جرجس بشرى
*د.أمجد خيري: كلنا شعرنا أن تعامُل الحكومة مع الأزمة كان به شُبهة طائفية.
*د. شريف دوس: قرار ذبح الخنازير في مصر قرار سياسي وليس علمي، وسُلالة الخنزير المصري من أفضل السلالات على مستوى العالم.
*السفيرة أمينة ثروت أباظة: مصر لن يحكُمها إلا أبنائها الوطنيون والمُخلصون.
*د. محمود الخيال: إذا كان لدى مُتخذي قرار ذبح الخنازير معلومات سرية فليتفضلوا ويقولوها لنا وإلا فليتراجعوا عن القرار بكل شهامة.
تقـريـر: جرجس بشرى – خاص الأقباط متحدون
"ذبح الخنازير.. هل هو قرار صحي أم قرار طائفي مُتسرِع؟!".. موضوع الندوة التي عقدها أول أمس الأربعاء مُنتدى الشرق الأوسط للحُريات بمصر، وقد أدار الندوة وسط حضور حقوقي وإعلامي مُكثف الدكتور أمجد خيري (استشاري الصحة النفسية) وحاضر فيها كل من السفيرة أمينة ثروت أباظة (سفيرة اليوم العالمي للرفق بالحيوان) بمصر والدكتور شريف دوس (أستاذ الأمراض الباطنية بكلية الطب) والأستاذ الدكتور محمود الخيال (أستاذ الفارماكولوجي بكلية الطب جامعة الأزهر).
وفي البداية استنكر الدكتور أمجد خيري: تعامُل الحكومة المصرية مع الأزمة مُشيراً إلى أن تعامُل الحكومة مع الأزمة تشوبه شُبهة طائفية، حيث أنها لم تتعامل مع الأزمة بطريقة علمية كسائر دول العالم التي أصابها الفيروس، مُطالباً الحكومة بالتراجع عن القرار.
كما أكد الدكتور شريف دوس على أن سُلالة الخنزير المصري تُعتبر من السلالات الجيدة على مستوى العالم وأن هذه السُلالة دخلت مصر من 120 سنة وأخذت مناعة شديدة ضد الأمراض والفيروسات، وأن الخنزير من أفضل مُنتجات اللحوم البروتينية وأقلها تكلفة.
وأشار إلى أن شوارع القاهرة ستعوم في الزبالة وسترجع مصر للقرون الوسطى والقرون قبل الحضارية لو حدث لو لم يستجِب الزبالين لنداء المحافظة بنقلهم إلى أعمال النظافة.
وقال أن الفيروس أسمه الحقيقي هو "H1N1" وليس أنفلونزا الخنازير وأن المرض ليس حديثاً بل أنه ظهر عام 1905 ومات بسببه 5 مليون شخص وبرغم ذلك لم يصل للحيوان، كما ظهر عام 1913 وكذلك عام 2005 في الولايات المُتحدة الأمريكية ومات بسببه 50 ألف شخص.
وأكد دوس على أن هذه الفيروسات لها القدرة على التحور حتى تستطيع أن تقاوم مناعة الإنسان والحيوان وأن مناعة الخنزير أقوى من مناعة الإنسان، مُشيراً إلى أن مناعة الإنسان السليم تقدر على مُجابهة الفيروس لأن الفيروس غير قاتل بدليل أن الـ5500 شخص الذين أصيبوا بالفيروس حول العالم مؤخراً مات منهم فقط حوالي %1.5، حيث أن الفيروس يصيب الأشخاص الذين لديهم مناعة ضعيفة أو الأشخاص الذين لديهم أمراض تؤثر على قدرة الجهاز المناعي على المقاومة مثل مرض السكر أو ممن يُعالجون بالكيماوي أو الكورتيزون.
وأشار إلى أن الوباء الموجود في أمريكا وأوروبا لم يُصِب الكـُتلة الحيوانية باستثناء كندا التي انتقل فيها المرض من الإنسان للخنزير! هذا وقد أكد على أن قرار ذبح الخنازير في مصر هو قرار سياسي وليس علمي حيث أنه لا توجد هيئة عالمية طالبت بإعدام الخنازير.
وقال أن الدولة نسيت أن هناك "فاكسين" وهو يُعطي لتحصين الحيوان من المرض ولكنها استوردت دواء "التاميفلو" المرتفع التكلفة.
وطرح دوس حلولاً للخروج من الأزمة وهي تحصين الخنازير والطيور، ونقل الخنازير أو المزارع إلى أماكن صحية تربى فيها الخنازير بطريقة صحية أفضل، وشدد على أن الخنزير يُحدِث توازناً في الإنتاج الحيواني بمصر ولو ذبحت كل الخنازير سيرتفع لحم الكندوز إلى 70 جنيه للكيلو.
مُُطالِباً الحكومة بالنظر في قتل الخنازير والتزام الناس بطرق وأساليب الوقاية في حالة دخول الفيروس مصر.
كما استنكرت السفيرة أمينة ثروت أباظة: القرار الذي اتخذته حكومة مصر بذبح الخنازير، وأدانت -نقلاً عن مصادر صحفية- بشدة المطالب التي أطلقها متشددون دينيون بأن الخنزير نجس ومحرم ويجب إبادته.
وأكدت على أن مصر لن يحكمها فقط إلا أبنائها الوطنيون والمخلصون وليس أولئك الذين يستخدمون الدين للوصول للسُلطة -في إشارة إلى جماعة الإخوان المُسلمين-.
وقالت أن منظمة الصحة العالمية قد أشارت إلى أنه لا ضرورة لقتل الخنازير، وانتقدت المُتشددين دينياً واعتبرت أنهم بدلاً من أن يبحثوا عن حلول للأزمة راحوا يقولون ماذا تأكل الخنازير وأنها نجسة ومحرمة، وأشارت إلى أنه كان يجب على الحكومة والبرلمان طوال الفترة السابقة أن يتحركوا بنفس السرعة ويبحثوا عن حل لمُشكلة الزبالة التي أصبحت من معالم مصر.
وأكد الدكتور محمود الخيال: على أن مصر هي التي انفردت وحدها بين جميع دول العالم باتخاذ قرارات وإجراءات ذبح الخنازير، وقال: من حقنا كمواطنين أن نسأل مُتخذي القرار عن الأسباب التي دفعتهم إلى ذلك ومبرراتهم لأن ذلك يُعتبر من أساسيات واجباتهم فإذا كانت لديهم معلومات أرقى من معلومات منظمة الصحة العالمية فليتفضلوا ويقولوها لنا حتى تستفيد البشرية من خدماتهم.
وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية قد حاولت استخلاص وعزل الفيروس من الخنازير فلم تتمكن ولكنهم وجدوه في البشر فقط! وأن المرض ليس اسمه أنفلونزا الخنازير بل لأنها بشرية وتنتقل من الإنسان للإنسان واحتمال انتقالها من الخنزير للإنسان ضعيفة.
وتساءل "الخيّال": أي قرار يصدر هناك مستفيدون من وراءه مادياً ومعنوياً فمن هم المستفيدون من هذا القرار؟! فالقرار قد يكون فيه استفادة معنوية لأشخاص تفكيرهم مشوّه.
وقال أنه كان لدى متخذي القرار معلومات سرية يقولوها لنا وإلا فليتراجعوا عن القرار بكل شهامة، وإذا كان الهدف فتنة طائفية من قبل الأغلبية العددية المسلمة فليعلموا أن المسيحيون من نفس نسيج هذا الوطن ولهم كافة حقوق المواطنة، وأن كل أحمق مُتعصب يرى غير ذلك عليه أن يراجع نفسه أو يهاجر ليبحث لنفسه عن وطن آخر غير مصر.
وحذر "الخيال" من خطورة تراكم الزبالة (القمامة) بسبب الأزمة مؤكداً أن تراكم القمامة سينتج عنه أمراضاً خطيرة كالكوليرا أو التيفود والطاعون.
http://www.copts-united.com/article.php?A=2887&I=78