واشنطن تدين هجوم الكنيسة ببغداد

الأقباط متحدون

دانت الولايات المتحدة الاثنين الهجوم الذي استهدف كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك وسط بغداد وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 52 من الرهائن ورجال الشرطة، واصفة إياه بأنه أحمق، معربة عن وقوفها إلى جانب العراقيين لمكافحة ما يسمى الإرهاب وحماية شعبي البلدين.
 
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس في بيان مكتوب "تدين الولايات المتحدة بشدة هذا العمل الأحمق من أعمال احتجاز الرهائن والعنف من جانب إرهابيين مرتبطين بالقاعدة في العراق، والذي وقع يوم الأحد في بغداد وتسبب في مقتل عدد كبير من العراقيين الأبرياء".
 
وقدم البيت الأبيض التعازي للعراقيين "الذين استهدفتهم هذه الأعمال الوضيعة للإرهاب". وقال البيان "إننا نعلم أن الأغلبية الساحقة من العراقيين من كل الطوائف تنبذ العنف ونحن نقف إلى جانبهم مع سعينا معا لمكافحة الإرهاب وحماية شعبي بلدينا".
 
إدانات
وكان الهجوم قد لقي إدانة واسعة حيث قال بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر إنه يصلي لكل ضحايا ما أسماه "العنف العبثي الذي أصبح أكثر ضراوة لأنه ضرب أبرياء كانوا يتجمعون في مكان للعبادة"، وحث المجتمع الدولي على العمل على وقف العنف الذي يستهدف المسيحيين في الشرق الأوسط.
 
كما أدانت بريطانيا على لسان وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط ألستير بيرت الهجوم على كنيسة سيدة النجاة في بغداد، وحثت السلطات العراقية على بذل كل ما بوسعها لتقديم المسؤولين عن الهجوم إلى العدالة.
 
ودعا بيرت جميع السياسيين والطوائف المختلفة في العراق إلى العمل معا للتصدي لتهديد ما وصفه بالتطرف العنيف.
 
وفي برلين أعربت الحكومة الألمانية عن صدمتها إزاء الهجوم الذي استهدف كنيسة سيدة النجاة، وقالت على لسان المتحدث باسمها شتيفن زايبرت إن هذا الهجوم الجديد يوضح مدى خطورة الوضع بالنسبة للمسيحيين في العراق.
 
وشدد زايبرت على ضرورة حماية الأقليات ووجود حكومة قادرة على التصرف في العراق.
 
جريمة وحشية
وعربيا أدان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى "الجريمة الوحشية" التي وقعت أثناء قيام الشرطة العراقية بعملية تحرير رهائن كنيسة "سيدة النجاة" في بغداد.
 
وعبر موسى عن خالص تعازيه لأهالي الضحايا وبطريك بابل الكلدان رئيس الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق الكردينال مار عمانوئيل الثالث دلي وللشعب العراقي بصفة عامة، معربا عن حزنه وأسفه الشديدين لهذا العنف غير المبرر.
 
وشدد موسى على دعم الجامعة العربية للشعب العراقي، مؤكدا ثقته في قدرة العراق على تجاوز محنته والتعامل مع التحديات التي يواجهها في هذه المرحلة.

تفاصيل الهجوم
وكانت الحياة قد عادت إلى طبيعتها خارج كنيسة سيدة النجاة في حي الكرادة بوسط بغداد بعد ساعات من عملية لإنقاذ أكثر من 100 مسيحي احتجزهم مسلحون على صلة بتنظيم القاعدة رهائن بداخلها.
 
وقال وكيل وزارة الداخلية العراقية الفريق حسين كمال إن 52 شخصا بين رهائن ورجال شرطة قتلوا في العملية، وأضاف أن 67 شخصا أصيبوا أيضا. وقال مسؤولون إن قسا واحدا على الأقل وعشرة من رجال الشرطة كانوا من بين القتلى.
 
وكان مسلحون قد احتجزوا قرابة 120 رهينة داخل كنيسة سيدة النجاة، وهي واحدة من أكبر الكنائس في بغداد أثناء قداس الأحد، وهددوا بقتل الرهائن إلا إذا أفرج عن سجناء من تنظيم القاعدة في العراق ومصر.
 
وانفجرت قنبلة واحدة على الأقل عند بدء الحصار واستمر دوي إطلاق النار متقطعا لساعات، بينما حلقت مروحيات أميركية وعراقية في المكان وأغلقت قوات الأمن المنطقة. ويقول مسؤولون إن بعض المهاجمين استخدموا سترات ناسفة أو ألقوا قنابل أثناء الهجوم.
 
وتضاربت الروايات بشأن عدد المهاجمين، حيث قال المتحدث باسم عمليات بغداد اللواء قاسم عطا مساء الأحد إن القوات العراقية قتلت ثمانية من المهاجمين، وقال الجيش الأميركي إن عدد القتلى يتراوح بين خمسة وسبعة.
 
لكن ضابطي شرطة في موقع الحدث قالا إن ثلاثة مهاجمين فقط قتلوا وإن سبعة آخرين اعتقلوا فيما بعد.
 
ووصف وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي العملية بأنها ناجحة، وقال إن بعض المهاجمين اعتقلوا.
 
تبني الهجوم
وقد أعلن ما يعرف بدولة العراق الإسلامية المسؤولية عن الهجوم في بيان على موقع تابع لها على الإنترنت.
 
وقالت الجماعة إنها "ستبيد المسيحيين العراقيين" إن لم يتم تحرير النساء المسلمات، وأشارت على وجه التحديد إلى امرأتين في مصر تقول الجماعة إنهما تحولتا إلى الإسلام وتم احتجازهما ضد إرادتهما في مصر.
 
وأشارت الجماعة إلى أن المرأتين ما زالتا على إسلامهما، ودعت الفاتيكان إلى العمل على إطلاقهما.
 
والسيدتان المصريتان هما زوجتا كاهنين اختفت إحداهما في عام 2004، واختفت الأخرى في يوليو/تموز من العام الجاري

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع