حكمت حنا
تباري القيادات الدينية، وجهل الشعب، وعدم تقدير الحكومة سبب الأزمة
كتبت: حكمت حنا
أكد الدكتور "محمود حمدي زقزوق" -وزير الأوقاف- أن مصر ليست بها فتنة طائفية بين مسلميها ومسيحييها، كما يشيع المغرضون والمتربصون –على حد تعبيره- وأن ما يحدث بين فترة وأخرى؛ ما هو إلا بعض التوترات والاحتقانات العارضة، التي تحدث بين أبناء الوطن الواحد، قد تحدث بين مسلم ومسلم، أو مسيحي ومسيحي، مثلما تحدث بين مسلم ومسيحي.
جاء ذلك خلال الزيارة التي قام بها المطران "كريكور أغسطينوس كوسا" رئيس طائفة "الأرمن الكاثوليك" لوزير الأوقاف؛ لتهنئته وجميع المسلمين بحلول عيد الأضحى المبارك.
وكما جاء على موقع "اليوم السابع" فقد استقبل "زقزوق" الدكتور "صفوت البياضي" -رئيس الطائفة الإنجيلية- على رأس وفد كبير من قيادات الطائفة للتهنئة بالعيد، وأكد فيها على العلاقات الطيبة التي تربط مسلمي مصر وأقباطها.
وفي تصريح خاص لنا أكد الدكتور "إكرام لمعي" -مسئول لجنة الإعلام بالكنيسة الإنجيلية- أن الفتنة الطائفية في مصر موجودة وواضحة، ولا داعي لدفن الرؤس في الرمال، وكل حادث طائفي يحدث يكون أصعب من قبله، والسبب في ذلك أن الجميع مشتركون في هذه الفتنة، فالشعب المصري وصل لحد أن ثقافته أصبحت سطحية نحو الآخر المختلف معه، وأصبح متقوقع على ذاته، ويجري وراء الخرافات والشعوذة والجن، وبالتالي أصبح سهل قيادته من قِبَل أي زعيم ديني، كما أن الفضائيات -سواء كانت مسيحية أو إسلامية- ساعدت على ذلك بري بذور الفتنة؛ ورفض الآخر.
وأوضح "لمعي" أن لتغير مواقف القيادات الدينية المستنيرة من الاعتدال إلى التطرف؛ كان له دورًا كبيرًا في الفتنة الطائفية، سواء كانت المسيحية أو الإسلامية، وأصبح المجاهرة بالتطرف شيئ عادي، بعد ما كان مخجلاً، حتى ينال شعبية! وأصبحت القيادات -المسيحية والإسلامية- تتبارى مع بعضها لينالوا شعبية وسط شعب جاهل –على حد تعبيره- حتى يقبلها بسهولة لكونها أكثر تطرفًا.
يأتي أيضًا دور الحكومة في معالجة التطرف، فدائمًا تأتي متأخرة، ليس لأنها تريد تكريس مفهوم الطائفية، وإلا لكانت البلد "اتحرقت" لكنه نوع من التقصير، وعدم التقدير الحقيقي والكامل لمخاطر الفتنة الطائفية.
http://www.copts-united.com/article.php?A=25468&I=626