"من قلب مصر" يناقش أسباب عزوف الأقباط عن المشاركة فى الانتخابات

عماد توماس

نبيل منير المحامى: الكنيسة قضت على العلمانيين و أصبحت ورقة سياسية فى يد الدولة.
د. ثروت باسيلى:  كلام مرسل لا برهان أو دليل عليه ولا ظواهر تؤيده.
لميس الحديدى: نسبة الأقباط فى البرلمان وصلت الى صفر بعد الثورة مباشرة.
"من قلب مصر"  يناقش أسباب عزوف الأقباط عن المشاركة فى الانتخابات
كتب: عماد توماس

هجوم عنيف شنه عضو التيار العلماني السابق، الأستاذ نبيل منير، على الكنيسة الأرثوذكسية واصفا إياها، أنها احد أسباب عزوف الأقباط عن المشاركة فى الانتخابات.

وقالت الإعلامية لميس الحديدي، فى تقديمها للحلقة التلفزيونية عن "الأقباط والانتخابات" عبر برنامجها  "من قلب مصر" والذي أذيع يوم الأحد،   إنه منذ بداية القرن العشرين رفض الأقباط أن يكونوا خارج المشهد السياسي فكان لهم دورا كبيرا فى ثورة 1919 وفى عام 1934 كان ويصا واصف رئيس مجلس النواب، وفى عام 1942 وصل عدد الأقباط إلى 10% ثم تدنت النسبة حتى وصلت إلى الصفر بعد الثورة مباشرة ثم وصلت  إلى واحد ونصف فى المائة فى الدورة الأخيرة للمجلس.

وناقشت الحلقة أسباب عزوف الأقباط عن المشاركة فى الانتخابات، هل بسبب الدولة أم الأحزاب أم المشكلة فى الأقباط أنفسهم، واستضافت الدكتور ثروت باسيلى وكيل المجلس الملي بالكنيسة الأرثوذكسية، والأستاذ نبيل منير المحامى، و وعضو تيار العلمانيين السابق.

لماذا يحجم الأقباط عن المشاركة؟

فى البداالأستاذ نبيل منير المحامىية، أشار الأستاذ نبيل منير المحامى،  إلى دراسة صادرة عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية عن الوعي السياسي للمرشحين، خرجت بنتائج تؤكد على أن أغلبية المرشحين لا يعرفون معنى المشاركة السياسية، ولا يعرفون العمل البرلماني، ولا برنامج الحزب المرشحين على قوائمه.
وأضاف منير، أن أسباب الترشيح كانت : 55% للحفاظ على وجاهة العائلة، 50% للحصول على الحصانة، 30% للحصول على مكاسب أدبية، 25% للحصول على مكاسب مادية، 5% للتستر على أعمال غير مشروعة. متسائلا عن من هو المرشح الذي يمكن انتخابه؟

مجيبا على التساؤل لماذا أحجم الأقباط عن المشاركة لأنه لا يوجد مرشح ولا مرشحين-بحسب تعبيره. ودعي منير،  ليكون هناك مدرسة لتعليم المرشحين، وتوعية المنتخبين إلى مفهوم كيف لو تخلو عن الصوت الانتخابي فالناتج سيكون التخلي عن المشاركة الوطنية والتخلي عن كونهم مواطنين وبالتالي التخلي عن حقوقهم السياسية.

انواع من المشاركة
أربعة أنواع من المشاركة، الأول :  "استقالة" من المشاركة منذ يوليو 1952، نتيجة للجو العام بعد الثورة، واستقالة كل السياسيين وارتباط الثورة فى بدايتها بالإخوان المسلمين، فمجلس قيادة الثورة لم يكن به مسيحيا واحدا، بالإضافة إلى السياسة المتقلبة للرئيس الراحل عبد الناصر فى التعامل مع الأقباط.
الثاني: "المشاركة المنسحبة" :  وفيها  انسحب الأقباط بسبب الأقباط  أنفسهم، الدولة، الكنيسة، شركاء الوطن.
وهاجم  عضو تيار العلمانيين السابق، الكنيسة قائلا أنها  قضت على العلمانيين- وهنا تتدخل باسيلى وقال إن هذا الكلام به تجاوز كبير، فالكنيسة لم تقضى على العلمانيين ودورها فقط لتأدية الصلاة.

وأضاف منير، أن خبرة الكنيسة سيئة مع العلمانيين بسبب حادثين: الأول عندما نفى المجلس الملي البابا كيرلس الخامس فى دير البراموس، والثاني: الأمة القبطية وخطف البطريرك يوساب وايداعة فى الدير-وهنا تتدخل باسيلى مرة أخرى قائلا: ماعلاقة هذا الكلام بالترشيح لمجلس الشعب ؟

واستمر منير فى هجومه، قائلا :  أن البابا الحالي لديه كاريزما-تأثير- خاصه به، وحول الكنيسة إلى مؤسسة سياسية ودينية واجتماعية، تستقطب كل الأقباط وتمارس فيها كل الأنشطة الاجتماعية والترفيهية والعلمية، وان الشباب أصبح تحت وصاية الاكليروس وابتعدوا عن المشاركة مع شركاءهم فى الوطن، موضحا أن هذا المنظور أدى إلى حالة من المشاركة المستحيلة، لأنه لم يوجد شخص يستطيع أن يشارك لأنة لم يتعلم  المشاركة منذ الصغر

مضيفا ان الكنيسة أصبحت ورقة سياسية فى يد الدولة؟ موضحا دورها السياسي فى دعوة البابا إلى انتخاب أعضاء الحزب الوطني والاستفتاء على المادة 76، بالإضافة إلى  انسحاب الأقباط  من الحياة العامة وتقوقعوا داخل الكنيسة وأصبح الاكليرس أوصياء عليهم،  وغابت الشخصية العامة القبطية عن المشهد السياسي وأصبح المجلس الملي لا دور له.

وانتقد منير، استخدام النعرات والشعارات الدينية، متسائلا أين الحزب الذي وضع الوحدة الوطنية على برنامجه؟

نفى وتأكبد
من جانبهالدكتور ثروت باسيلى وكيل المجلس الملي بالكنيسة الأرثوذكسية، نفى باسيلى أن تكون الكنيسة لها نشاط سياسي أو أن البابا دعي إلى انتخاب شخص ما من اى حزب،  مؤكدا انه فى جميع الأحزاب يوجد أشخاص من الكنيسة وان الدعوة التي تقوم بها الكنيسة اجتماعية –للفقراء- ودينية وهذا عملها الاساسى.
مضيفا أن كلام منير لا برهان أو دليل عليه ولا ظواهر تؤيده، مؤكدا على أن الأقباط موجودين بحالتهم وقوتهم والكنيسة ليس لها دخل أبدا فى السياسة.

وأضاف الدكتور باسيلى، أنه لا يوجد شخص قبطي سيرشح نفسه بدون وجود فرص للنجاح، طالبًا أن يأخذ الأقباط فرصتهم كما يأخذ مثلهم الفرصة؟ نافيا عدم تواجد الأقباط فى المشهد السياسي متسائلا :  هل هؤلاء الملايين من الأقباط غير موجودين وغير مغيبين؟
وعبر باسيلى عن قلقة من وصول الإخوان المسلمين للحكم ، قائلا : إذا أخذت الدولة هوية دينية فهذا سيقرب البعض لها  من المنتسبين تحت عباءتها والبعض سيبتعد عنها؟

و نفى باسيلى أيضا، أن يكون عزوف الأقباط لأسباب دينية أو سياسية، موضحا أن لدينا 222 دائرة انتخابية، والميزة فيها انه لا يمكن فصل المسيحيين عن المسلمين فى اى مكان، وجميع الدوائر بلا استثناء الأغلبية بها مسلمين.
وارجع باسيلى، السبب الجوهري فى إحجام الأقباط عن المشاركة، إلى كون النظام الانتخابي طبقا للنظام الجغرافي داعيا إلى التحول إلى نظام القوائم النسبية لتمثيل اكبر للأقباط

وأكد باسيلى فى نهاية حديثه، أن الأقباط  موجودين فى جذور هذا الوطن فى كل مكان وزمان، داعيا الدولة أن تأخذ من المبادرات لتشجيع الأقباط على المشاركة