دير الملاك شرق ملوي وغرب النيل يحتفل بعيد شفيعه رغم أنف الأوضاع الأمنية

تريزا سمير

"دير العيش" يحتفل بتذكار رئيس الأجناد السمائية
"القاعدة" لم تؤثر على فرحة الناس بعيد الملاك
 
كتبت: تريزة سمير
وسط تواجد أمني أكبر من المعتاد، وحضور شعبي مكثف، احتفلت "ملوي" (بمحافظة المنيا) بعيد "الملاك ميخائيل" رئيس الأجناد السمائية، رغم أنف التهديدات الأخيرة للكنائس المصرية، والمنسوبة لتنظيم القاعدة.

دير العيش!
في حديث مع القس "عبد المسيح" يخبرنا أن الدير كان يُلقب قديمًا بـ "دير العيش" نظرًا لكرم أهالي الدير، فكانوا يتركون الخبز علي باب الدير إضافة للغرباء، ويوجد بالكنيسة حامل أيقونات أثري يوجد منذ أكثر من 300 عامًا ويحمل الحجاب الأثري أيقونات تحمل صورة "السيد المسيح" في صلبه وأخرى للدفن وثالثة للقيامة، كما يوجد صورة للعماد، وأخرى للملاك ميخائيل، مشيرًا إلى أهمية وجود الدير من القدم، فكان هو الذي يجمع شعب الكنيسة من أماكن مختلفة، فكان يخدم الأماكن المجاورة، ويصل عدد سكان دير الملاك أكثر من 2500 مسيحيًا، ويتوافد الآلاف في العيد احتفالاً بتكار "الملاك ميخائيل".

بركة العطاء
ويشرح لنا أبونا "فيني" -كاهن كنيسة الملاك بالدير- الاحتفالية فيقول: في هذا اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار "الملاك ميخائيل"، ويحتفل بتذكاره، وتوزع باسمه الصدقات في اليوم الثاني عشر من كل شهر.

ويحكي لنا "السنكسار" معجزة حدثت مع إنسان محب لله كان يدعى "ذوروثاؤس" وزوجته "ثاؤبستي"، كانا يصنعان تذكار "الملاك ميخائيل" في اليوم الثاني من كل شهر قبطي، فأنعم الرب عليهما بالغنى والفرج بعد الضيق، وذلك أنه لما اشتد الضيق بهذين البارين ولم يكن لهما ما يكملان به العيد، أخذ ثيابهما ليبيعاها، فظهرالملاك ميخائيل لذوروثاؤس في زي رئيس جليل، وأمره ألا يبيع ثيابه بل يمضي بضمانته إلى صاحب أغنام ويأخذ منه خروف بثلث دينار، وإلى صياد ويأخذ منه سمك ضخمة بثلث دينار، وألا يفتح السمكة حتى يحضر إليه، وإلى صاحب قمح ويأخذ منه ما يحتاج، فصنع الرجل كما أمره الملاك ودعا الناس للعيد كعادته، ثم دخل إلى الخزانة لعله يجد فيها خمرًا لتقديم القرابين، فوجد الآنية مملؤة خمرًا، وكذا خيرات كثيرة متنوعة، فتعجب ودُهش.
بعد إتمام مراسم العيد، وانصرف الحاضرون حضر الملاك إلى "ذوروثاؤس" بالهيئة التي رأه بها أولاً، وأمره أن يفتح بطن السمكة، فوجد بها ثلاثمائة دينارًا، وثلاثة أثلاث ذهب، فقال له "هذه الأثلاث هي ثمن الخروف والسمكة والقمح. أما الدنانير فلكما ولأولادكما، لأن الرب قد ذكركما وذكر صدقاتكما التي تقدمانها، فعوضكما عنها بها في هذه الدنيا وفي الآخرة بملكوت السموات، وسوف لا تفتقران إلى شئ من خيرات هذا العالم". وهذه هي أحد عجائب الملاك الجليل التي لا تُحصى.

الحالة الأمنية
"الوجود الأمني مكثف ويختلف عن كل عام" هذا ما يؤكده "سامي زكريا" -من أهالي "دير الملاك" وعضو مجلس محلي بالقرية، ويرى أن هذا التواجد منع أعمال الشغب والعنف التي كانت تحدث من الشباب ليلة كل عيد.
 
ويضيف "صابر فايز" –تاجر-: لا يوجد أي اختلاف للموالد في هذا العام عن الأعوام السابقة، بل بالعكس الجميع يشارك في الاحتفالات عن حب وفرحة كبيرة، مؤكدًا عدم تأثير القاعدة على الاطلاق سواء مولد "مارجرجس" أو "الملاك".