ميرفت عياد
* ظاهرة العنف ضد المرأة ظاهرة عالمية.
* العنف ضد المرأة لعبة يخسر فيها الجميع.
* قريبًا.. كتاب يتناول قضية العنف كيف يراها المجتمع المحلي ويتصدى لها.
* أسباب العنف التى تتعرض لها المرأة ترجع إلى موروث ثقافي داخل المجتمع.
* العنف ضد المرأة نتيجة لصورة المرأة ومكانتها في الخطاب الثقافي والإعلامي للمجتمع
كتبت: ميرفت عياد
أقامت "ساقية عبد المنعم الصاوي" بالتعاون مع كل من "مؤسسة حلوان لتنمية المجتمع" (بشاير)، والمجلس القومي للمرأة، والوكالة الأمريكية للتنمية، احتفالية جماهيرية كبرى أمس الأول – الجمعة- في إطار الاحتفالات باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة. تتضمنت الاحتفالية كلمة للدكتورة "عزة كامل"- رئيس مجلس أمناء مؤسسة بشاير- و"زينب عبداللطيف"- المدير التنفيذى للمؤسسة. كما تم تكريم بعض القيادات المجتمعية- أعضاء لجان مساندة النساء المعنفات- منهم: "هشام عبد اللطيف"- رئيس مجلس إدارة جمعية شباب اليوم- و"عبدالله عبد المطلب"- رئيس لجنة الزكاة- و"فاطمة عبد العظيم"- رئيس وحدة التمريض بالمركز الطبي بـ"عرب غنيم"، ود. "عادل شكري"- رئيس مجلس إدارة المعصرة البحرية لتنمية المجتمعات المحلية.
هذا وقد تخلل الاحتفال، عرض لاثنين من الإسكتشات المسرحية، أولهما لفرقة مؤسسة "بشاير" تحت عنوان "اتفرج ياسلام"، والذى أوضح كم الكراهية والرفض الذى تولَّد لدى كل من المرأة والرجل بسبب العنف الذى يُمارس ضدها. والثاني لفرقة "الجيزويت" المسرحية، وقد أوضح كم الفصام النفسي الذى تتعرَّض له المرأة، بسبب القهر والعنف، حيث تموت بداخلها البراءة ولا يبقى سوى حطام إنسانة محرومة من كل شئ.
ظاهرة عالمية
فى البداية، وجَّهت د. "عزة كامل" شكرها لجميع من ساهموا في تنفيذ مشروع تعزيز التدخلات المجتمعية لمناهضة العنف ضد النساء في أربعة تجمعات سكانية بـ"حلوان"، والذي قامت المؤسسة بتنفيذه مع المجلس القومي للمرأة، والوكالة الأمريكية للتنمية للحد من ظاهرة العنف الأسري الواقع على النساء. حيث تم تقديم خدمة المشورة إلى ثلاثمائة سيدة من النساء المعنفات خلال سنة 2010، كما تم عمل قاعدة بيانات متعلقة بمظاهر العنف التى تتم فى هذه الأسر، وجميع التفاصيل التى تتعلق بشخصية وأفكار وأراء النساء المعنفات والرجال الذين يمارسون العنف تجاههن. مشيرة إلى أن العنف ضد المرأة، ظاهرة موجودة فى العالم كله منذ سنوات ولا تقتصر على "مصر" وحدها. موضحة أنه ولهذا السبب، تم الاحتفال بيوم عالمي لمناهضة العنف ضد المراة، والذى تأتي فكرته من أن العالم أدرك حجم وخطر تلك الظاهرة، ويسعى- من قبل جميع المؤسسات والجهات المعنية- من أجل الحد منها.
مساندة النساء المعنفات
وعن مشروع "تعزيز التدخلات المجتمعية لمناهضة العنف ضد النساء"، قالت "زينب عبداللطيف": هناك عدة أهداف سعينا جميعًا لتحقيقها، منها محاولة جذب الرجال لتبني تلك القضية عن طريق تغيير مفاهيمهم واتجاهاتهم وسلوكهم، وتعريفهم بأن العنف الذى يُمارَس هو لعبة يخسر فيها الجميع، حتى الرجل نفسه، حيث يفقد احساسه بآداميته وإنسانيته، كما يفقد الحب والدفء الأسري الذى يتوق إليه كل رجل وامراة معًا. مشيرةً إلى أنه تم بالفعل تكوين العديد من اللجان لمساندة النساء المعنفات، تقوم بعمل لقاءات جماهيرية واسعة لطرح مفاهيم جديدة وتغير المعتقدات الذكورية الراسخة. كما قام المشروع بعمل توعية قانونية بحقوق النساء، إلى جانب معالجة عدد كبير من المشاكل الأسرية التى كادت تؤدي إلى الانفصال، وعادت الأسر إلى التلاحم والتعايش بصورة مستقرة.
وأضافت "عبد اللطيف": أما بالنسبة للحالات الصعبة للغاية، والتى استحال معها التصالح، فقد تم الطلاق بصورة هادئة وبدون أي مشاكل بالمحاكم. حيث تم الاتفاق بشكل ودي في جميع التفاصيل المرتبطة بالأطفال والنفقة وغيرها من الأمور.
وأشارت "عبد اللطيف" إلى انه قد تقرَّر في نهاية المشروع، إصدار كتاب يتناول قضية العنف، كيف يراها المجتمع المحلي ويتصدى لها؟ خاصة أن تبين أن كثيرًا من المعارضين لحقوق النساء، يغيرون اتجهاتهم الفكرية عندما يعلمون إنها ليست حقوق فئوية، وأن الفائدة ستعم على الأسرة كلها.
موروث ثقافي
وأكَّدت "عبد اللطيف" أن أسباب العنف التي تتعرض لها المرأة ترجع إلى موروث ثقافي داخل المجتمع، يرثه كل من الرجل والمرأة معًا ويشكل وجدان النشء، وهو أن الرجولة تعني التفوق على النساء والاستقواء عليهن! مشيرةً إلى أن هذه الأفكار الهدَّامة منتشرة لدى كثير من النساء، ويقمن بتربية أولادهن عليها. هذا إلى جانب العجز على إدراة الاختلاف بشكلٍ راقٍ وحضاري، والعجز على التفاهم والحوار والتوصل إلى حلول تُرضي جميع الأطراف. مضيفةً أن المرأة تتعرض للعنف حتى قبل الزواج، بسبب تدنِّي صورة المرأة ومكانتها في الخطاب الثقافي والإعلامي للمجتمع، فهي إما ترتبط بالغواية وإفساد الرجل، أو تلك المرأة الضعيفة. وقالت: "إن كل هذا العنف تُفطم عليه البنت، وتحمله معها إلى بيت الزوجية، فيمارِس الزوج عليها كل أشكال العنف الجسدي والمعنوي، ولا يتوانى عن إيذاءها نفسيًا بالتحقير والإهانة والحرمان من رؤية الأهل.
http://www.copts-united.com/article.php?A=26628&I=647