د. لؤى سعيد : الجزية لم تكن سببا لتحول بعض أقباط مصر إلى الاسلام

إيهاب رشدي

الاسكندرية – ايهاب رشدى

أكد د. لؤى محمود سعيد مدير مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية أن الجزية التى فرضها العرب على أقباط مصر عند دخول الاسلام فى القرن السابع ، كانت مقابل دفاع الجيش الاسلامى عنهم ، وقد فرضت فقط على الذين لم يتحولوا للدين الاسلام منهم وكان تقدر بحوالى دينارين فى السنة ، وأن الكنيسة هى التى كانت تقوم بجمعها من الاقباط وتسليمها للدولة ، واستنكر أن يكون بعض الاقباط قد تحولوا إلى الاسلام فى تلك الفترة بسبب عجزهم عن دفع الجزية قائلا أن الأقباط قد  تقبلوا العذاب على يد الرومان وضحوا بدمائهم دفاعا عن العقيدة المسيحية فكيف يتحولون للاسلام من أجل دينارين فى السنة ،   قائلا أن هذا الأمر لا يقبله المنطق والعقل .

وأوضح د. لؤى سعيد  خلال محاضرته التى ألقاها امس بمكتبة الاسكندرية حول موضوع   " دخول الإسلام مصر:فتح .. غزو أم احتلال " المعانى اللغوية لتلك الكلمات ، وقال أن كلمة " غزو "  أصلها " غزا " ومعناها طلب وقصد وهو السير للحرب والهجوم مرة واحدة ، وكلمة " احتلال " تعنى دخول الجيوش بلدا والاستيلاء على جزء من أراضيها أما كلمة " فتح بلدا " فان المعنى اللغوى لها هو التغلب عليه وتملكه والمفهوم السياسى لها هو ضم البلاد المفتوحة للبلاد الفاتحة واعتبارها ولاية من ولاياتها وتطبيق نظام الولاية الام على الولاية المضمومة .
وتابع بأنه بناء على تلك المفاهيم فان دخول الاسلام لمصر يمكن أن نعتبره غزوا أعقبه احتلال ثم صار فتحا .

وحول مقولة البعض أن المسلمين هم ضيوف على مصر وان الاقباط هم أصحاب البلد ، قال مدير مركز الدراسات القبطية أن  المصريين  جميعا مسلمون وأقباط من عرق واحد لأن العرب عندما دخلوا مصر كانوا عدة آلاف وانهم قد ذابوا فيها من ناحية العرق والجنس وأصبحوا مصريين عرقيا وبذلك فان كل مسلم ، حاليا فى مصر هو قبطى قد أسلم . كما أكد على أن اللغة العربية قد تأثرت باللغة القبطية وان المصريين قد " قبطوا اللغة العربية " وهذا واضح جدا فى اللغة العامية السائدة حاليا لأنها تأثرت باللغة القبطية وبها آلاف الكلمات المستمدة من اللغة القبطية .

وتابع بأن بعض المؤرخين يذكر أن الاقباط أظهروا شئ من العطف نحو العرب عند دخولهم لمصر وأنهم كانوا يشاهدون كمتفرجين اجتياح الجيوش العربية لمصر ، وقال ان ساويرس ابن المقفع ذكر أن الشعوب كانوا فرحين عند دخول المسلمين مصر ، وأن جاك تاجر  ذكر فى كتابه اقباط ومسلمون منذ الفتح العربى  ، أن رب الانتقام استقطب أبناء اسماعيل ( العرب ) ليحرروا  الاقباط من قسوة الرومان وشرورهم حيث سادت فى تلك الفترة حالة من الكره من الاقباط تجاه البيزنطيين بسبب العقيدة بعد مجمع خلقيدونية .

وقال " د. لؤى سعيد " أن موقف أقباط مصر تجاه عمرو بن العاصى كما يذكره المقريزى عند دخول الاسلام لمصر بأنهم كانوا عونا مع المحتلين ضد الروم الذين كانوا يحكمون مصر وقتئذ .

وتابع بان عمرو ابن العاص عندما قابل البابا بنيامين بعد 3 سنوات من دخول الاسلام مصر وكان البابا هاربا فى صعيد مصر من وجه البيزنطيين ، قال لم التق فى حياتى رجل دين بهذا الورع وان عمرو بن العاص قد أعاد له جميع الكنائس الارثوذكسية التى كان قد أخذها البطاركة الملكانيين وهم البطاركة الذين كانوا يرسلهم ملك الروم بدلا من بطاركة كرسى الاسكندرية .

وعن أهداف الفتح العربى لمصر ، قال مدير مركز الدراسات فى نهاية محاضرته .. لا توجد نصوص أو وثائق واضحة تؤكد لنا ماذا كان الهدف من الفتح العربى لمصر ، فربما كان لأسباب دينية وهى نشر العقيدة الاسلامية ، أو لاسباب اقتصادية حيث كانت مصر وقتئذ سلة العالم من حيث الناحية الاقتصادية .