هاني سمير
أسقف المنيا: المنتحر جبان لم يواجه مشكلته، بل يأس وهرب وترك لذويه الآلام النفسية
كتب: هاني سمير
قال الأنبا "مكاريوس" -أسقف المنيا بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية- أنه بغض النظر عن أن حوادث الانتحار التي انتشرت في مصر، وبعض البلاد العربية، قد تصبح "موضة" فإنها ملاحظة جديرة بالتعليق، فالانتحار خطية تحرم من الملكوت، لأن المنتحر هو شخص مات أثناء ارتكاب الخطية، وخطيته أنه قاتل نفس، حتى لو كانت نفسه هو فهي ليس ملكًا لنفسه، مضيفًا فى عظة له على موقعه الإلكتروني أن الانتحار لا يحل مشكلة بل يزيدها تعقيدًا، وهكذا يدخل بالشخص إلى مشكلة أكبر، أي أنه يحل مشكلة صغيرة بأخرى ليس لها حل إطلاقًا!.
وأضاف أسقف المنيا إن بعض من علماء النفس، قالوا أن المنتحر هو غالبا شخص يعجز عن قتل شخص آخر فارتد الى نفسه يقتلها، ومهما يقال من أن المنتحر هو شخص شجاع لأن كثيرين حاولوا الاقدام على الانتحار ولكنهم جبنوا عن اتمامه، فان هذا السلوك هو الجبن بعينه! لأنه لم يواجه مشكلته بل يأس وهرب منها.
وقال أسقف عام المنيا: لا توجد مشكلة بلا حل، ولا توجد مشكلة تستمر للأبد، وحتى الحوادث والتي ينتج عنها بتر أحد الاعضاء، فإن الإنسان بإمكانه أن يحيا متكيّفًا مع أي وضع جسدي، بل وقد يبدع وهو معاق أكثر مما وهو سليم، والذين يريدون أن يقتلون أنفسهم لأجل الرفاهية، من الممكن أن يقتلوا أنفسهم لاحقًا بسبب الرفاهية والملل!!، الأمر الذي يحدث كثيرًا في الغرب.
وحذر الأنبا مكاريوس من تكرار حوادث الانتحار أو أن يفقد الأمر أهميته، ولا يعود يلفت النظر، ولكن نحتاج إلى الشكر على ما نحن فيه، كما نحتاج إلى الحديث من خلال القنوات الشرعية، وكذلك التعبير من خلال الكتابة الموضوعية، أو حتى المسيرات السلمية -للفت الانتباه- ولكن من دون خروج على القانون، أو استخدام تعبيرات دون المستوى.
وأنهى نيافته حديثه قائلاً أن المنتحر هو شخص أناني، لأنه أعفى نفسه مؤقتًا من مواجهة المشكلة بينما ترك لذويه ومحبيه آلامًا نفسية شديدة -لا سيما الزوجة والأولاد والام والأب- كذلك حرم نفسه ومحبيه من الصلاة عليه داخل الكنيسة، حيث يجتمع الكل للتعزية وسماع كلمة الوعظ والرثاء، وليدفن هكذا مضيفًا إلى آلامهم آلامًا اخرى، مثلما قيل عن بعض الملوك القدامى أنه "دفن غير مأسوف عليه"، وكما قال الكتاب المقدس: "إنما احترز واحفظ نفسك" (تثنية 4: 9).
http://www.copts-united.com/article.php?A=29767&I=700