المتحف القبطي بـ "تورنتو" هو أول متحف مصري في الخارج

مدحت عويضة

*القمص مرقس مرقس ظل خمسة وعشرون عاماً يجمع في مقتنيات المتحف.
*زوارنا من كل الجنسيات والأعمار والمصريين المولودين بكندا الأكثر زيارة للمتحف.
*نقدم خدمة الإرشاد السياحي بخمس لغات.
حوار / مدحت عويضة
كما يدين الأقباط في مصر بالفضل لـ "مار مرقس الرسول" الذي نشر المسيحية في ربوع مصرهكذا يدين الأقباط في المهجر بصفة عامة وأمريكا الشمالية بصفة خاصة بالفضل لأبونا مرقس مرقس الذي كان أول كاهن للكنيسة القبطية في المهجر، والذي أسس أول كنيسة في المهجر وتحمّل الرجل مشقة وعناء السفر في القارة بطولها وعرضها ولم يكتفي أبونا مرقس بتأسيس كنيسة في المهجر بل أراد أن ينقل تاريخ الكنيسة بصورة حية للمهجر حتى يتعرف الكنديين على حضارتنا وتاريخنا وثقافتنا وحتى ينمو أولاد الكنيسة الذين وُلِدوا في المهجر في حضن تاريخ الوطن الأمفأسس أبونا مرقس المتحف القبطي بشرق مدينة تورنتو، وقام الأهرام الجديد بالتعاون مع الأقباط متحدون بزيارة خاصة للمتحف وكان في استقبالي الأستاذة أليس حنا عضو مجلس إدارة المتحف ومنسق برامج ومرشدة سياحية بالمتحف وكان لنا هذا اللقاء…..

*من أين جاءت فكرة إنشاء متحف قبطي بكندا؟أحد الأيقونات الأثرية الموجودة بالمتحف
عندما أسس قداسة البابا كيرلس السادس أول كنيسة قبطية في أمريكا الشمالية عام 1964 لتغذية الاحتياجات الروحية للأقباط في هذه القارة، كان تأسيس متحفاً قبطياً أيضاً في الحسبان، حيث يعتبر المتحف قرميدة (بلاطة) ملونة تمثل الفن والثقافة القبطية في الفسيفساء (Mosaic) الكندي متعدد الثقافات.
جناب الأب الورع القمص/ مرقس مرقس كاهن كنيسة مار مرقس القبطية الأرثوذكسية بتورنتو هو مصدر الإلهام والقوة الدافعة وراء تأسيس المتحف، وقد استمرت عملية البحث والدراسة والتجميع للمتحف أكثر من خمسة وعشرين عاماً وتطلبت من قدسه القيام برحلات إلى فرنسا وأمريكا ومصر. وعلى مر السنوات اقتنى المتحف عدة معروضات مختلفة يتراوح تاريخها من العصر الفرعوني وحتى لوحات فنية معاصرة.
من أهداف المتحف أن يصبح معروفاً كمؤسسة يمكن للأفراد والمجموعات من مختلف الأعمار والاتجاهات أن يتذوقوا التاريخ القبطي ويقدروا متعة الفن الجمالي من ناحية، كما وأن يُجروا من خلالها الأبحاث والدراسات على الفن والعمارة القبطية من ناحية أخرى، المتحف هو شاهد على أن الفن القبطي هو تقليد حي.
 
*هل يوجد مرشدين بالمتحف؟
يتمتع المتحف ببركة وجود فريق متميز من المرشدين والمترجمين الذين يتدربون باستمرار في مجالات الفن القبطي والعمارة حتى يمكنهم أن يوفوا احتياجات واستفسارات واهتمامات زوار المتحف المتنوعة والمتعددة سواء من شعب الكنيسة أو من التجمعات المسكونية، طلبة المدارس والجامعات فضلاً عن المتاحف الأخرى، ومما هو جدير بالذكر أن مرشدين المتحف يمكنهم التحدث باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والأسبانية والألمانية.
 
*ما هي نوعية زوار المتحف؟
أولاً: المصريون والغريب إنهم المصريون المولودين بكندا فهم يسمعون عن المتحف في مدارسهم فيحضرون الأباء معهم وهم يسألون عن كل شيء بطريقة مدهشةوهناك الكنديون المهتمون بالتاريخ المصري بصفة عامة والقبطي بصفة خاصةوهناك رحلات تأتينا من المدارس والمعاهد والجامعات المختلفة نستطيع القول أن زوار المتحف يمثلون كل الأعمار وكل الجنسيات.
 
*ما هي مواعيد فتح أبواب المتحف للجمهور؟
 المتحف مفتوح بصفة دورية الأحد الثالث من كل شهر من الساعة العاشرة صباحاً إلى الحادية عشر ومن الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً إلى الثانية بعد الظهر، كما أن المتحف يفتح حسب الطلب من الوفود الراغبة بالزيارة بعد الاتصال بالرقم:   أو بالكتابة إلى:  stmarkmuseum@yahoo.com للتنسيق.
 
*هل المتحف منضم لأي هيئة دولية أو محلية؟
متحف القديس مرقس القبطي هو عضو في هيئة المتاحف بمحافظة أونتاريو كما أيضاً هو عضو في الهيئة العالمية للدراسات القبطية. أيقونة للبشير مار مرقس
 
*ما هي مقتنيات المتحف؟
ينفرد متحف مار مرقس القبطي بأنه المتحف الوحيد الذي يعرض ستة لوحات قبطية فولكلورية تمثل قصص كتابية للفنانة المصرية ذات الشهرة العالمية مرجريت نخلة، وقد بدأ ظهور هذا النوع من الفن في القرن الثالث واندثر بحلول القرن الثاني عشر، لذلك يعتبر المتحف مكاناً مثالياً لدراسة الفولكلور القبطي، تبلغ أكبر لوحات الفنانة مرجريت نخله 154 سم عرضاً و128 سم ارتفاعاً بينما تبلغ أصغر لوحاتها 63 سم عرضاً و127 سم ارتفاعاً. 
وُلِدَت الفنانة مرجريت نخلة بالإسكندرية عام 1908 وتوفيت عام 1977، في عام 1934 تخرجت بمرتبة الشرف من كلية الفنون الجميلة بالقاهرة، وفي نفس السنة حصلت على بعثة للدراسة في فرنسا "بالمعهد العالي للفنون الجميلة" بباريس لمدة أربع سنوات. ثم عادت إلى باريس من أجل دراسات متعمقة خلال عامي 1940و1951، وكانت أول فنانة مصرية في الرسم التصويري، واختيرت ضمن أفضل عشر فنانات في معرض الفنانات بالقاهرة عام 1975

في الفترة بين عامي 1960- 1970 حصلت الفنانة مرجريت نخلة على العديد من الميداليات البرونزية والفضية والذهبية عن رسوماتها الفولكلورية في المعارض الدولية بمصر وأوروبا، من  خلال متابعته لفنها لاحظ السيد / بيير دي بورجيه Pierre du Bourguet أمين قسم الآثار والفنون القبطية السابق بمتحف اللوفر بفرنسا، أنها تُدمج أحسن ما في الفن القبطي القديم مع أجمل ما في الفن الحديث، مما يعكس مسحة دينية أصيلة، لاحظ أيضاً بعض النقاد أن الفنانة مرجريت لا ترسم فقط صورة إنما فكرة، وأن لديها موهبة التفسير والتوثيق الإنساني. 
لوحة "الصيد العظيم" (أنظر الصورة) تعكس هذه الشروحات والتأملات، وهي واحدة من اللوحات التي نالت عنها الميدالية الذهبية، ومما هو جدير بالذكر أننا في طريقنا إلى نشر كتاب عن قصة حياتها ومختلف الموضوعات المتعلقة بلوحاتها.
يشتمل المتحف أيضاً علي معروضات أخرى منها أيقونات (من القرن السادس عشر وحتى فترة الفن القبطي الحديث)، كذلك لوحات ومخطوطات تتضمن برديات (القرن الثالث والخامس) ومنسوجات (القرن الخامس والسابع) كذلك أعمال خشبية وفخارية وخزفية ومجموعة من الصلبان والمجوهرات والتمائم والعملات الخ...
أيقونات الفن القبطي الحديث الموجودة بالمتحف كتبها الدكتور/ إيزاك فانوس خلال عامي 1964 و1971 وأيقونات أخرى للدكتورة / بدور لطيف والفنان / يوسف نصيف مكتوبة في عام 1984.  وقد اقتنى المتحف مؤخراً لوحة القديس مار جرجس التي رسمها الفنان المعروف يوحنا الأرمني في القرن التاسع عشر حتى الآن كل مقتنيات المتحف مُهداة من أفراد وعائلات أو متاحف أخرى وَهَبوها للكنيسة أو أعاروها للعرض بها. 
 
*ذكرت إنكم بصدد نشر كتاب عن مارجريت نخلة فما هي أخر الأخبار عن هذا الكتاب؟
الكتاب مازال تحت الأعداد ومن المنتظر أن يصدر في شهر مايو القادم.
 
صورة خشبية تحمل شكل صلبان*ما هي الأنشطة التي يقوم بها المتحف؟
ينظم المتحف سنوياً محاضرات علمية يلقيها المتخصصون في التاريخ و الفن القبطي والعمارة، وقد ألقى مؤخراً الدكتور/ جودت جبره سلسلة محاضرات لشباب الكنيسة كما ولكافة أفراد الشعب، كذلك ألقى محاضرة متخصصة لأسرة "أصدقاء المتحف"، ومحاضرة لطلبة قسم دراسات الحضارات الشرق أوسطية والشرق الأدنى بجامعة تورنتو.  
كما ينظم المتحف عروض خاصة للأعمال الفنية لفنانين بعينهم أو لموضوعات معينة، وكان أحدث العروض بمناسبة الاحتفال بمرور أربعين عاماً على تأسيس الكنيسة القبطية في شمال أمريكا ورسامة قدس أبينا القمص/ مرقس مرقس، أول كاهن للمهجر، وكان عنوان هذا العرض  "كنيسة مار مرقس القبطية الأرثوذكسية – مجتمع ممتلئ بالإيمان".
تضمن هذا العرض بالإضافة لبعض الأعمال الفنية صور، كتب ووثائق، أواني للمذبح لكل منها قصة ترتبط برحلة الخدمة لمدة أربعين عاماً، كما اشتملت المعروضات على خريطتين واحدة للولايات المتحدة الأمريكية والأخرى لكندا موضحاً عليهما النقاط التي كان يسافر إليها ويخدم فيها بانتظام قدس أبينا الورع القمص/ مرقس مرقس في الفترة من 1964 وحتى 1967، يظهر أيضاً على الخريطتين أماكن الكنائس اليوم وبعض المؤسسات الهامة في الدولتين وخلال فترة الصوم المقدس القادمة سيعقد المتحف معرضاً للصلبان القبطية.
 
*ما هي الأنشطة التي سوف يقوم بها المتحف في المستقبل القريب؟
أولاً: سيقوم المتحف القبطي يوم 28 فبراير من الساعة الواحدة إلى الرابعة بعد الظهر وفي يوم الأحد 1 مارس من الساعة العاشرة صباحاً إلى الرابعة مساءاً بافتتاح المعرض الخاص للعملات المعدنية التي يرجع تاريخها لـ300 سنة قبل الميلاد مروراً بمختلف العصور حتى القرن الحادي والعشرين.
ثانياً: وبالتحديد في يوم السبت 21 من شهر مارس سيعقد المؤتمر السنوي الثاني للدراسات القبطية وعنوانه التراث القبطي: التاريخ والإبداع وهو عمل مشترك بين المتحف وجامعة تورنتو وهذا المؤتمر يعد لقاء للباحثين في هذا المجال من مختلف أنحاء العالم (متاحف وجامعات) لتقديم أبحاثهم.
 
*نعرف جميعاً أن وجود المتحف كان سبباً رئيسياً في نجاح جهود الأقباط في تدريس اللغة القبطية بجامعة تورنتو فهل يمكن أن تشرح لنا هذا الدور؟
اللغة القبطية كانت تدرس في جامعة تورنتو ولكن توقفت منذ 12 سنة بسبب إحالة الأستاذ إلى المعاش. وحديثاً ظهرت الحاجة بناءاً على طلب الطلبة والأساتذة الذين زاروا المتحف وتم توفير التمويل اللازم بمساهمة مختلف الكنائس وبعض المتبرعين. ومع وجود الدكتور رامز بطرس في كندا المتخصص في الدراسات القبطية تم إدخال مناهج عن مقدمة في الدراسات القبطية و الفنون والعمارة القبطية التي لاقت إقبالاً شديداً من طلبة الجامعة وهناك مشروعات بإدخال مناهج أخرى مقدمة من الدكتور رامز سيعلن عنها قريباً بعد موافقة الجامعة. 
 
*هل يوجد لديكم عنوان إلكتروني؟
عنوان المتحف الالكتروني هو: www.copticmuseum-canada.com