شريف منصور
بقلم: شريف منصور
في الآونة الأخيرة كثر تخبط النظام في كل شيء تمسه يده الكريمة، وما زادنا تقزز هو ظهور كم هائل من مدعيّن المعرفة والعلم من السادة الذين يطلقون علي أنفسهم لقب صحفي أو كاتب أو مفكر -ولا ننسى العلماء-.
الدافع وراء مقالة اليوم هو مواقف متعددة أعطتني مؤشر جديد لقياس مدى انهيار الإنسان المصري، مواقف مختلفة إثنان شاهدتهما والثالث قرأته والرابع عجباً عجب.
في أحد برامج الفضائيات استضاف مذيع أحد البرامج شخص كان يسير في شارع نجيب الريحاني وعرّف نفسه على أنه صحفي بجريدة الجمهورية.
والمنظر الثاني هو منظر قتل الخنزير بوحشية لدرجة أن من شاهد هذه البشاعة بالتأكيد عرف أن إطلاق لفظ خنزير على شخص يُعد أكثر تحضراً من أن يطلق عليه لفظ رجل أمن.
والثالث مقال لصحفية كتبت ما يسمى بالمقال تزدري فيه عقيدة البهائيين وتمادت في انتهاك مقدسات هذه العقيدة والتحقير من أتباعها لدرجة لا أستطيع أن أجد لفظ لوصفه ويصلح أن يطلق عليه دون خدش الحياء العام.
أما رابعاً فهو شيء لا يوصف وستعرفونه عندما تصلوا إلى الفقرة الأخيرة.
مختصر المختصر عن ما تقدم هو تفشي "العنصرية والجهل والتخلف والدناءة" في مصر.
في الموقف الأول: صحفي جريدة الجمهورية قال "الصحفي لا بد وأن يكون متمتعاً بشخصية كشكول يعرف ويفهم في كل شيء".
فسأله المذيع: هل قابلت مصري قال لك رد على أي سؤال أنه لا يعرف الإجابة؟.
المذيع سأل ما هي ألوان العلم المصري؟ فرد الجهبذ الصحفي بجريدة الجمهورية اللون الأبيض والأحمر والأخضر، نعم لا أمزح هذا ما قال صحفي الجمهورية العلم اللون الثالث فيه هو اللون الأخضر؟
واجه المذيع هذا الصحفي الفنان المبدع العبقري في تأدية دور الغبي الجاهل، وقال له اللون الثالث بعد الأبيض والأحمر هو اللون الأسود!!
قال الصحفي الجهبذ أنا قلت لك أسمر وليس أخضر؟ سمعنا الرجل قال "أخضر لا مش أسمر" جهل و كذب.
جهل وكذب حال النظام في مصر كذب وتلفيق ولف ودوران وفي النهاية يثبت أنه نظام متكبر غبي لا يعرف معني الأسف أو الإعتراف بالخطأ.
مصر يا سادة هي الدولة الوحيدة في العالم التي لم نسمع في يوم من الأيام عن خبر إقالة وزير وهو في الوزارة أو إرغام وزير على تقديم استقالته بسبب خطأ ما.
السؤال فعلاً محير ولعل الجواب لا بد وأن يكون جواب من النوع الذري الذي لا يمكن يكون جواب مستورد بل بكل تأكيد صنع في مصر، السبب معروف رئيس الوزارة مكشوف عنه الحجاب يختار وزراء كما الأنبياء لا يخطئون وقد يكون وزراء مصر والعرب عامة معصومين.
المنظر الثاني هو منظر روح الإنتقام الكريهة التي أخرجها رجال الأمن في كل ما له علاقة بالخنازير، هل يُعقل أن إنسان متحضر لدية القليل جداً من العقل والرحمة يتعدى على خليقة الله؟ هذا الحيوان الذي خلقه الله وأراد له البقاء؟ إن كان هذا الحيوان سينشر مرض معين وفي هذه الحالة شيء خطأ 100% لأن هذا الحيوان لا ينقل الأنفلونزا للإنسان بل ينقلها الإنسان للإنسان، هل تحريم أكل حيوان في عقيدة ما يعني أن نقضي على خلقية الله لأن هناك أغبياء يتخيلون أنهم يفعلون هذا من أجل الخالق؟ أيها الكافرين لو أن الله لم يرد أن يخلق هذا الكائن ما خلقه من الأساس؟ ولم يترك للإنسان الحرية في قتل الخليقة من حوله، إن كان المقياس الضرر للبشر والله هناك من البشر من هم أكثر استحقاقاً للقتل عن هذه الحيوانات لأنهم أكثر إيذاء للبشر من هذا الحيوان الأليف.
عندما شاهدنا على شاشات التليفزيون صورة هؤلاء الغوغاء رجال النظام يدهسون الخنازير بالسيارات ويضحكون وهم يحاصرون ويضربون بالعصي والحديد والسنج بهمجية ووحشية منقطة النظير وهذه الحيوانات تتألم من التعذيب الوحشي على يد هذه الحيوانات الأكثر شراسة ووحشية، ما كل هذا العنف والوحشية والحقد في قلوب العامة وفي قلوب رجال النظام؟ هذه الصور أعطت للعالم صورة قميئة لمصر وعن شعب مصر أنه شعب همجي.
المظهر الغير حضاري الثالث هو سيل المقالات ذات المستوى الهابط التي تهاجم مصريين يختلفون عن الغالبية عقائدياً (فقط)، موضوعنا عن مقال كًتب في لأحد الصحف تتهكم فيه الكاتبة عللا الديانة البهائية بكل ازدراء وبكلمات مفردها خارج وببذاءة وكأن المقال لم تكتبه صحفية خريجة صحافة بل كتب بطريقة تدل على مستوي متدني وقصور غير عادي في الشخصية و اللغة، العمى الديني سلب غالبية الشعب المصري وطنيته وتحضره ورقية بين الشعوب.
الشعور بالضعف و التردي العقائدي سببه اهتزاز نفسي خطير تسببت فيه جرعات وشحنات رجال الدين المتواصلة للشعب، مرتزقة لا هم لهم إلا أن يظهروا خطأ أن العقيدة الإسلامية واقعة تحت التهديد حتى يصدقهم الناس أكثر وأكثر وبهذا يحكمون ويتحكمون، هذه الشحنات الزائفة أصابت الشعب بكم هائل من الخوف من شيء وهمي فأصبحت مظاهر العنف والتهور مقبولة لأنها أصبحت مشروعة بحجة الدفاع والجهاد في سبيل الله والنتيجة همجية منقطعة النظير، أصابت كل أجهزة الدولة أيضاً والإعلام فتتهورون بهذه الطريقة الغير حضارية؟ تصرفات تدل على أنكم غير واثقين في أنفسكم لأن من يثق في نفسه لا يتصرف بمثل هذه الخسة والجُبن.
أما رابعاً وأخيراً استكمالاً وتأكيداً على ما تقدم نأتي إلى تفجير سيارة وإبطال مفعول قنبلة أخرى أمام كنيسة السيدة العذراء، وخرجت علينا قمامة الصحف تقول أن المسيحيين هم من زرعوا هذه القنابل لكي يثبتوا أن المسيحيين يتعرضون للاضطهاد في مصر!!
أولاً: من أطلق هذه الفكرة شخص متخلف ومريض عقلياً ومع كل الأسف هذا الشخص يوجد من عينته ملايين كما أوضحت لكم سابقاً من أين أتى الداء، الملايين أصيبوا بأنفلونزا التعصب الديني نقلتها إليهم وسائل الإعلام القومية الحكومية بل الدولة أعطت للأطفال وعن عمد التطعيم ضد الوطنية المسمى بالعنصرية الدينية منذ الطفولة وقامت بتطعيمهم الإجباري مستخدمة مناهج التعليم المسممة.
ثانياً: الواقع والشواهد والقرينة تدل على أن المسيحيين في مصر يتعرضون للإضطهاد الحكومي منظم أو غير منظم المهم أنه أصبح واقع وشيء ملموس، والمسيحيون يعانون من استهتار النظام وتعمده عدم فرض الحماية لهم ولممتلكاتهم، وتتزايد الكراهية والحقد يومياً بسبب شحن الشعب ضدهم بواسطة معتوهين دينيين ومن قلب النظام ذاته، أكبر مثال واضح جداً.. تصرفات مجلس الشعب بقيادة رئيس مجلس الشعب، وسار في ركبهم الصحف القومية وقفز إلى الساحة معهم الخطاب الديني المؤسف المبني على معلومات القائمين عليه وللأسف وكل الأسف معلوماتهم ضئيلة جداً في حجم ضآلة عقولهم عن المواضيع العلمية، هذا الخطاب الديني الذي تتبناه الدولة لكي تتسابق في مظهرية التدين مع أكثر فئات المجتمع عنصرية ورجعية الإخوان الخونة.
في النهاية لا ندري ماذا يجول في عقول المسئولين في الإدارة الأمريكية عند اختيارهم للقاهرة ليلقي منها الرئيس أوباما خطبة موجهة للشعوب الإسلامية.
تخيلت جملة من مقدمة خطابه يقول فيها من أرض الأقباط التي غزاها العرب من 1400 عام وحولوا أهلها الأصليين إلي مواطنين درجة ثانية، أوجه للعالم أمنياتي أن يأتي اليوم الذي يرى فيه قبطياً نفسه رئيساً لمصر كما وجدت نفسي شخص أسود من أصل إفريقي (أقلية 7%) من أب مسلم (أقلية نصف في المائة) ولم أولد في أمريكا والآن أنا رئيساً لكل أمريكا في غفلة من الزمن.
لعل هذه اللحظة تأتي لمصر في يوم ما حتى ولو بعد 300 سنة من اليوم، وأنا هنا أقول للأقباط من على أرضهم تشددوا العالم الغربي لم يكن أفضل منكم من 700 عام وكان الغرب يترنح في غياهب التخلف في القرن الخامس عشر، والآن العالم العربي والإسلامي يترنح وتائه في قرنه الرابع عشر، ما بقي له غير سبعة قرون لكي يصل العالم العربي والإسلامي إلى تحضر العالم الغربي اليوم، لا تظلموهم لأنهم يعيشون في قرونهم الوسطى ولعل بعد القرن الـ21 يصلون إلى مستوى بشر اليوم. وكما رددّت أثناء حملتي الإنتخابية والتي كانت كأنها حلم أو فيلم من أفلام والت ديزني انتهت نهاية سعيدة كنهاية فيلم علاء الدين أقولها عالية ومدوية للعرب وللعالم الإسلامي نعم نستطيع نعم نستطيع؟؟!!
أن تحرروا أنفسكم من عنصريتكم وانغلاق عقولكم وتعصبكم وترتقوا بأنفسكم بعد 700 عام.
قولوا آمين..
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=2833&I=77