جورج رياض
بقلم/جورج رياض
مدهش حقاً موقف منير فخري عبد النور سكرتير عام حزب الوفد من دفاعه عن زيارة جمال مبارك للولايات المتحدة بإعتبارها لمصلحة مصروتجميل صورتها، وسر دهشتي هو إنتماء عبد النور لحزب الوفد العريق والذي لا ينتظر منه أن يدافع عن الحكومة أو نجل الرئيس، وإنما هو أمام مسئولية حقيقية تتجلى في كيفية تعامل أحزاب المعارضة مع الحزب الحاكم، وإذا كان الموضوع متعلق بتبيض صورة النظام فهنا المشكلة الكبري، لأن الشعب وحده هو الذي يدفع الثمن، وكان بالأولى أن يطالب عبد النور بإعتباره معارض الحزب الحاكم بتحسين صورته في الداخل قبل الخارج!
كنت أتوقع من عبد النور أن يساعد في تكثيف عمل الوفد خاصة ونحن نحتفل بذكرى مرور 90 عاماً على ثورة 1919 حتى تعم الليبرالية في مجتمعنا، ومكافحة الفساد، وتوحيد كل القوى السياسية على مواجهة فساد الحزب الحاكم، وحماية محدودي الدخل، والتقدم بمقترحات لمواجهة الأزمة المالية العالمية، وتقديم حلول مبتكرة للمواطنين من أجل مواجهة أعباء الأزمة وتداعيتها، وتحذيرهم من ثقافة الإستهلاك السائدة في المجتمع، وأن يتم التركيز على شراء الحاجات الأسٍاسية والضرورية، وكفانا إهدار ما في الجيوب لصالح الوجاهة الإجتماعية!
ولازلت أفكر فيما قاله عبد النور خاصة وأنه لم يتحدث عن القانون الموحد لدور العبادة، ولا عن دور المجلس القومي لحقوق الإنسان في دعم المواطنة والتقدم بإقتراح لمشروعات قوانين لعرضها على نواب الشعب كي يتم تقديمها للبرلمان من أجل تنقية القوانين من المواد التي تدعو للتمييز بين المصريين على أساس الجنس أو الدين أو المعتقد، أما أن يتم ترك كل هذه المشكلات ويتحدث عن تجميل جمال مبارك لصورة مصر فهذا مرفوض!
أعتقد أنه كان من المهم أن يقدم لنا عبد النور تفسيراً واحداً لعدم تقديم إستقالته من المجلس القومي لحقوق الإنسان والذي ثبت فشله بشكل واضح وملحوظ، ولماذا يصر على الإحتفاظ بعضويته رغم أنه لا يقتنع بوجوده عضواً للمجلس، ولماذا التمسك بمنصب تستفيد منه الحكومة أكثر مما يستفيد منه عبد النور، خاصة وأن هذه المواقف تنتقص من قدر وقيمة عبد النور ولا تضيف له شيئاً.
يبدو أنني مطالب بقبول موقف عبد النور، خاصة وأن عبد النور نفسه يستعد لزيارة الولايات المتحدة مع وفد من المجتمع المدني والسياسيين لتجميل صورة النظام المصري بالخارج قبل زيارة الرئيس مبارك للولايات المتحدة، وتم إعلان إسمه وسط القائمة المرشحة من الخارجية لزيارة الولايات المتحدة، وهو ما يؤكد أن هناك سيناريو تنفذه أحزاب المعارضة مع الحزب الوطني الحاكم، ولا عزاء للمصريين الغلابة
http://www.copts-united.com/article.php?A=311&I=8