجاد وسائل وآليات جديدة إعلامية لحماية حقوق الأشخاص المعاقين، دعوة الجهات المانحة والمتبرعين إلى توجيه الاهتمام بالجمعيات الفاعلة في مجال الدفاع عن حقوق المعاقين ونشر وتوسيع جمعيات الخدمات، وتفعيل دور الاتحاد النوعي للمعاقين ومشاركته في كافة الأنشطة الخاصة بالمعاقين،إضافة إلى تغيير طرق ووسائل التأهيل، والاستفادة من مهارات المعاقين، دفع الإعلام لبحث ونشر قضايا الإعاقة.
والجدير بالذكر انه خلال الندوة قد تشرح عدد من الأشخاص ذوى الإعاقة في الانتخابات البرلمانية القادمة ومنهم"د. أمنية عبد المحسن"على مقعد كوتة المرأة بمحافظة"بني سويف"،"على عبدالله مبروك" بدائرة ببا بـ"بني سويف"،"وليد رمضان" بدائرة طهطا سوهاج، و"أيمن السويسي" بدائرة جرجا سوهاج" .
http://www.copts-united.com/article.php?A=24448&I=607