ميرفت عياد
كتبت: ميرفت عياد
أقام "المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي" بالتعاون مع معهد الدراسات القبطية تحت رعاية قداسة البابا شنودة الثالث، وإشراف الأنبا "إرمياء" الأسقف العام ندوة ثقافية تحت عنوان "كتابات ورؤية الرحالة الأب فانسليب عن الأقباط" والتي القاها الدكتور "جليير روبيرت ديلانيه" نائب رئيس جمعية الآثار الفرنسية، وقام بالترجمة الدكتور "أشرف اسكندر" الأستاذ بجامعة "ليموج" بفرنسا.
وأدار الندوة أبونا "باسيليوس صبحي" -رئيس وحدة البحث والنشر للتراث القبطي بالمركز الثقافي القبطي- والذي تحدث عن أنشطة المركز، والتي بدأت فعالياتها في شهر فبراير الماضي بأول لقاء ثقافي يقع تحت عنوان "ألوان من الحضارة القبطية"، ويليه في شهر مايو الماضي الندوة الثانية عن أديرة وادي النطرون، واهم الاكتشافات الاثرية، بينما كان اللقاء الثقافي الثالث عن تصوير الآباء البطاركة في الفن القبطي، وأخيرًا اللقاء الثقافي الرابع تحت عنوان"الموسيقى والألحان القبطية"، والذي تناول دور المعلم "ميخائيل البتاتوني" والألحان والتدوين الموسيقي، أما هذا اللقاء فيهدف إلى معرفة المزيد عن تاريخ الكنيسة في ضوء كتابات الراهب الدوميناكني "فانسليب".
التبشير بالديانة المسيحية
يشير الدكتور "جليير" إلى أن الأب "فانسليب" من مواليد عام 1635، وهو ألماني الأصل، وقد درس اللاهوت والفلسفة في إحدى جامعات المانيا، ثم سافر بعد هذا إلى بلاد بحر البلطيق التي تقع شمال السويد لدراسة هذه المناطق، وهناك تقابل مع أساتذة اللغات الشرقية القديمة، وتأثر به جدًا إلى الدرجة التي جعلته يتعلم اللغة الأثيوبية القديمة، ولهذا اقترح عليه أحد القساوسة الذهاب إلى أثيوبيا والتبشير بها، مستغلاً معرفته بلغة وثقافة تلك البلاد، ولكنه ذهب إلى مصر في عام 1663، وقضى بها ما يقرب من سنة حيث توطدت علاقته مع البطريرك الأنبا "متاؤس" الذي اقترح عليه هو أيضًا أن يذهب إلى الأماكن التي لا تعرف شيئًا عن الديانة المسيحية والتبشير بها، خاصة أنه يتمتع بحالة مادية متيسرة، كما أن "فانسليب" تعمد كاثوليكيًا، وتمت رهبنته مع مجموعة من الرهبان الدومينكان في روما، وقد طلب أحد الآباء الكاثوليك من العائلة الملكة الفرنسية أن ترسله في إرسالية إلى أثيوبيا، لشراء جميع المخطوطات التي يستطيع الحصول عليها.
الزيارة الثانية لمصر
ويؤكد الدكتور "جليير" على أن "نابليون بونابرت" لم يكن هو أول انسان وجه نظر العالم إلى مصر، وآثارها وثقافاتها ومخطوطاتها ومقتناياتها الثمينة، ولكن سبقه الملك "لويس التاسع عشر" الذي أدرك أهمية مصر، ولذلك طلب من الرحالة "فانسليب" أن يذهب إلى مصر لدراسة كيفية الاستفادة منها، ومن هنا جاءت زيارة فانسليب الثانية إلى مصر عام 1672، حيث بدأ يذهب إلى العديد من الأماكن التي يستطيع الحصول منها على مخطوطات ووثائق أثرية، كما بدأ بدراسة أحوال الأقباط دراسة مستفيضة، مهتمًا بكتابة جميع التفاصيل التي يراها، مثل كتابة تفاصيل "مولد الست دميانة" أثناء زيارته إلى دير القديسة دميانة بدمياط، ومن الأماكن الهامة أيضًا التي قام بزيارتها الرحالة فانسليب الفيوم راصدًا تفاصيل العلاقة بين الأقباط والمماليك.
أحوال الأقباط في مصر
ويشير الدكتور "جليير" إلى أن شهادة الراهب فانسليب عما يعانيه الأقباط من الحكم العثماني والماليك من أصدق الشواهد التي رصدت أحوال الأقباط في مصر في أواخر القرن السابع عشر، واستطاع أن ينشر العديد من الكتب خلال عام 1677 وعام 1678، وكان أهمها كتاب "تاريخ كنيسة الإسكندرية التي أقامها القديس مرقس التي نسميها نحن الكنيسة اليعقوبية المصرية" وفي هذا الكتاب يحكي عن زيارته الثانية إلى مصر، حيث صور أحوال مسيحيّ مصر، ولكن هذا الكتاب لم ينشر كثيرًا وغير معروف إلا للمتخصصين فقط.
http://www.copts-united.com/article.php?A=28791&I=684