إيلاف - صبري حسنين
حاولت قوة الجيش المصري المنتشرة امام متحف القاهرة صباح السبت البدء بازالة العوائق والاليات المحترقة من المكان ما دفع المعتصمين من المناهضين للرئيس حسني مبارك الى الاعتراض على هذه الخطوة والوقوف امام الدبابات، كما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
واوضح المصدر نفسه ان نحو 250 شخصا تجمعوا حول الدبابات المتوقفة في المنطقة الممتدة بين ميدان التحرير وميدان عبد المنعم رياض لمنع هذه الدبابات وونش احضر الى المكان من ازالة العوائق التي تقفل تماما هذه المنطقة.
وقال محمد كمال الذي كان يقف امام احدى دبابات الجيش "يبدو انهم يريدون ازالة العوائق ما قد يسهل مهمة انصار مبارك لمهاجمتنا من الطرف الاخر".
وكان هذا المحور من ميدان التحرير شهد اعنف المعارك بين الموالين والمناهضين للرئيس مبارك خلال الايام القليلة الماضية.
من جهة ثانية افاد مصدر طبي في احد المستشفيات الميدانية في الميدان انه لم تقع اصابات نتيجة اطلاق النار الذي حصل فجر السبت.
وافاد احد المعتصمين ان الجيش اطلق النار في الهواء تحذيرا لدفع انصار الطرفين الى الوراء بعد ان عادوا الى التجمع وجها لوجه في منطقة مجاورة للمتحف، ما كان يمكن ان يهدد بعودة التراشق بالحجارة.
وادى اطلاق النار الى ابتعاد المتجمعين من دون وقوع اصابات.
ولليوم الثاني عشر على التوالي لا يزال المحتجون المناهضون للرئيس المصري معتصمين في ميدان التحرير، وهم يرفضون ترك الميدان قبل تنحي الرئيس المصري على الفور.
أوباما: على مبارك الاستماع للمتظاهرين
من جهة ثانية قال الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة ان على الرئيس المصري حسني مبارك "الاستماع" الى المتظاهرين المنادين بتنحيه الفوري من منصبه، الا انه لم يدعه صراحة الى التنحي.
وقال اوباما ان على مبارك "الاستماع الى ما يقوله الشعب ويتخذ قرارا حول طريق مستقبلي يكون منظما وجديا وله معنى".
واضاف في التصريحات التي اختار كلماتها بعناية "اعتقد ان الرئيس مبارك يهمه شعبه. ويتحلى بعزة النفس، ولكنه كذلك محب لوطنه"، وذلك في تلميح الى ان على مبارك التنحي عاجلا وليس اجلا.
وعقب تقارير بان الولايات المتحدة تعمل على خطط لاقناع الرئيس المصري حسني مبارك بالتنحي عن منصبه وسط تظاهرات حاشدة، قال اوباما ان تفاصيل الانتقال السياسي سيضعها مصريون.
وقال اوباما انه علم بان "مناقشات" بدأت حول ترتيبات انتقال السلطة، محذرا من تعرض الصحافيين والمحتجين ونشطاء حقوق الانسان لهجمات.
وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر "نستمر في القول بوضوح باننا نعارض استخدام العنف في هذه الازمة".
ورفضت الولايات المتحدة الجمعة تحذير الرئيس المصري حسني مبارك بان الفوضى ستعم مصر في حال استقالته، وقالت ان الاضطرابات ستستمر وربما تزيد اذا لم يتم تطبيق اصلاحات سياسية "ملموسة".
ودعا المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس الرئيس المصري حسني مبارك وحكومته الى الجلوس مع ائتلاف عريض من المعارضة وجماعات المجتمع المدني في مصر لمناقشة ميثاق سياسي جديد.
والمح غيبس الى ان الطريقة الوحيدة للخروج من الازمة هي تنحي مبارك بسرعة. وكانت تقارير اشارت الى ان واشنطن تسعى الى دفع مبارك الى الخروج من السلطة.
وقال غيبس "هناك خطوات ملموسة يمكنه (مبارك) اتخاذها ويمكن لنائبه اتخاذها من اجل التحرك على طريق تحقيق التغيير الحقيقي الذي يمكن ان يقلل من حالة عدم الاستقرار ويمكن ان يضمن عدم دخولنا في حالة الفوضى التي يصفها".
وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء المصري احمد شفيق إنه "يستبعد" ان يقبل الرئيس المصري حسني مبارك تفويض صلاحياته لنائبه عمر سليمان.
واكد شفيق انه "يستبعد قبول الاقتراح"، مضيفا في مقابلة مع قناة العربية انه "لا داعي لتنحي الرئيس، اننا نحتاج لبقاء الرئيس لاسباب تشريعية ووجوده نوع من صمام الامان".
وكانت لجنة تضم عدة شخصيات عامة اطلق عليها اسم "لجنة الحكماء" التقت نائب الرئيس المصري عمر سليمان صباح الجمعة واقترحت عليه ان يقوم الرئيس المصري بتفويض صلاحياته لنائبه كمخرج للازمة المستمرة في البلاد منذ اطلاق الانتفاضة المطالبة باسقاط مبارك في 25 كانون الثاني/يناير، بحسب ما افادت مصادر سياسية مصرية.
وفي تصريحات بعد ظهر الجمعة لقناة الحرة، اعتبر رئيس الوزراء ان مبارك يجب ان يكمل ولايته التي تنتهي في ايلول/سبتمبر المقبل من اجل "تحقيق خروج مشرف" له مؤكدا ان الكثير من المصريين يؤيدون ذلك. واكد شفيق ان "الاغلبية ترى ان تنتهي الامور بتكريم طبيعي لرئيس ادى مدة سلطة طويلة" وان يتم ذلك "باسلوب متحضر يتناسب مع طبيعة الشعب المصري".
وقال "يمكن ان يكون هناك اضعاف عدد المحتجين لا يريدون تنحي الرئيس مبارك اليوم ويرفضون الخروج غير المحترم للرئيس".وتابع شفيق ردا على الدعوات الخارجية لتنحي مبارك "هناك شيء اسمه الكرامة، للخارج ان يعبر عن رأيه لكن عندما يطالبون بتنحي مبارك الان فهذا غير مقبول".
ويوم الجمعى، توجه الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى ميدان التحرير حيث التقى بعدد من الشباب المتظاهرين فى الميدان للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية وبرحيل الرئيس حسني مبارك.
واوضحت وكالة انباء الشرق الاوسط. ان موسى "طالب الشباب المتواجد في ميدان التحرير بالعودة الى منازلهم بعد أن وصلت رسالتهم الى كبار المسؤولين الذين تعرفوا على مطالبهم".
وكان موسى صرح في وقت سابق الجمعة انه لا يستبعد الترشح للرئاسة خلال الانتخابات المقبلة المفترض اجراؤها في ايلول/سبتمبر المقبل.
وقال موسى لاذاعة اوروبا 1 انه "لا يعتقد" ان مبارك سيغادر البلاد، مضيفا "اعتقد انه باق حتى نهاية اب/اغسطس". كما اكد الامين العام لجامعة الدول العربية ايضا انه مستعد للعب دور في المرحلة الانتقالية في مصر. وردا على سؤال حول امكانية ترشحه للانتخابات الرئاسية اجاب "ولماذا اقول لا؟".وأضاف "انا في تصرف بلدي بالتاكيد. لكننا سنتابع التطورات السياسية. أنا على استعداد للخدمة بصفتي مواطنا له الحق في الترشح".
ولم يستبعد عمرو موسى ايضا امكانية المشاركة في حكومة انتقالية محتملة، معربا عن رغبته في حصول "اجماع وطني". وتابع "لا يمكننا تجاهل قوى سياسية، بمن فيهم الاخوان المسلمون"، ابرز الحركات المعارضة المنظمة في مصر.
واعتبر عمرو موسى ان اليوم الجمعة "سيكون حاسما" بالنسبة لمصر، مع قيام تظاهرات جديدة بدعوة من القوى المعارضة التي دعت الى جعل هذا اليوم "جمعة الرحيل" بالنسبة لمبارك، في اليوم الحادي عشر من التحركات الاحتجاجية واعمال العنف.
وكان التلفزيون المصري اعلن في وقت سابق الجمعة ان وزير الدفاع محمد حسين طنطاوي قام بتفقد الاوضاع في ميدان التحرير حيث يحتشد عشرات الالاف من المتظاهرين المطالبين برحيل الرئيس حسني مبارك.
وأقامت قوات الجيش أسلاكا شائكة عند مداخل ميدان التحرير خاصة من جهة ميدان عبد المنعم رياض المجاور ويحاول المتظاهرون في الميدان التصدى لهذه الخطوة. يذكر ان المتظاهرين ينوون تنظيم مظاهرة حاشدة اليوم الجمعة للمطالبة بتنحي مبارك تحت شعار"جمعة الرحيل" والتي يطلق عليها من يؤيد الرئيس المصري "جمعة الوفاء".
وأقيمت الأسلاك الشائكة أمام بعض المتاريس الموضوعة عند مداخل ميدان التحرير استعدادا لمواجهات جديدة متوقعة، وقال مراسلنا إن حالة من التوتر تسيطر على المتظاهرين المعارضين بينما دفع الجيش بتعزيزات. وأشارت وزارة الخارجية الاميركية الى انها تتوقع وقوع مواجهات واحتجاجات أكبر في مصر اليوم.
إلى ذلك، حضت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي الجمعة السلطات المصرية على اجراء تحقيقات "شفافة وحيادية" حول اعمال العنف الاخيرة في البلاد.
وقالت بيلاي في مؤتمر صحافي ان "اعمال عنف (...) حصلت الاربعاء وكنا امام مشاهد تثير الصدمة لمجموعات تتواجه بقذائف حارقة (مولوتوف)" وحجارة.
واضافت "مرة جديدة كان لافتا غياب الشرطة وقد فشل الجيش في الفصل بين المجموعتين وترتب عن ذلك عواقب وخيمة".
وتابعت "يجب اجراء تحقيقات لتحديد اذا ما كانت اعمال العنف هذه مدبرة واذا كان الامر كذلك معرفة المدبرين"، مشددة على شرورة اجراء هذه التحقيقات بشكل "شفاف وحيادي".
هذا وأعلن رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية الاميرال مايك مولن ان قادة الجيش المصري "اكدوا له مجددا" انهم لن يفتحوا النار على المتظاهرين، قبل ساعات من تظاهرة ضخمة جديدة مقررة في مصر بعد صلاة الجمعة. وقال مولن في مقابلة تلفزيونية انه "خلال المحادثات التي اجريتها مع قيادتهم العسكرية، اكد لي (العسكريون) مجددا انهم لا ينوون فتح النار على شعبهم".
قال الرئيس المصري حسني مبارك الخميس لشبكة "ايه بي سي" التلفزيونية الاميركية انه يود مغادرة السلطة لكنه لا يستطيع خشية ان تنتشر "الفوضى" عندئذ في البلاد.
وقال مبارك "ضاق ذرعي من الرئاسة وأرغب بمغادرة منصبي الان" لكن "لا يمكنني ذلك خوفا من غرق البلاد في الفوضى" على ما نقلت عنه مراسلة ايه بي سي كريستيان امانبور بعد مقابلة معه إستمرت 20 دقيقة في القاهرة.
وتابع "لا يهمني ما يقوله الناس عني. الان ما يهمني هو بلادي، مصر تهمني"، وذلك في اليوم العاشر من التظاهرات المتواصلة في بلاده ضد النظام.
واضاف مبارك "كنت مستاء جدا بخصوص احداث الامس. لا اريد ان ارى المصريين يتقاتلون في ما بينهم". وردا على سؤال حول الدعوات الاميركية الى انتقال سريع للسلطة قال مبارك انه صرح لنظيره الاميركي باراك اوباما "انكم لا تدركون الثقافة المصرية ولا ما سيحدث ان استقلت". وبخصوص قراره الامتناع عن الترشح في الانتخابات الرئاسية المقررة في ايلول/سبتمبر قال مبارك انه "لم يكن ينوي الترشح".
وأكد امام نجله جمال الذي كان موجودا اثناء المقابلة، انه لم يكن يخطط له ان يخلفه. كما أكد مبارك انه لن يغادر البلاد وانه "سيموت على الارض المصرية". وكان نائب الرئيس المصري عمر سليمان اعلن الخميس في مقابلة صحافية ان الدعوة وجهت الى المسؤولين في جماعة الاخوان المسلمين للمشاركة في الحوار الوطني "الا انهم لا يزالون مترددين".
وردا على سؤال حول ما اذا وجهت دعوة الى الاخوان المسلمين للمشاركة في الحوار قال "تمت دعوتهم وهم ما زالوا مترددين" في اشارة الى انهم لم يشاركوا في جلسة الحوار الخميس. واضاف "اقول انهم مترددون وليسوا رافضين ومن مصلحتهم الحوار الذي هو فرصة ثمينة لهم". وتنشط جماعة الاخوان المسلمين سياسيا الا انها حزب محظور ليس مرخص لها بالعمل السياسي في مصر.
واتهم سليمان مساء الخميس "اصحاب اجندات خاصة ليست وطنية للاسف باستغلال" الشباب الذي ما يزال موجودا في ميدان التحرير. واعتبر ان الاشتباكات التي جرت في ميدان التحرير بالقاهرة الليلة الماضية وصباح اليوم تقف وراءها "مؤامرة".
وقال في لقاء تلفزيوني "نريد ان نعرف من دفعهم الى هذا المكان وسنعرف من دفعهم الى ميدان التحرير"، مضيفا "نرى انها كانت مؤامرة ولا بد ان نعرف من وراءهم وان نحاسبهم". ورفض سليمان مطالبة الشباب المحتجين في ميدان التحرير برحيل الرئيس المصري حسني مبارك فورا معتبرا اياها "نداء للفوضى". ودعا سليمان الى "الافراج الفوري عن الشباب المعتقلين" في تصريحات نقلها التلفزيون المصري الرسمي الخميس. واوضح سليمان ان هذا الافراج يشمل "الذين لم يقوموا باعمال اجرامية".
وكانت السلطات المصرية اعتقلت خلال الفترة الاخيرة العديد من المدونين المعارضين، كما اعتقل الكثيرون من المشاركين في التظاهرات الاخيرة التي تطالب بتنحي مبارك. وقال سليمان ان الرئيس المصري لن يترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة وكذلك نجله جمال.
بدوره، اعتذر رئيس الوزراء المصري أحمد شفيق عن المواجهات التي حثت أمس بين مؤيدين ومعارضين للرئيس المصري حسني مبارك في ميدان التحرير والتي أدت إلى مقتل 5 أشخاص ومئات الجرحى. وشدد شفيق انه ستتم محاسبة من تقع عليه المسؤولية في هذه الاعتداءات مؤكدا أنه لا يعرف ما حصل وان كان مخطط له مسبقاً. وقال أحمد شفيق إنه مستعد للذهاب الى ميدان التحرير للتحاور مع المحتجين.
واعتبر شفيق في مؤتمر صحافي انه لا يرى هدفا من وراء الهجوم على المناهضين للرئيس مبارك الثلاثاء في ميدان التحرير "سوى المشاغبة"، واعدا بالتحقيق في الامر.
وأعلن احمد شفيق انه "لا توجد شرطة كافية" في الوقت الحاضر لضبط الامن في مصر، بعد ان تشتت عناصر الشرطة و"ذهبوا الى قراهم" بسبب الاحداث الاخيرة. وقال إن بقاء المتظاهرين في ميدان التحرير "لن يجلب لهم جديدا" ملمحا بذلك الى انهم لن ينجحوا في تحقيق مطلبهم الرئيسي.
واعلن رئيس الحكومة المصرية الخميس بدء الحوار مع "الاحزاب المعارضة والقوى السياسية" اثر ليلة دامية في ميدان التحرير في القاهرة اوقعت سبعة قتلى على الاقل. ونقل التلفزيون الرسمي في شريط اخباري عن شفيق قوله "نجتمع اليوم مع ممثلي احزاب المعارضة والقوى الوطنية لايجاد مخرج للوضع الراهن".
من جانبه رفض رئيس البرلمان المصري فتحي سرور التدخل الخارجي في مصر وأكد أن عناصر دخيلة كان وراء مواجهات ميدان التحرير. وقال إنه ستم محاسبة المتسببين بالعنف والتخريب. هذا وسمع دوي طلقات نار كثيفة في ميدان التحرير بالقرب من مطلع جسر السادس من اكتوبر في القاهرة.
دبابات الجيش تدفع انصار مبارك لابعادهم عن ميدان التحرير
إلى ذلك، قام عناصر الجيش بعيد ظهر الخميس بالتحرك بدباباتهم لابعاد انصار مبارك عن ميدان التحرير في المنطقة الواقعة قرب المتحف. وعمل الجنود على ابعاد انصار مبارك الى ما وراء جسر 6 اكتوبر، لمنع اي احتكاك مع المناهضين للرئيس المصري المتجمعين في ميدان التحرير المجاور.
وكانت جرت مواجهات عنيفة جدا ليلة الاربعاء الخميس في هذه المنطقة على اطراف ميدان التحرير تمكن خلالها شبان ميدان التحرير من دفع انصار الرئيس مبارك الى الوراء حتى منطقة جسر 6 اكتوبر وميدان عبد المنعم رياض. وعاد الطرفان الى التمركز في هذه المنطقة ظهر الخميس وجها لوجها وبدأت المناوشات بينهما بالحجارة ما دفع الجيش الى التدخل لمنع الاحتكاكات.
وكان نائب الرئيس عمر سليمان اعلن مساء الاربعاء ان الحوار مع القوى السياسية الذي يضطلع به بناء على تكليف من الرئيس حسني مبارك "يتطلب الامتناع عن التظاهرات وعودة الشارع المصري للحياة الطبيعية بما يتيح الأجواء المواتية لاستمرار الحوار ونجاحه".
الا ان يوم الاربعاء وليل الاربعاء الخميس شهدا اشتباكات دامية بين الموالين للرئيس مبارك والمعارضين له في ميدان التحرير اوقعا سبعة قتلى اضافة الى مئات الجرحى. ولم يحدد شفيق الاحزاب والقوى المشاركة في هذا الحوار.
ومن جانبه، اكد احمد ابو الغار القيادي في الجمعية الوطنية للتغيير، التي تشكلت حول المعارض محمد البرادعي وتضم عدة حركات سياسية من بينها الاخوان المسلمين، الخميس انه "لا تفاوض مع النظام قبل تنحي مبارك" . وقال ابو الغار لوكالة فرانس برس "القرار واضح، لا تفاوض مع النظام قبل تنحي الرئيس المصري".
واضاف "بعد ذلك يمكننا التفاوض مع (نائب الرئيس) اللواء عمر سليمان". واعلن رئيس الحكومة المصرية احمد شفيق ان حوارا مع المعارضة سيبدأ الخميس وسيشمل "ممثلين عن المتظاهرين في ميدان التحرير" في اشارة الى المناهضين للرئيس مبارك المتجمعين في هذا الميدان.
وجاء الاعلان في شريط اخباري على التلفزيون المصري الرسمي. ولم يكشف الخبر عن المنظمات او الهيئات التي ستشارك في هذا الحوار. ومن ابرز الهيئات المتواجدة في ميدان التحرير "مجموعة كلنا خالد سعيد" التي اطلقت حركة التظاهر، ثم حركة 6 ابريل وجمعية ترشيح البرادعي وحركة كفاية ثم انضم اليهم الاخوان المسلمون.
وأكد نائب الرئيس المصري مساء الاربعاء ان "الحوار مع القوى السياسية يتطلب وقف التظاهرات" مناشدا المواطنين "العودة الى منازلهم. واكد سليمان في "نداء الى جموع المواطنين"، بحسب وكالة انباء الشرق الاوسطة، أن "الحوار مع القوى السياسية الذي يضطلع به بناء على تكليف"الرئيس حسني مبارك "يتطلب الامتناع عن التظاهرات وعودة الشارع المصري للحياة الطبيعية بما يتيح الأجواء المواتية لاستمرار الحوار ونجاحه".
ودعا "جموع المواطنين الى الاستجابة لمناشدة القوات المسلحة بالعودة إلى مساكنهم، والالتزام بتعليمات حظر التجول دعما لجهود الدولة من أجل استعادة الهدوء والاستقرار". وتابع سليمان ان "المشاركين في هذه التظاهرات" تمكنوا بالفعل من "ايصال رسالتهم"، سواء المعارضين للرئيس المصري او المؤيدين له "ولما جاء في كلمته لابناء الشعب" الثلاثاء.
وكان المتظاهرون تمكنوا من تأمين مداخل ميدان التحرير بعد اشتباكات دامية مع مؤيدين للنظام المصري، كما سيطرت قوات الجيش المصري على حريق اندلع فرب متحف القاهرة بعد إلقاء متظاهرون غاضبون قنابل ملتوف على مبناه.
حمى الديمقراطيّة تجتاح العالم العربي وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية الاربعاء ان دعوات جهات اجنبية الى "مرحلة انتقالية تبدا الان" امر "مرفوض ويهدف الى تاجيج الوضع الداخلي" في مصر. وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اكد الثلاثاء انه قال للرئيس المصري حسني مبارك "ان عملية انتقال منظم للسلطة ينبغي ان تكون ذات معنى وان تتم في شكل سلمي وان تبدأ الان. كما اكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاربعاء ضرورة ان تكون "المرحلة الانتقالية (في مصر) سريعة" وان "تتسم بالمصداقية وتبدأ الان".
ودعا الجيش المصري المتظاهرين الذين يطالبون برحيل الرئيس حسني مبارك الى العودة الى بيوتهم. وقال الناطق باسم الجيش في بيان تلاه على التلفزيون الرسمي ان "القوات المسلحة تدعو المتظاهرين للعودة الى ديارهم من اجل توفير الامن واستعادة الاستقرار في الشارع".
برلين ترى ان مبارك "يفتح الطريق لتجديد سياسي"
عبر وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي الاربعاء عن ارتياحه لرغبة حسني مبارك في "فتح الطريق لتجديد سياسي"، غداة خطاب اكد فيه الرئيس المصري انه سيبقى في السلطة حتى الانتخابات لكنه لن يترشح لولاية جديدة. وقال الوزير الالماني لاذاعة بايريشر روندفونك انه "امر جيد ان يكون الرئيس مبارك يريد فتح الطريق لتجديد سياسي. علينا الآن ان نرى اي دور يريد ويستطيع ان يلعب".
واضاف "من الضروري ان تلي الاقوال افعال ملموسة جدا"، مؤكدا ان "الالمان والاوروبيين ليسوا الحكم بل الشعب المصري هو الذي ان يقرر من يجب ان يحكم". وتابع ان هذه القضية "يجب ان تبقى موضوع حوار بين كل الاطراف والقوى السياسية. وحول هذه النقطة سنقدم الدعم في اوروبا ومن قبل الولايات المتحدة ايضا".
وقال فسترفيلي "ان معرفة من سيحكم مصر شأن داخلي. لا نشارك من اجل شخص او حزب محدد بل من اجل قضية جيدة هي الديموقراطية والحرية". واعلن مبارك مساء الثلاثاء نيته البقاء في السلطة حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة في ايلول/سبتمبر على رغم التظاهرات التي سارت في اليوم نفسه بمشاركة اكثر من مليون شخص للمطالبة بتنحيه.
وقال فسترفيلي انه "تحادث مطولا" مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى وهو وزير خارجية سابق و"شخصية تتمتع بخبرة سياسية كبيرة" على حد قوله. واضاف "نحاول الا نلعب دور الحكم في هذه العملية" لكننا "نسعى الى ان تواكب عملية سلمية الانتقال الى الديموقراطية".
وحول المخاطر على السياح في مصر قال الوزير الالماني ان برلين "لم تتلق الى هذا اليوم اي مؤشرات تدل على ان السياح في مصر معرضون للخطر". ومنذ الثلاثاء اوصت المانيا السياح "بعدم السفر الى مصر" ما حمل وكالات السفر على الغاء كافة الرحلات الى هذا البلد حتى منتصف شباط/فبراير.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=30140&I=705