ميرفت عياد
. د هويدا علي:
يوجد أسايب طبية جديدة وسريعة وفعالة لعلاج الإدمان وخاصة عند الأطفال
إدمان المواد المخدرة هو الأخطر
تنتشر الجريمة من أجل الحصول على الأموال اللازمة للتعاطي
أطفال الشوارع هم الفئة الأكثر عرضة لتناول المواد المخدرة
كتبت: ميرفت عياد
أقامت ساقية الصاوي ندوة تقع تحت عنوان "الإدمان عند الأطفال" قامت بتقديمها الدكتورة "هويدا علي حسن" استشاري أمراض علاج السموم والإدمان، حيث دارت الندوة حول الإدمان باعتباره مرض العصر، وذلك لكثرة الضغوط النفسية وانهيار القيم الدينية والأخلاقية، وقد كان الاعتقاد السائد بأن الإدمان خاص بالكبار فقط، ولكن انتشر هذا المرض أيضًا في الأطفال، كما كان الاعتقاد السائد أيضًا أنه لا علاج للإدمان غير استخدام المنع والحرمان والقسوة مع المريض، ولكن العلم أثبت أن هناك أساليبًا طبية جديدة وسريعة وفعالة، لعلاج الإدمان، وخاصة إدمان الأطفال.
في البداية قامت الدكتورة "هويدا علي حسن" بتعريف معنى الإدمان بأنه إقبال بعض الأفراد على ممارسة أشياء معينة، وهذا التصرف مع التكرار يتحول إلى اعتياد لا إرادي، ومن هنا ينشأ الإدمان على جميع المستويات، سواء كان إدمان مخدرات، أو إدمان مشاهدة التلفزيون، أو الإفراط في الطعام، أو اللعب على الكمبيوتر، كل هذه الأشياء تؤدي عدم مزاولتها إلى تغير في مزاج الشخص، وأدائه وقدرته على العمل أو الدراسة، ولكن بالطبع أخطر أنواع الإدمان هو إدمان المواد المخدرة باختلاف أنواعها، لأن لها تأثير كبير على الجهاز العصبي المركزي إما بالتثبيط أو التنشيط أو الهلوسة.
المخدرات تمتلك الإرادة
وأوضحت دكتورة هويدا أن هناك اعتياد نفسي عند تناول المخدر، وهذا الاعتياد يؤدي إلى الشعور بالراحة والسعادة والمتعة المفرطة، وكلما تمادى الشخص في التعاطي تضخم دور المخدر في حياته، ويلاحظ هذا بصورة قوية عند انسحاب المخدر من الجسم، فتظهر أعراض جسمانية منها آلام شديدة بالجسم، مغص بالأمعاء، إفرازات بالعين والأنف، شعور بالضيق والاختناق، ومن هنا يبحث المريض عن المخدر بكل الطرق الممكنة، والغير ممكنة، لتقليل تلك الاعراض الحادة، وليس بحثا عن المتعة كما سبق، ومن هنا يتضح أن المدمن يمر بالعديد من المراحل أولها مرحلة التجربة والتعلم، بهدف قضاء وقت لذيذ مع الأصحاب وليكون مقبولاً بينهم، المرحلة الثانية هي الاعتياد على المخدر والبحث عنه، بحيث يصبح كل اهتمامه في الحياة هو كيفية الحصول على هذا المخدر، حتى لا يتعرض لألم اعراض الانسحاب، وبهذا يمتلك المخدر الشخص ويصبح هو مالك قراره، وبهذا لا يستطيع الفرد أن يتحكم في تصرفاته أو ردود افعاله، ومن هنا تنتشر الجريمة من أجل الحصول على الأموال اللازمة للتعاطي.
الحشيش يسبب الإدمان
أشارت الدكتور هويدا إلى أن الحشيش من المواد المخدرة التي تؤدي إلى الإدمان، وعلى عكس ما هو معروف بأن الحشيش لا يسبب إدمانًا، والتفسير العلمي لعدم تعرض الشخص لأعراض الانسحاب بقسوة عند التوقف عن تعاطي الحشيش، على عكس المواد المخدرة الأخرى، يرجع إلى أن الحشيش يخزن ببطء في الخلايا الدهنية، ويفرز ببطء، وهذا هو السبب وراء اختفاء فكرة الرغبة الشديدة في تناوله عند الانقطاع عنه لفترات طويلة، مشيرة إلى أن الحشيش يستخلص من قمة زهور نبات "القنب"، وله العديد من طرق الاستعمال للاستفادة من المواد التى توجد بهذا النبات، والتي لها تأثير كبير على الجهاز العصبي، حيث تعمل المواد المؤثرة بالحشيش على إحساس الإنسان بالزهو والفرفشة والاسترخاء والمتعة، كما أنه يزيد من الرغبة الجنسية، ومن هنا يتضح كيف أنه يساعد المتعاطي على الانتقال من ضغوط الحياة ومنغصاتها إلى عالم الهلاوس السمعية والبصرية، وهذا يساعده على التغلب على الأعباء النفسية والاكتئاب الذي يعاني منه، إلا أن الحشيش مع الوقت له أضرار عديدة منها العجز الجنسي، اختلال الاتزان الحركي، تبلد الإحساس، عدم القدرة على التحكم في الانفعالات، سرعة ضربات القلب والتي تؤدي في كثير من الأحيان إلى الوفاة في الأطفال نتيجة تعاطي جرعات زائدة.
أطفال الشوارع ومخاطر الإدمان
وأكدت دكتورة هويدا على أن ظاهرة أطفال الشوارع في مصر تعتبر بمثابة القنبلة الموقوتة التي ينتظر انفجارها بين حين وآخر، حيث تشير التقرير والإحصائيات إلى تزايد أعداد هؤلاء الأطفال الذين يفوقون المليونين، وهذا بلا أدنى شك سيجعلهم ينحرفون، آخذين السلوك الإجرامي الصفة الدائمة لسلوكهم، كما أن هؤلاء الأطفال هم الفئة الأكثر عرضة لتناول المواد المخدرة، وخاصة المواد العضوية والطيارة الموجودة في المذيبات مثل الغراء، الصمغ، والدهانات، ومزيلات طلاء الأظافر وسوائل التنظيف الجاف، وهي مواد عضوية ذات تأثيرمخدر عند استنشاق أبخرتها عن طريق الفم أو الأنف، حيث يتم امتصاصها عن طريق الرئتين وبسرعة تصل إلى المخ، وتؤدي إلى إبطاء معدلات التنفس واختلال في ضربات القلب.
مشيرة إلى أن الاستخدام الكثير على المدى الطويل يمكن أن يسبب تلفًا في المخ والكليتين والكبد، والعديد من الأمراض الأخرى.
http://www.copts-united.com/article.php?A=28584&I=681