محمد زيان
د. وحيد عبد المجيد: اللوبي الإسرائيلي سيعرقل الحوار مع حزب الله.. والتسوية لا تتطلب الإعتراف.
د. عمرو الشوبكي: سوريا تسعى لصفقة مع الأمريكان لتنسحب إسرائيل من الجولان.
السفير محمد بسيوني: سوريا عندها ما تقدمه للإدارة الأمريكية والدليل الحوار الغير مباشر مع تل أبيب.
تحقيق: محمد زيان – خاص الأقباط متحدون
فجأة وبدون مقدمات أعلن الرئيس السوري بشار الأسد على شاشة القناة الثالثة الفرنسية أن بلاده مستعدة لرعاية حوار بين الولايات المتحدة الأمريكية وكل من حزب الله وحماس، داعياً الإدارة الأمريكية إلى هذا الحوار قائلاً: "إن دمشق مستعدة لتسهيل هذا الحوار للوصول إلى سلام في الشرق الأوسط.. وإذا كانت الولايات المتحدة بحاجة إلى مساعدتنا فنحن جاهزون لمساعدتها"، لماذا أعلن الرئيس السوري هذه المبادرة؟.. وهل ستجد لها صدى لدى الإدارة الأمريكية؟ وما مدى إمكانية الجلوس بين الأطراف التي ذكرها الأسد؟ وحال ما إذا تم الحوار فما هي النتائج المرتقبة منه؟ وهل أعطت الإدارة الأمريكية إشارة البدء للنظام السوري للتحرك في الإطار المسموح لديها ليقوم بهذا الدور في المرحلة المقبلة لإتمام صفقة الإنسحاب الإسرائيلي من الجولان كما يتردد؟ وما تأثير هذا الحوار على دول المنطقة؟ وهل ستسعى دولاً لتعويقه كما يُقال؟.. كل هذه تساؤلات طرحناها على الخبراء:
فيتو
يرى الدكتور وحيد عبد المجيد نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن الولايات المتحدة حتى الآن غير قادرة على التحرك في المناطق التي تضع عليها إسرائيل فيتو ويبدو الحوار مع إيران من منظور الولايات المتحدة اتجاه مناسب في الفترة القادمة، لكن هناك محاذير بحسب الرؤية الإسرائيلية في الحوار مع حزب الله لأن اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة من وجهة نظره سيعرقل أية محاولة للحوار معه.
وحول الدعوة السورية لفتح حوار بين الولايات المتحدة وكل من حزب الله وحماس رغم وضعهما على قوائم المنظمات الإرهابية يذهب عبد المجيد إلى أنها قوائم وهمية على حد تعبيره "تنشال وتنحط بالمزاج"، ولكن الحوار الذي تدعو إليه سوريا لن يتحرك بسرعة، لكنه يستم على خطوات تبدأ برفع حظر التعامل مع حماس ضمن حكومة وحدة وطنية.
وحول ما إذا كانت حماس ستقبل الحوار في ظل الشروط الأمريكية التي يتمليها إسرائيل بالفعل يذهب عبد المجيد إلى أن حماس لن تقبل الحوار والشروط التي ستمليها أمريكا لكن الحل الوحيد الذي سيقود إلى حوار جاد بين إسرائيل وحماس هو الدخول في هدنة طويلة المدى بينهما والهدنة هنا بحسب عبد المجيد لا تحتاج لاعتراف متبادل من الطرفين.
وحول دلالات المبادرة السورية للوساطة في الحوار بين الولايات المتحدة والفيصلين حماس وحزب الله قال عبد المجيد: "سوريا لديها شعور بأن الموقف الآن أصبح في صالحها هي وإيران للتنسيق مع الإدارة الأمريكية وحماس جزء من المعسكر الذي يجمع الثلاثي إيران، سوريا وحزب الله وبالتالي فإنها ستنجذب بحكم المصالح بينهما".
صفقة
أما الدكتور عمرو الشوبكي الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية فيذهب إلى أن سوريا مطروحة لأن تكون جزء من صفقة تنسحب خلالها إسرائيل من الجولان وبالتالي فإنها جادة في إنتاج ورعاية هذا الحوار حسب تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد للتليفزيون الفرنسي.
ويشير الشوبكي إلى أن هذا الحوار لو نجح فإن العلاقات المتأزمة بين الولايات المتحدة وإيران ستنفك وتبدو هناك إمكانية للتأثير من جانب الولايات المتحدة على حلفائها في المنطقة لقبول إيرن في المعادلة الإقليمية.
ويميز الشوبكي بين حماس وحزب الله بالنسبة إلى المشروع الإيراني، فحماس حركة مقاومة مرتبط وجودها بوجود الإحتلال الإسرائيلي تزول بزواله وبالتالي فهي على استعداد للدخول في الحوار لكنها لن تقبل الشروط التي ستفرضها واشنطن وفقاً للرؤية الإسرائيلية.
أما حزب الله فهو بالكامل جزء من المشروع الإيراني في المنطقة وتبدو حماس هنا صاحبة مصلحة ومستفيدة من الطرف الإيراني ولو انتفت صيغة الإحتلال فإنها سوف تعيد ترتيب علاقاتها معها.
أما عن دلالة التوقيت في اختيار الرئيس السوري بشار الأسد للإعلان عن نية بلاده رعاية حوار من هذا النوع فإن الشوبكي يُرجعها إلى المفاوضات الغير مباشرة التي تتم بين الجانبين السوري والإسرائيلي ووجود أفق من جانب الإدارة الأمريكية يستوعب أن تقدم سوريا شيئاً في العلاقات الدولية في هذه الفترة كأن ترعى هذا النوع من الحوار بالإضافة إلى استعداد الساحة السورية للقيام بهذا الدور.
وحول ما إذا كانت دولاً في المنطقة بعينها سوف تسعى لتعويق الحوار فإن الشوبكي يشكك في إمكانية ذلك لكن هذا لا يمنع أن مصر مثلاً متحفظة على هذا النوع من الحوار.
أما عن تأثير هذا الحوار على المنطقة في حال رعايته وإنجازه بوساطة سوريا فإنه يرى أن هذا الحوار سوف يكون له تأثير حال لو انسحبت إسرائيل من الجولان، وبهذا فإنه سوف يسفر عن تسوية مما سيتغير معه شكل المنطقة، لكن لو بقى هذا الحوار في إطار الدردشة حول التهديد السوري وموضوع الجولان وإيران وحزب الله فإن شيئا لن يتغير مطلقاً.
ظهور
أما السفير محمد بسيوني السفير المصري السابق لدى تل أبيب فيشير إلى أن سوريا تشعر أنها بحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى للظهور في موقف الفاعل في العلاقات الدولية خصوصاً في ظل الحوار الغير مباشر الذي تقوم به مع تل أبيب وتقدم هذه لمبادرة للأمريكان في ظل الإدارة الجديدة بقيادة أوباما في إطار تقديم السبت باعتبار أن الأمريكان هم من سيرعى الحوار مع الجانب الإسرائيلي.
ويذهب إلى أن سوريا في إطار اتفاق المصالح بينها وحماس وحزب الله سوف تأخذ بالفعل على عاتقها مهمة إدماج هذين الفصيلين في الحوار مع الولايات المتحدة خصوصاً مع اتجاه الإدارة الأمريكية الجديدة للحوار مع العالم كجزء من استراتيجية تتبناها الولايات المتحدة في هذه المرحلة، بالإضافة إلى أن سوريا تسوق لنفسها في منظومة العمل الدولية الجديدة باعتبارها دولة لها ثقل من حيث النظر إلى المحور الإيراني السوري والذي يلتقي مع حزب الله وبالتالي فإن عندها ما يمكن تقديمه للإدارة الأمريكية الجديدة.
http://www.copts-united.com/article.php?A=2894&I=78