عام جديد ودماء أبرياء

أنور عصمت السادات

بقلم: أنور عصمت السادات
فى غمرة إحتفال المصريون جميعاً باللحظات الاولى للعام الجديد فى مناسبة تجمع الاشقاء والاصدقاء بالفرحة و الامل وتطلع لسنة ممتلئة بالسعادة و البهجة. يهزُ الوطن صوت انفجار مروع وتتناثر دماء الشهداء الابرياء فى شوارع الاسكندرية  فنقف جميعا مذهولين من هول الحدث و عدد الضحايا والمصابين وبين بكاء آباء وأمهات وأشقاء وصراخ اطفال يتامى لا يسعنا الا ان نسعى جادين مجتهدين لمساندة هؤلاء الضحايا ورفع المعاناة عنهم. ونؤكد لهم أنهم شركاء الوطن دمائهم دمائنا وجراحهم جراحنا، ونقدم تعازينا لأهالي كل الشهداء الابرار داعين لهم بالرحمة والمغفرة.

لكن بيت القصيد المحزن أنه قد تم تحذير مصر من هجمات على كنائسها منذ اشهر وشاهدنا نموذجاً مماثلاً فى العراق لشهداء مسحيين ذهبوا ضحية لهذا الارهاب الدولي، ولم يتنبه أحد ؟  فأين كانت الاجهزة الامنية فى مصر متمثلة فى وزارة الداخلية طوال هذه الفترة؟... ولماذا فشلت فى تأمين كنائس مصر و مواطنوها المسحيين؟ ام أن تلك الأجهزة تتفوق فقط فى تأمين النظام وتزوير الانتخابات والتفنن والإبتكارللخلاص من المعارضين السياسيين والقضاء على كل صوت حر يحب الوطن بإخلاص وتعتبر أن هذا هو معيار النجاح.
لماذا لا تريد حكومتنا أن تعترف بتقصيرها وإهمالها وعجزها إلى الآن في تعميق مفهوم المواطنة ومحو ثقافة التمييز والكراهية بين البشر على أساس من الأفكار والمعتقدات؟ ولماذا لا تتحرك إلى الآن  للبحث عن جذورالفتن والخلافات للقضاء عليها إن كانت تعمل حقاً بشعارها " علشان تطمئن على مستقبل أولادك "

من حق مسيحيى مصر ومسلموها، أن  يغضبوا من الهجوم الوحشى الذى استهدف كنيسة القديسين ، خصوصاً وأن الهدف معروف و إشعال نيران الفتنة بين أبناء الوطن الواحد وتمزيق نسيجه الاجتماعى ووحدته الوطنية وقد حذرنا مرارا وتكراراً على المدى البعيد ولا أحد يستمع .
الجريمة بشعة والحادث مؤسف للغاية ومحاولات التهدئة عن طريق الكلمات المرضية لن تفيد ولن تعود بالضحايا من جديد، وإن كانت هناك نية لإعداد قانون للإرهاب أو مد حالة الطوارئ فالمصارحة أفضل من الطرق الملتوية وإلهاء الشعب  .
يتكررنفس السيناريو مرات ومرات وفى توقيتات متشابهة " ليالى مناسبات مختلفة " ويأخذ الحدث وقته  دون حل نهائى أو حتى إستفادة مما سبقه من أحداث ,

وقد رأينا كم الغضب الشعبى الكبير عند إستقبال وزراء الحكومة حين ذهبوا لتقديم واجب العزاء ، فما بالنا بما كان ينتظر نواب الحزب الوطنى الغير شرعيين مع أن هذا هو مكانهم ووقتهم للتهدئة والمشاركة وأتحدى أن يكونوا قادرين على ذلك. 
والآن وبعد كل هذا الفشل و الانفلات الامني ، متي يتم اقالة وزير الداخلية ؟ المسئول الأول عما يحدث والمسئول عن تأمين كل مواطن فى مصر وليس تأمين الحزب الوطنى فقط !... 

فى حوادث أقل دمويةً من هذا تستقيل فيها حكومات وفى مصر استقال وزير النقل فى حادثة قطار. وكنت أتوقع أن يكون هذا الحادث فاصلة فى وجود وزير الداخلية الذي ثبت فشله على كل المحاور الامنية و السياسية. وأن تكون أولى كلمات الرئيس التى ألقاها فى خطابه هى إقالة وزير الداخلية , ويبدو إن " اللى نعرفه أحسن من اللى منعرفوش " أصبح منطق يتعامل به النظام ,,, عموماً أتقدم بخالص عزائى لأسر الضحايا متمنياً لأهلهم جميعاً الصبر والسلوان ودعائى لكل المصابين بالشفاء العاجل ولمصر بأن تنعم بحكومة قادرة على تجاوز المحن والأزمات .

                          وكيل مؤسسي حزب الاصلاح والتنمية
info@el-sadat.org         

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع