مركز حقوقي يصدر تقرير عن العنف في المدارس

هاني دانيال

تقرير: هاني دانيال – خاص الأقباط متحدون
أصدر مركز "ماعت للدراسات الحقوقية والقانونية" تقرير حديث عن ظواهر العنف المدرسي في الربع الأول من عام 2009 وذلك تحت عنوان "العنف في المدارس المصرية هل من سبيل إلى الحل".
تعرض التقرير لمفاهيم العنف وموقفه من الطبيعة الإنسانية كما تناول العنف المدرسي باعتباره مجموع السلوك غير المقبول اجتماعيًا بحيث يؤثر على النظام العام للمدرسة ‏ويؤدي إلى نتائج سلبية فيما يتعلق بالتحصيل الدراسي، وينقسم إلى عنف مادي ‏كالضرب والمشاجرة والتخريب داخل المدرسة والكتابة على الجدران، وعنف ‏معنوي كالسخرية والاستهزاء والشتم والعصيان وإثارة الفوضى.
العلاقة بين العنف والقوة والعنف والعدوانتناول التقرير العلاقة بين العنف والقوة والعنف والعدوان، كما تناول أنواع العنف المختلفة وعناصر العنف المدرسي التي قسمها إلى عنف بين الطلاب وبعضهم، وعنف بين المدرسين والطلاب وعنف بين المعلمين وبعضهم، والتخريب المتعمد للممتلكات العامة، واقتحام المدرسة من أشخاص خارجيين.
كشف التقرير عن أن ظاهرة العنف في المدارس هي نتيجة لمجموعة من العوامل الداخلية والخارجية في حياة الطالب والمعلم، فالعملية التعليمية تبني بالأساس على العلاقة التفاعلية الدائمة والمتبادلة بين الطلاب ومدرسيهم فيؤثر سلوك كل منهما على الآخر وكلاهما يتأثران بالخلفية البيئية ولذا فإنه لابد من أخذ المعطيات البيئية بعين الاعتبار والدراسة لمعرفة أسباب ظاهرة العنف المدرسي وسرد التقرير الأسباب التي استقر عليها الباحثون والمهتمون والمسئولة عن ظاهرة العنف.
رصد التقرير حوالي 37 حالة عنف مدرسي خلال الأشهر الثلاث الأولى من عام 2009، علمًا بأن المهتمين بهذا الشأن يرون أن ما ينشر إعلاميًا من حوادث العنف المدرسي لا يتعدى 10% من الحوادث الفعلية، كما كشف التقرير عن تفوق العنف المدرسي في صورة عنف المدرسين تجاه الطلاب على باقي أنواع وصور العنف المدرسي حيث وصلت نسبته إلى 51 % من جملة صور العنف ليصبح بذلك أكثر صور العنف المدرسي انتشارًا في المجتمع المصري، أما في المركز الثاني فجاء عنف الطلاب تجاه بعضهم البعض وصلت إلى 27 % وفي المركز الثالث جاء عنف المدرسين تجاه بعضهم البعض بنسبة 11%، وفي المركز الرابع جاءت صورة عنف الطلاب تجاه المدرسين بنسبة 8 %، وفي المركز الخامس والأخير جاءت صورة العنف الطلابي تجاه محتويات المدرسة بنسبة 3%.
على صعيد التغطية الصحفية لقضايا العنف المدرسي فقد كشف التقرير عن أن صحف "روز اليوسف" و"الأهرام" و"البديل" كانت في مقدمة صحف العينة من حيث تناولها لقضايا العنف المدرسي خلال الفترة المذكورة.
ظاهرة العنف في المدارس هي نتيجة لمجموعة من العوامل الداخلية والخارجيةأوصى التقرير بضرورة إعادة الاعتبار إلى تعيين خريجي كليات التربية باعتبارهم الأكثر تأهيلاً للتعامل مع الطلاب وكذلك ضرورة عادة بناء الهيكل التعليمي من جديد بإقامة إدارات قوية وسليمة وعلى درجة عالية من الكفاءة في إدارة المدارس والإدارات التعليمية وتعيين مشرفين وأخصائيين اجتماعيين ونفسيين وزائرين صحيين على درجة عالية من الكفاءة وتدريب وتأهيل أطراف العملية التعليمية على مهارات التوصل الفعال وحل المشكلات والتسامح ونبذ العنف واحتواء الطلاب أصحاب المشكلات الاجتماعية والنفسية والسيطرة على تمردهم.
كما أوصى بإعادة النظر في  المناهج العلمية لتكون أكثر تعزيزًا للمبادئ والأخلاقيات الحميدة والنابذة للعنف  في نفوس الطلاب وتطبيق معايير وشروط الجودة في العملية التعليمية لأن ذلك يضمن عدم وجود إدارة تعليمية فاشلة وكذلك أهمية إعادة الاعتبار للأنشطة المدرسية حتى يمكن تفريغ طاقات الطلاب فيها بدلاً من تفريغها في صورة عنف بين بعضهم البعض أو بينهم وبين المدرسين وغيرهم.