ماريا ألفي إدوارد
البابا "شنودة": سنحتفل بعيد ميلاد المسيح، حيث أن عدم الاحتفال تصعيد خطير للأمر
كتبت: ماريا ألفي إدوارد
في أول حديث تليفزيوني للبابا "شنودة الثالث" عقب أحداث كنيسة "الإسكندرية"، وجَّه قداسته رسالة إلى جميع أسر شهداء كنيسة القديسين بسيدي بشر بـ"الإسكندرية" قائلاً:
"أبنائي الأحباء في كنيسة القديسين أعزيكم من كل قلبي، فآلامكم هي ألامي، أعزيكم في استشهاد أكثر من عشرين منكم دون ذنب ارتكبوه، فكانوا يصلون وخرجوا من الصلاة للقاء ربهم، وأنا أؤكد أنهم في الفردوس، وأنا قد استقبلت أمس فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر ووزير الأوقاف ومفتي الجمهورية، وقدموا لكم واجب العزاء في شخصي، كما تلقيت العزاء من الشيخ "القباني" مفتي" لبنان"، ومن رئيس "لبنان"، وتلقيت العزاء من" القدس" ومن "فلسطين"، ومن "روسي"ا إلى جانب تلقي العزاء من الكثير من رؤساء الدين في "مصر"".
وأكد البابا أن الأمر أوجد تعاطفًا كبيرًا من كل
الجهات الرسمية والدينية، مشيرًا إلى اهتمام الصحف بتلك المذبحة، وحديث الرئيس " مبارك" بشأنها، إأصراره على تتبع الجناة .
الحكمة في الغضب
و أشار قداسته إلى أن مذبحة " الإسكندرية" قد أصابت الجميع بالفزع، خاصة وأن هذه هي المرة الأولي أن تحدث تفجيرات بهذه الطريقة بالكنيسة.مطالبًا جميع الأقباط بالتحلي بالحكمة في غضبهم، مؤكداً أن المشاكل تحل بالهدوء وليس بالعصبية أو الانفعال .
وأضاف:"أرجو كل إنسان أن يحكم عقله فيما يفعله، ويحسب ردود الأفعال، ويضبط مشاعره حتى لا يخطي"، موضحًا أن الغضب قد يجعل الإنسان يخسر جميع قضاياه.
عناصر غريبة بمظاهرات الأقباط
وأشار البابا إلى أن عناصر غريبة ومن جهات خاصة لها اتجاهات سياسية، قد إندست وسط مظاهرات الأقباط؛ تخرب وتتفوه بألفاظ خارجة، ليست من مبادئ ولا قيم الأقباط ولا المسلمين، بقصد تشويه صورة الأقباط.
الفرح في الرب دائمًا
وأكد البابا أننا نفرح دائمًا في الرب القادر أن يحول الشر إلى خير. مشيرًا إلى أن الشعور بأن الله يتدخل في كل مشكلة، وأننا لا نجتاز الضيقات وحدنا بل بتدخل من الله، يجعلنا دائمًا فرحين.
واجب الدولة
وأوضح قداسته أن المشكلة ليست صدام بين المسيحيين والمسلمين، مؤكدًا أن الجميع شعر بالكارثة، وجمع بينهم شعور واحد. موجهًا الشكر لجميع المسئولين لما بذلوه من جهد في متابعة القضية، إلى جانب الدور الكبير الذي قام به الأطباء ووزارة الصحة .
وأشار البابا إلى الدور الذي يجب أن تقوم به الدولة في مواجهة المخططات للوقيعة بين المسلمين والمسيحيين، والذي يكمن في حل المشاكل المتعلقة بالأقباط، وتصحيح مشاعرهم تجاه أمور لم تحسم بعد .
المواطنة وتوحد المصريين
كما تحدَّث البابا تكلم عن المواطنة والوحدة بين المصريين جميعًا، موضحًا أن المواطنة تعني أن يتمتع الإنسان بكل حقوقه دون تمييز، وأن كثيرين يتغنون بهذه الكلمة دون معرفة تفاصيلها، مؤكدًا أن الوحدة بين المصريين تعني الوحدة في القلب والتفكير والمشاعر، وهي لا تستمر لفترة مؤقتة بل إلى الأبد، كما لا يجب أن تكون بين المسيحيين والمسلمين فقط، بل في الأحزاب وعلى المستوى السياسي أيضًا.
الاحتفال بالعيد
وأكّد البابا أن الكنيسة ستحتفل بعيد الميلاد، كونه حدث هام في حياة المسيحيين، موضحًا أن عدم الاحتفال بالعيد ينطوي على تصعيد خطير للأمر، ويعني أن الأعصاب هي التي تحكمنا وليس العقل.
رسالة إلى أقباط المهجر
وفي ختام حديثه، وجه البابا رسالة لأقباط المهجر، قال فيها: "يجب أن تكون لكم وللكنيسة الأم سياسة واحدة".
http://www.copts-united.com/article.php?A=28352&I=677