جريدة القبس
«الموساد» كلفه باختراق الجماعات الإسلامية.. والإرشاد عن تجار السلاح
قدم الجاسوس المصري طارق عبدالرازق حسين حسن، المتهم بالتخابر لمصلحة «الموساد» اعتذاره عن تجسسه، وخيانته لبلاده، وذلك في ختام التحقيقات التى اجريت معه. وكشفت التحقيقات، التي ضمت اعترافات تفصيلية للمتهم، أن ابن مسؤول كبير في جهة سيادية كان يتلقى تدريبات «كونغ فو» على يده، وقد استطاع اخذ معلومات من ابن هذا المسؤول وأوصلها إلى «الموساد».
وكشفت التحقيقات عن مفاجأة، حيث قال المتهم إن «الموساد» سجل لقاءات لشخصيات حكومية بارزة أثناء ظهورهم في التلفزيون، وأخذ تلك التسجيلات واستخلص منها بصمة صوتهم واستخدمها في التنصت على العديد منهم. ولم يذكر المتهم أسماء هؤلاء المسؤولين، وعلل ذلك بأن «الموساد» كان يجند شخصاً آخر غيره لفعل ذلك.
اختراق الجماعات
وكشف المتهم أن «الموساد» طلب منه فى بداية التعامل أن يكون جاسوسا لهم في القاهرة، واختراق الجماعات الإسلامية، لكنه رفض لصعوبة اختراق تلك الجماعات، ولعدم رغبته في العودة إلى القاهرة، وإطلاق لحيته، فطلبوا منه أن يرشدهم عن تجار سلاح مصريين، وقد قام بالفعل باعطاء بعض الاسماء من خلال البحث على الإنترنت.
وأضاف المتهم أن ضابط «الموساد» ايدي موشيه أحضر له شخصا مصريا يلقبه بـ «الأستاذ»، وأبلغه أن هذا الأستاذ يعمل معهم في القاهرة. وبالتحديد في الجماعات الإسلامية. وحاول الأستاذ أن يقنع طارق بالعمل معه كجاسوس في القاهرة، لكن طارق رفض. وسألت النيابة المتهم عن المعلومات التي يعرفها عن «الأستاذ»، فقال: كل ما أعرفه عنه أنه شخص متدين جدا، ويطلق لحيته، وقال لي إذا أردت أن تقابلني ستجدني على أحد المقاهي بشارع جامعة الدول العربية. فسألته النيابة «ما الذي جعلك متأكدا أن هذا الشخص مصري؟»، فرد المتهم: أنا جلست معه وهو يتحدث بألفاظ مصرية مائة في المائة، وهو يعرف شوارع القاهرة وحواريها.
وأضاف المتهم في التحقيقات أن «الموساد» قبل أن يطلب منه تجميد نشاطه. كان يعده لمقابلة مسؤول مصري كان سيحضر إلى الصين. وقال المتهم إن هذا المسؤول يعمل في مجال الاتصالات. وكانوا يعملون على تجنيد هذا المسؤول لمصلحة «الموساد». وأكد المتهم أنه لا يعرف اسم هذا المسؤول.
شخصية متناقضة
وأكدت عصمت طلعت، محامية الجاسوس: أن الجاسوس طارق شخصية ذكية رغم التناقضات الكبيرة التي تملأ حياته. وأضافت: هو شخصية متناقضة ويحتاج إلى دراسة، ففي بداية التحقيقات كان شخصا لطيفا يضحك ويلقي النكات، وكأنه لا يشعر بمدى خطورة تهمته. كما أنه يصوم ويصلي ويزكي ولا يشرب الخمر ولا يأكل لحم الخنزير ولا يزني، وفي الوقت نفسه يخون البلد، وكان تبريره في ذلك: أنه يعتبر «الموساد» مصدر عمل، وأن إسرائيل ليست دولة معادية فهي بمنزلة شركة.
وأضافت: أعتقد أن قضية طارق تحمل جوانب كثيرة خفية لم يدل بها بعد، حتى أنه قال لي: «أنا بألّ.ف قصة عن جريمتي، ونفسي أقابل صحفيا ينشرها».
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=27996&I=671