فيولا فهمي
بقلم: فيولا فهمي
حكومتنا الرشيدة تستحق الحصول بجدارة على وسام إمبراطورية الشعارات لقدرتها الهائلة على جلب الكوارث والفشل في مواجهة الأزمات، وبدل ما تنفذ القرارات وتقوم بالإجراءات وتوفر المصلات لمواجهة الفيروسات، فتحت كل المجازر وأمرت بذبح وإعدام الخنازير، لأنها حكومة نظيف المتدينة قررت تنظيف البلد من الحيوانات القذرة والنجسة والمحرمة، خايفة على شعبها من انتشار المرض زي النار في الهشيم، مع أن الناس عايشين من سنين مع أنفلونزا الغش والفساد والرشاوى والغلاء والتطرف والتزوير وتسريح العاملين..
بعد فشلها في مواجهة انفلونزا الطيور وإصابة العشرات وحصولنا على المرتبة الأولى في انتشار الأمراض، قررت تستخدم ثقافة الجنازير في مواجهة انفلونزا الخنازير، وبالقوة الجبرية تخلي الحظاير والزرايب من غير ما تدرس خطورة القرار على اختلال التوازن البيئي أو نقص العقارات الطبية المستخرجة من جسم الخنزير أو حتى مستقبل أصحاب الحظائر والعمال والزبالين..
طيب هيتصرفوا إزاي لو عرفوا إن الإنسان أصبح خطر على الخنازير وفي كندا اكتشفوا إصابة الخنازير من مخالطتها لأحد الفلاحين، يبقى نتوقع إنهم يفتحوا مجازر بشرية لذبح البني آدمين ودفع تعويضات على الرأس ملاليم أو التهرب من الدفع أصلاً زي ما حصل مع مربيين الطيور من سنين..
وفي بلد الكوميديا السودا والمسخرة يدخل الفيروس العالمي في معادلة المعارك الطائفية والمهاترة، ويقول المتطرفين والمتعصبين إن المرض عقاب رباني للبشر على تربية الخنازير، ونسيوا يقولوا ليه الغضب الإلهي نزل كمان على الطيور وأصابها بالعطس والزكام، والمواشي بالحمى القلاعية والبقر بالجنان..
في مجلس الشعب رفض النواب المتشددين من عام تنفيذ قرار نقل حظائر الخنازير إلى منطقة 15 مايو، خوفاً من نجاسة المكان إللي عايش فيه "بكري" من زمان، يبقى في مصر أنفلونزا الخنازير أرحم بكتير من أنفلونزا العقول وثقافة الجنازير..
http://www.copts-united.com/article.php?A=2483&I=68