نبيل المقدس
بقلم / نبيل المقدس
** مسيحيو مصر ليسوا بأعـداد... ولا بأرقـام ... بل بأعمـال وأفعـال.
**ليه بنجري وراء معرفة تعدادنا... وإحنا أصلاًَ مش من عادتنا... نحسب أعدادنا... علشان إحنا واحد في إللي حررنـا... وإللي أوصانا, نحب أعدائنا... فكم بالحري بالعايشين معانا!!
** مليون زي إثنين مليون... خلوهم يقولوا أن تعدادنا من الأصفار مليون... لكن معانا واحد لو إتوضع على شمالهم هنبقي يدل الصفر في المليـون ... مائة مليـون!!
**يجرى إيه لو نسبتنا في المائة واحد.... كفاية إحنا في المسيح واحد ... جسد واحد... عماد واحد... شعب واحـد... مؤمنون بإله واحـد... الآب والإبن والروح القدس أقانيم ثلاثة في واحـد!!
**إيه الفايدة لو كنا 6 مليار... نقتل ونغزو ونسبي الأحرار... من أجل منتقم جبار... وأخرتها منعرفش هنخش الجنة ولا النار!!
نحن لا نسعى إلى معرفة نسبة تعدادنا في مصر بالنسبة للتعداد الكلي... بقدر ما نسعى إلى معرفة ما هي نسبة حصولنا على حقوقنا... ومساواتنا بالآخرين الذين يعيشون معنا.
نحن لا نريد أن نصل إلى قمة السلطة... بل نريد الوصول إلى رفع شكوانا إلى قمة السلطة.
نحن نسعى أن نتحرر من عبودية كلمة الأقلية... هذه كلمة تشعرنا بأننا أفراد من الدرجة الثانية... نحن لا نريد تعيين بعض من أفرادنا في المراكز العليا كنماذج وهمية بوجود المساواة بين أفراد الشعب كله... نحن نريد مراكز على أساس الموهبة والقدرة مهما كانت عقيدته... نحن لا نريد أن نتقيد بنسبة التعداد المغلوطة والمفبركة.... بل نريد الإنطلاق إلى سمو ونهضة مصر, بغض النظر على من هم الذين يرفعوها.
لقد وُجهت إلينا تهمة بأننا دخلاء على أرض مصر... بالرغم أننا أصحاب البلد الحقيقيين... غير موالين للحكومة... غير مخلصين للقيادات... مع العلم أنه لم يُوجد في التاريخ... ولن يُوجد إلى نهاية الأجيال, مواطن صالح مخلص لوطنه, قدر من يحيا الحياة المسيحية... اترك المسيحي في دائرة عقيدته ولا تمسها, وأنت ترى فيه أصلح مواطن... حتى ولو لم تتركه يتعبد بحريته تجده أيضاًَ متسامح في حقه ويقوم بواجبه نحو وطنه وعمله, لأن إلهنا في داخلنا وليس خارجنا... يكفي بأننا نقوم بصلوات وإبتهالات لأجل سلامة قيادات الوطن وأن يعطيهم روح التخطيط السليم من أجل بلدنا... ومايزال أغلب مسيحي مصر في دوائر أعمالهم وعلاقاتهم بالمجتمع أكثر المواطنين إخلاصاًَ وأمانة.
آيها المسيحي... لك الشرف وعليك المسئولية... أما الشرف والكرامة فهما لك, لأنك أصبحت مغايراًَ للعالم... وريثـاًَ للعهد الجديد... إبناًَ لله... غريباًَ عن الوجود... تنتمي إلى مملكة أسمى وأعلى من تمالك الأرض... تدين بالطاعة لإله يسمو عن إله هذا الدهر ولكن عليك بالمسئولية أيضاًَ, ولا ينبغي أن تنتظر من عالم تجابهه بصورة مغايرة إلا ّ كل الضيقات... لتكن لك الشجاعة الكافية للثبات في وجه العاصفة... إن شئت أن تكون مسيحياًَ فعليك الكلفة... وما أعظم الفارق بين إنسان هو إبن الله, وإنسان هو إبن إله هذا الدهـر!!!
نحن نؤمن أن الله أبينا, فنحن جميعنا إخوان... لا تـُوجد قوة في الوجود تربط القلوب وتوحدها, إلا ّ قوة الإيمان المشترك في أبوة الله الواحد للجميع وبنوة الجميع لله.
في العالم توجد طبقات, وقبائل, وعصبيات.... فلا تـُوجد أمة في العالم واحدة في العقائد والعشائر حتى العقيدة الواحدة تنقسم إلى طوائف... لذلك نجد أن القوة الوحيدة التي تستطيع أن تتخطى الحواجز, والحدود, والسدود, من نعرات عنصرية أو جنسية أو طبقية أو طائفية هي قوة محبة الله لنا فهي التي تجعل البشر جميعاًَ إخوة في بنوة مباركة للآب السماوي!!
لذلك أقول... إتركوا لهم التعداد..... وخلونا في الإستعداد...... لأن الله واحد!!
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=297&I=8