د. رأفت فهيم جندي
بقلم / د. رأفت فهيم جندي
ثمانية من شباب أقباط سوهاج لقوا مصرعهم عندما انهارت عليهم كنيسة آيلة للسقوط في قرية تابعة لمركز المراغة بمحافظة سوهاج، الكنيسة قدمت طلباً للترميم عدة مرات أولها كان منذ ثلاثين عاماً, وأيضاً القرية ليس بها كنيسة أخرى.
الحكومة المصرية لا تبني ولا ترمم أي كنيسة على نفقتها كما تفعل مع الجوامع وأيضاً لا تسمح بالبناء أو ترميم كنيسة على نفقة الأقباط إلا بعد طلوع الروح, وها هي ثمانية أرواح من الشباب قد ذهبت نتيجة لهذا الظلم البين، هؤلاء الشباب ذهبوا ضحية لبقاء قانون العبادة الموحد في الأدراج.
هذا القانون كان قد قدمه العطيفي لمجلس الشعب في عام 1972 ولكنه بقى حبيس الأدراج حتى الآن. القانون الهمايوني الذي كان يتحكم في بناء أو ترميم الكنائس بقرار من رئيس الجمهورية تم استبداله صورياً بموافقة المحافظ وسلطات الأمن المحلية ولكن لم يتغير شيئاً بل زاد سوءاً، السماح باستبدال "تواليت" في الكنيسة كان لابد وأن يصدر به قرار جمهوري وهذا ما دعا البعض لأن يقول أن "تواليت" في أي كنيسة بمقام رئيساً للوزراء لأن كليهما يصدر به قراراً جمهورياً.
ثمانية أمهات قد فطرت قلوبهم, وثمانية آباء يكتمون دموعهم, وعدد من الإخوة لهم يجزون على أسنانهم ويقرضون أظافرهم، لن نقارن ونقول أن هذه الحادثة كفيلة بإسقاط حكومات غربية فالحكومة المصرية لا يسقطها مقتل 22 قبطي في الكشح بتآمر من البوليس المصري بل تآمرت على عدم تقديم الجناة للمحكمة فكيف نقارن الآن وننادي بسقوطها لتراخيها المتعمد في التصريح بترميم أو بناء كنيسة ولقد انهارت قبلها كنيسة أخرى في إحدى قرى أسيوط نتيجة هذا الظلم البيّن.
البعض يظن أن الأقباط يبالغون في تعنت الدولة في الترخيص ببناء وترميم الكنائس لأنهم يرون بعض الكنائس الكبيرة هنا وهناك, ولكن الحقيقة تظهر عندما ترى أعداداً كبيرة من القرى ليس بها كنائس بل ترى المدن الكبرى وليس بها كنائس تسع أعداد الأقباط في هذا المكان بالرغم من تعدد أوقات الصلاة في اليوم الواحد وبالرغم من بناء الأقباط لكنائسهم وليس من أموال الدولة, بينما يفخر الإخوة المسلمون منذ وقت طويل بأن القاهرة بلد الألف مئذنة وربما ألفين الآن وهي تُبنىَ من أموال الدولة.
الأقباط ليسوا بضعة ملايين كما توحي الحكومة ببجاحة ولكنهم بين 15 إلى 16 مليون بالرغم من الأسلمة القهرية التي تتبناها الدولة بتمويل سعودي خليجي.
العالم تشرق عليه أنوار الحرية من كل مكان والممارسات التي كانت تُفعل في الظلام ليس لها مكان الآن, ونقول للحكومة المصرية في هذا الوقت من الزمان ما قاله القديس "أبو مقار" لأحد الغير تائبين من الرهبان, أحكم على نفسك يا أخي الآن, قبل أن يحكم الآخرون عليك بعد فوات الأوان، وليكن لهم عبرة من البشير في السودان.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=292&I=7