عماد توماس
*أ. سامح فوزي: المرأة هي موضع للخطاب الديني ولكن ليست منتجة.
*أ. عبد الله الطحاوي: الخطاب السلفي يقول أن الإنترنت من علامات الساعة!!
*د. إكرام لمعي: الله لم يخجل أن ينسب لنفسه صفات أنثوية.
*د. رفيق جريش: المرأة في المجتمعات الشرقية مواطنة من الدرجة الثانية للخامسة.
*الشيخ سالم عبد الجليل: الإشكالية ليست في تعدد الخطاب لكن في مَن يقدم الخطاب.
متابعة: عماد توماس- خاص الأقباط متحدون
نظم مركز الإبراهيمية للإعلام بالإسكندرية ورشة عمل بعنوان "المرأة في الخطاب الديني الإسلامي/ المسيحي" وذلك يومي الجمعة والسبت 1و2 مايو الماضي.
تحدث في الورشة نخبة متميزة من المفكرين والكتاب ورجال الدين المهتمين بتجديد الخطاب الديني وقضايا المرأة، حيث تحدث الأستاذ عبد الله الطحاوي والأستاذ سامح فوزي عن "دور الخطاب الديني في صياغة الوعي الجمعي في المجتمع العربي"، وعن تحديات وصعوبات تواجد خطاب ديني واحد بدلاً من عدة خطابات تحدث الآب رفيق جريش والشيخ سالم عبد الجليل.
وقدم الدكتور القس إكرام لمعي رؤية تحليلية عن المرأة في النصوص الكتابية المسيحية ومن جانبه تحدث الشيخ إبراهيم رضا عن المرأة في النصوص القرآنية والأحاديث.
واعتذر عن الحضور القمص يوحنا نصيف راعى بالكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية والدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر لوفاة زوج ابنته بفرنسا.
بدأت ورشة العمل بكلمة ترحيب من الأستاذ يوسف منصور مدير المركز، تلاها بدء فعاليات الجلسة الأول والتي تحدث فيها الأستاذ سامح فوزي الكاتب والباحث عن "دور الخطاب الديني في صياغة الوعي الجمعي في المجتمع العربي" موضحاً أن الخطاب الديني هو قراءة بشرية للدين "النص المقدس" أي في النهاية يمثل منتج بشري قابل للمناقشة والدحض وإعادة النظر لا قدسية له فهو يعبر عن موقف بشري من نص مقدس لكنه ليس مقدساً مثل النص المقدس الذي يتحدث عنه.
وأضاف الأستاذ سامح أن لدينا خطابات دينية متعددة واصفاً التعدد في الخطاب الديني أنه وصل إلى حد التشرذم، فلدينا خطابات دينية حكومية وخطاباً نخبوية يتحدث فيها المثقفين وخطابات دينية تواجه العوام وخطابات عامة ومعلنة وعندما يغلق الباب نتحدث بخطاب آخر مختلف.
وربما هذا يجعل مشاكل في العلاقات الإنسانية لأن الناس تمارس حالة من حالات النفاق الاجتماعي، وأشار إلى الخطاب الديني في العلاقات المسكونية بين الكنائس بها مشكلة، فهناك خطاب يُقدم يختلف عن الخطاب الذي يقدم عندما ينفرد كل شخص بخاصته، فهناك نمط من أنماط النفاق الذي نعيشه بين الأرثوذكس والإنجيليين أو بين الأرثوذكس والكاثوليك... بالإضافة إلى الشيعة والسنة، وأكد فوزي على أن الحديث عن خطاب ديني واحد وهم كبير فلدينا خطابات متعددة.
*ملامح الخطاب الديني في العالم العربي:
أشار فوزي إلى عدة ملامح لشكل الخطاب الديني في العالم العربي.
الملمح الأول: أن المجتمعات العربية بدرجات متفاوتة أقل تقدما في سبيل طريقها للديمقراطية فتفتقد جميعاً إلى الديمقراطية فلا يوجد تداول للسلطة ولا حرية الرأي والتعبير.
الملمح الثانى: مجتمعات غير منتجة، فتعيش اقتصادات غير منتجة إذا ما قورن للشره الإنتاجي للاستهلاك،
الملمح الثالث: مشكلة إدارة التنوع وعدم الاعتراف بالاختلاف، فلا يوجد مجتمع عربي لا يوجد به تنوع إثني أو ديني أو مذهبي وجميع المجتمعات العربية لديها مشكلة في الاعتراف بالتنوع أو إدارته كـ "قوة ناعمة" فالدول يمكن أن تمتلك عضلات مثل الدبابات "قوة خشنة" أو لديها تقدم في الاقتصاد وتنوع في العلاقات الايجابية داخل المجتمع "لا ترى بالعين" فالمجتمعات المتقدمة تعتمد على القوة الناعمة وليس القوة الخشنة.
*سمات الخطاب الديني في العالم العربي:
يشير الباحث سامح فوزي إن هذه الملامح أدت إلى ظهور خطابات دينية مختلفة لها سمات مختلفة منها: فوضى في إنتاج الخطاب الديني فتحول تحول الدين إلى سلطة جعل كل شخص أو جماعة لها خطاب ديني، فالمجال الديني ملعب بلا صاحب الجميع يتكلم في الدين أرض بلا صاحب بلا علم أو رؤية.
والسمة الثانية إن الخطابات الدينية شكلية بعيدة عن المضمون، فالشائع في العالم العربي خطابات دينية تراها في معارض الكتب التي تناقش قضايا شكلية تعيد المجتمعات إلى ما قبل القرن العشرين، هذه القشور نتيجة للثقافة الاستهلاكية.
السمة الثالثة في رأي سامح: التسييس نتيجة غياب السلطة الديمقراطية، فالأساس أصبح الشرعية الدينية وليس الإنجاز.
السمة الرابعة للخطابات الدينية سجالية: مَن الأفضل بين الأديان أو المذاهب، السجال يبرز من الأفضل ومن الأحسن الحوار.
السمة الخامسة: ثقافة شعبوية جداً فالجماهير التي تعاني من الجهل والأمية والتخلف الثقافي والاجتماعي هي التي تقود النخب المثقفة فتنتج خطابات لترضي هذه الجماهير.
السمة السادسة: افتقاد الخطاب الديني للتجديد ليس به رؤية، فالدين المفترض أنه قوة تحرر الإنسان من مخاوفه، لدينا نصوص نسئ إليها بفساد التأويل والاستدعاء.
السمة السابعة والأخيرة التي رصدها الكاتب الصحفي سامح فوزي: أن المرأة هي موضع للخطاب الديني ولكن ليست منتجة له، فالرجل هو الذي ينتج الخطاب الديني وندرة العنصر النسائي في إنتاجه باعتبار أن هذا الشأن لا يخصها.
وأنهى الباحث سامح فوزي بحاجتنا إلى خطاب ديني يدعم التقدم والمواطنة.
ودعا الأستاذ عبد الله الطحاوي الصحفي والباحث الإسلامي إلى التحرر من التفكير النمطي، مندهشاً من كلما ازددنا انفتاحاً على الإنترنت ازددنا انغلاقاً وأكثر المتطرفين خريجي كليات مرموقة ومن أسر ذات دخل اقتصادي عالي.
وأشار الطحاوي إلى عدة أنواع من الخطاب الإسلامي الالكتروني الذي هو محاولة بث قيم الإسلام وثقافته أو ما يسمى بالجهاد الالكتروني عن طريق الانترنت فالخطاب السلفي يقول إن الانترنت من علامات الساعة، وأشار الطحاوي إلى وجود 13 ألف موقع إسلامي، المواقع الأشد انغلاقاً هي التي بدأت في الانتشار والظهور، الخطاب الجهادي العسكري "الجهاد الالكتروني" عسكرة الانترنت ما يسمى بالحقد الالكتروني.
وهناك الخطاب الافتائي فعند البحث على كلمة "فتوى" تجد 2 مليون صفحة على النت تحتوي على كلمة فتوى، مضيفاً أن الخطاب الصوفي غير موجود.
وفي الجلسة الثانية تحت عنوان "خطاب ديني واحد أم متعدد" تحدث الدكتور القس إكرام لمعي -رئيس مجلس الإعلام للكنيسة الإنجيلية- عن "الخطاب الديني في مصر ودوره في دعم أو إعاقة حقوق الإنسان" معرفاً الخطاب الديني بأنه الخطاب الذي يغلب عليه الاستشهاد بالكلمات المقدسة أو الآيات القرآنية ولا يمكن فصله عن الخطاب السياسي أو الخطاب الاجتماعي أو الاقتصادي واكتسب هذا الخطاب قوة دافعة بظهور الإذاعة والتلفزيون بعد أن كان الخطاب الديني محدوداً بالجوامع والكنائس.
واعتبر د. إكرام لمعي الخطاب الديني بطبيعته عائقاً لحقوق الإنسان لخمسة أسباب:
الأول: لأن طبيعة الخطاب الديني يتحدث عن مطلقات، فأتباع الدين الذي يقدمه الخطاب هم الذين يحملون الحق المطلق أما الآخرون مهما كانوا فهم يحملون الزيف.
الثاني: لأن الخطاب الديني يتحدث عن مقدسات، أي أن من يتحدث فهو يزعم أنه يمتلك الحقيقة المطلقة ولا يقبل المناقشة وما يقوله المفسر يعضده بآيات مقدسة ولذلك فالرأي هنا ليس للمفسر أو للواعظ ولكنه لله فالمتحدث يقول أن "ربنا قال"!!
الثالث: لأن الخطاب الديني يركز على الذات والكيان، فينادي بالانتماء وينفي وجود خطاب ديني آخر
فتعليم الأطفال في المدارس لدين معين وإعطائهم جوائز دون ذكر لوجود أديان أخرى أو أفكار مختلفة فهذا يعني مضموناً نفي ورفض الآخر وهذا ما يسميه علماء النفس بـ (التعصب بالحب) فمن كثرة حب الإنسان لدينه يتجاهل الأديان الأخرى دون نيّة سيئة.
الرابع: لأن الخطاب الديني بطبيعته يرفض الحوار لأن له اتجاه واحد من المتحدث إلى المتلقي ويقوم صاحب الخطاب بتخيل الآخر وهو يحاوره فيثير الأسئلة ويرد هو عليها، ويقوم بتفسير النصوص بحسب وجهه نظره.
السبب الخامس والأخير الذي أشار له د. لمعي والذي اعتبره عائقاً لحقوق الإنسان لأن الخطاب الديني يتضمن دعوة للآخرين المختلفين للانضمام إليه، فهو خطاب دعوة للآخرين وإقناعهم بالعدول عن أفكارهم والانتماء لأصحاب الخطاب لذلك فهو خطاب دفاعي هجومي.
وانتقل الدكتور إكرام لمعي للحديث عن ثلاثة نماذج للخطابات المطروحة على الساحة منها:
1- الخطاب الديني الثائر: وفيه يتم استخدام مصطلحات تهيج الآخرين ضد الفساد والظلم والكفر، نبرات الصوت تكون معبرة، بحيث يخرج الناس من أمام الخطيب وهم في حالة ثورة ضد البشر الفاسدين والكافرين.
2- الخطاب الديني الساخر: ويقوم فيه الخطيب بمناقشة عقائد الأخر المختلف بطريقة ساخرة يسفه فيها ما يؤمن به الآخر ويجعل المستمعين إليه يضحكون مما يولد احتقار للآخر ورفضه.
3- الخطاب الديني المتجهم: يتحدث بهدوء ويرفض السخرية لكنه تشاؤمي رافض لكل شيء مختلف يعتبر أن الموسيقى والصور والغناء من الشيطان.
واختتم د. لمعي حديثه حول كيف يكون الخطاب الديني مدعماً لحقوق الإنسان مشيراً إلى ثلاثة أبعاد:
البعد الأول: إنساني: أن يعتبر الإنسان في حالة صيرورة أي يعتبر جمهور المستمعين متغيرين وناضجين بمرور الزمن، فالمفترض أن يكون الخطاب الديني دعوة للتفكير وحث المستمع على كيفية اتخاذ قرار.
البعد الثاني: إعادة تفسير الحق، فكل جماعة تعتبر نفسها تملك الحق بشكل كامل، ويشير لمعي هنا إلى أن لا أحد يمتلك الحق لكن الحق هو الذي يمتلكنا، فنحن لا نمتلك الله لكن الله يمتلكنا فأي إنسان يفهم الله بحسب الحضارة التي نشأ فيها.
البعد الثالث: اتصالي: يتحول الخطاب الديني إلى حوار حقيقي "وضع الآخر في الوعي" والحوار هنا لا يعني الجدل العقيم إنما هو ضرب من الوعي بالواقع الإنساني، فالإنسان عندما يتبين واقعه يدخل في علاقة حواراية مع نفسه أولاً ثم مع أتباع دينه ثم مع العالم.
ثم تحدث الأب رفيق جريش -رئيس المكتب الصحفي للكنيسة الكاثوليكية- عن "المرأة في الخطاب الديني" معتبراً المرأة في المجتمعات الشرقية مواطنة من الدرجة الثانية والثالثة والرابعة والخامسة حسب المجتمع الذي تعيش فيه، فهي سلعة رخيصة للرجل الذي لا يرى فيها إلا جسدها كمتعة ومتاع له.
ويشير الآب جريش أنه رغم تبوأ المرأة مناصب كثيرة في الجامعات والوزارات والقضاء والمجتمع المدني وأثبتت جدارة على التدبير والعمل والقيادة إلا إن الخطاب الديني المتشدد كثيراً ما يكرس نظرة سلبية للمرأة ويعطي مبررات شرعية وفقهية لهذه النظرة السلبية للمرأة.
وأكد الآب جريش على أن ليس كل إنسان مؤهل لتناول الخطاب الديني، فالكثير من ذوي المشاعر الدينية تعوزهم الخبرة، فقد تكون لهم بلاغة الكلام ولكنهم فارغون من العمق الروحي فأصبح الخطاب عندهم مهنة أو استرزاق أو حباً في الظهور.
استشهد جريش بنموذج المرأة السامرية وحوار المسيح معها، واعتبره نموذجاً لما يجب أن يكون عليه الخطاب الديني من النظرة المسيحية على اعتبار أن لقاء المسيح مع السامرية يمثل عدة تناقضات في عقلية اليهود في تلك الأيام وهذه التناقضات قد تكون حاضرة في يومنا هذا، فالمسيح كان يهودياً والمرأة سامرية والسامريون كانوا لا يخالطون اليهود منذ وقت السبي إلى بابل والمسيح كان رجل، والسامرية امرأة وكان للمرأة في العهد القديم مكانة أقل من وضع الرجل، بالإضافة إلى أن المسيح طار والمرأة السامرية خاطئة وزانية.
ورأى الآب جريش في هذا الحوار عدة مستويات: منها: المستوى اللاهوتي العميق، فلم يقابل المسيح المرأة السامرية باحتقار أو تشدد أو تخويف ولم يأتي اللقاء بالصدفة كان المسيح بريد أن يغيّر المرأة فكانت عطشى والمسيح قال "إن عطش احد، فليُقبل إليَّ".
ويُضيف الآب جريش أن الحوار اللاهوتي أخذ بعداً آخر، فعندما سئلت السامرية العبادة تكون على هذا الجبل "جرزيم" وليس جبل "أورشليم" أجابها المسيح "تأتي ساعة تعبدون الآب لا في هذا الجبل ولا في أورشليم، لكن تعبدون الرب بالروح والحق".
فلم يتقيد المسيح بالطقوس والممارسات الطقسية ولا النص الديني ولكن بروح النص دخل المسيح إلى العمق وأراد أن يعلمنا ويعلم السامرية أن العبادة الحقيقية هي عبادة الروح والحق أي الوصول إلى علاقة شخصية مع الله.
ودعا جريش إلى إمكانية وجود خطاب ديني مشترك في إطار الحياة المشتركة مثل: ختان الإناث، التحرش الجنسي بالمرأة، انتهاك حرمات المحارم، غياب القدوة في مجتمعنا، المشاكل الأسرية، صيانة كرامة المرأة في البيت والعمل...الخ
وطالب الآب جريش في نهاية حديثه إلى تجنب إثارة الموضوعات الخلافية التي تسبب توتر طائفي مثل: الحجاب، والإرث، شهادة المرأة في المحاكم، الطلاق، زواج المسيار أو الزواج العرفي، قانون الحسبة...الخ
ثم تحدث الشيخ سالم عبد الجليل أستاذ الأديان والدعوة بجامعة الأزهر ووكيل وزارة الأوقاف، معبراً عن سعادته عندما لا يكون الخطاب الديني موحد لكن متعدد.
مشيراً أن الله خلق الإنسان برؤى متعددة، وأضاف أن الإشكالية ليست في تعدد الخطاب لكن في مَن يقدم الخطاب، فعندما يقدم احدهم الخطاب الديني كالحق المطلق فهو بالتالي يعتبر الآخر كافر. وأكد عبد الجليل أن الدعوة إلى خطاب واحد هو دعوة لغلق الفكر.
وسرد أستاذ الأديان والدعوة بجامعة الأزهر أنواع من الاختلافات منها: أصل الاختلاف، اختلاف الملة، اختلاف في الفرقة الواحدة "المذاهب" ورأى أن كل هذه الاختلافات يجب أن تصاغ في القول الشهير "رأيي صواب من الممكن أن يكون خطأ ورأي غيري خطأ من الممكن أن يكون صواب" معبراً في ذات الوقت عن قلقه من إباحة أي شخص أن يتحدث في أمور الدين.
واعترض الشيخ سالم عبد الجليل على الفتوى على الفضائيات -رغم أنه يقوم بها- مسبباً رفضه باحتياجه أن يرى وجوه السائلين وشخصياتهم، مضيفاً أن الحكم في الفتوى يتغير بالزمان والمكان والشخص السائل
وذكر أنواع من الخطابات الدينية منها (لا اجتهاد مع النص لكن اجتهاد في فهم النص) فلا يوجد لديَّ مقدس إلا النص، أما فهم النص غير مقدس مضيفاً أنه لا يمكن لستة آلاف أية أن تحل 600 ألف قضية واستعان وكيل وزارة الأوقاف بموضوع زراعة الأعضاء مؤكداً أنه لا يوجد في القرآن ولا السنة لذلك نستعين بالأطباء "أهل الذكر" كما أن فوائد البنوك لم يوجد هناك بنوك في وقت بداية الإسلام.
واعترف الشيخ سالم عبد الجليل بأن تجديد الدعوة جاءت بعد أحداث 11 سبتمبر، وعندما بدأ في كتابة أول مؤلف له عن تجديد الخطاب الديني اتهمه البعض بتنفيذ أجندة غربية، مجيباً "لو خرجت لدعوة من عدوى، لماذا لا استفيد منها".
وأضاف عبد الجليل أن: تغيير الخطاب الديني يحتاج لوقت ولابد أن يبدأ التغيير من التعليم وتعديل المناهج، فمن تعلم 20 عام لن يتغير في شهرين، مضيفًا أنه قد لا يدرك ثمرة هذا التغيير في عمره.
وعلق أحد الحضور-وهو الدكتور نشأت هلال- على كلمة الشيخ سالم عبد الجليل: أنه كمن كان يستمع إلى قس إنجيلي يتحدث لكنيسته من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية الإصحاح الرابع عشر.
واختتمت ورشة العمل بجلسة عن "والمرأة في النصوص القرآنية والأحاديث" تحدث فيها الشيخ إبراهيم رضا –إمام مسجد الهجين بشبرا- والمرأة في النصوص الكتابية المسيحية تحدث فيها د. إكرام لمعي حيث قدم رؤية تحليلية عن "المرأة في النصوص الكتابية المسيحية" مبتدءاً حديثه من أن لاهوت الخلق ولاهوت الفداء كان للرجل والمرأة "ليس ذكر وأنثى".
وأشار الدكتور إكرام أن مكانة المرأة في الثقافة اليونانية كانت منحة حتى أن أفلاطون قال "إن المرأة في منتصف المسافة بين الرجل والحيوان"، وأضاف أن نفس هذه المكانة المنحطة للمرأة كانت في اليهودية فالترجوم كان يردد أن تعليم المرأة الشريعة مثل خزامة ذهب في فنطيسة خنزير لذلك كانت الصدمة في تعليم المسيحية عن المرأة.
مضيفًا أن الله لم يخجل أن ينسب لنفسه صفات أنثوية، فصفة الله "رحوم" في اللغة العبرية مأخوذة من رحم "إر 20:31 " كذلك التوازن في نسب الصفات الذكورية والأنثوية إلى الله بنفس العدد "أي 38 : 28-29".
بالإضافة إلى قيادة المرأة في العهد القديم مثل مريم ودبورة وخلدة النبية وملكة سبأ.
وانتقل راعي الكنيسة الإنجيلية بشبرا النزهة الدكتور إكرام لمعي للحديث عن مكانة المرأة في العهد الجديد، كونها كانت ضمن تلاميذ المسيح فكانت مريم أخت لعازر ومرثا تجلس عند قدمي المسيح لتتعلم "لو 10: 38-42" كما أن المرأة كانت لها مكانة عظيمة في تعليم المسيح فتحدث المسيح عن صديق نصف الليل للرجل وقاضى الظلم للمرأة في إشارة غلى استجابة الصلاة، كما أن المسيح شفى يوم السبت رجل وشفى أيضاً امرأة، وحكى المسيح مثل عن الخروف الضال للرجل ومثل الدرهم المفقود للمرأة.
http://www.copts-united.com/article.php?A=2487&I=68