الوفد - كتب ـ ابراهيم قراعة
ودفاع القاتل يعلن انسحابه
في تطور مفاجيء وقائع محاكمة محمود سيد عبدالحفيظ المتهم بقتل هبة العقاد ابنة الفنانة المغربية ليلي غفران وصديقتها نادين خالد جمال الدين أمام محكمة جنايات القاهرة، أعلن أحمد جمعة محامي الدفاع عن المتهم انسحابه من الدعوي، مبرراً ذلك باصرار المحكمة علي رفضها توجيه سؤال للشاهدة الدكتورة هبة الجبالي الطبيبة بمصلحة الطب الشرعي، معدة تقرير البصمة الوراثية للمتهم في القضية، حول كيفية نفاذ البقع والتلوثات الدموية الخاصة بالمتهم وبالمجني عليهما الي الملابس الداخلية »الفانلة الخاصة بالمتهم« دون أن تترك آثارا علي التي شيرت الخاص به أو بنطلونه الخارجيين.
كما قال المحامي ان المحكمة رفضت اثبات وقائع أساسية تتعلق بسير الدعوي ومسارها بمحضر الجلسة، من ضمنها »إجبار ضباط ورجال الداخلية للمتهم علي ارتداء فانلة مخضبة بدماء المجني عليهما بدلاً من فانلته الأصلية«، ورفضها توجيه أسئلة جوهرية منه لشهود الإثبات في القضية، علي حد وصفه.
وفور إعلان جمعة انسحابه من القضية وطلبه انتداب محام آخر للدفاع عن المتهم، سألت المحكمة المتهم عن كيفية الدفاع عنه، والذي طلب بدوره أجلا لتوكيل محام للدفاع عنه في القضية، وهو الأمر الذي رفضه والده الحاضر بالجلسة، معلناً تمسكه بمحامي الدفاع الأساسي في الدعوي، وقام بنهر ابنه محمود عبر قفص الاتهام قائلاً له: »من أين آتي لك بمحام وأنا علـي باب الله، كيف تطلب محاميا آخر للدفاع عنك؟«.
وقررت المحكمة برئاسة المستشار مصطفي حسن عبدالله تأجيل نظر الدعوي لجلسة الثلاثاء المقبل كطلب للمتهم لتوكيل محام آخر للدفاع عنه، مع استمرار حبسه.
بدأت وقائع الجلسة بطلب الدفاع عن المتهم استدعاء الدكتورة هبة الجبالي، ومحمد المسلماني مديرأمن حي الندي، واللواء محمود مصطفي الجارحي أول من انتقل لموقع الحادث، لسماع شهادتهم ومناقشتهم فيما قدموه من تقارير، وقدم صورة من الاعلان الرسمي للشهود، حيث لم يحضر منهم سوي الطبيبة الشرعية.
وأكدت الدكتورة هبة الجبالي في معرض شهادتها بشأن تقرير البصمة الوراثية للحمض النووي في القضية، انها من قامت باعداد التقرير، وقامت بشرح عملية استخلاص البصمة الوراثية ومراحلها، موضحة أن البصمات الوراثية التي تم العثور عليها اقتصر وجودها علي الفانلة الداخلية للمتهم.
وأشارت الي أن نتيجة فحص البصمة الوراثية للدماء كشفت وجود أكثرمن بصمة وراثية، تخص المجني عليهما هبة ونادين بالاضافة الي البصمة الوراثية الخاصة بالمتهم، وذلك طبقا للتقرير الطبي الذي قامت باعداده.
وأضافت أن الفانلة الداخلية المحرزة كانت متسخة وحملت بقعة دموية باهتة أسفل الجزء الأمامي للفانلة مساحتها نصف سم تقريباً، وأكثر وضوحا من الناحية الخارجية لها، كما حوت الفانلة بقعة أخري ما بين ٢ الي ٣ ملم من الناحية الخلفية للفانلة جهة اليسار.
وردا علي سؤال من دفاع المتهم، أكدت الطبيبة الشرعية عدم امكانية تحديد كيفية وصول تلك البقعة، موضحة أن الفحص الطبي المعملي أثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن البقع جميعها كانت عبارة عن خليط لأكثر من بصمة وراثية تشمل الحامض النووي للمجني عليهما هبة ونادين والمتهم، نافية وجود بصمات وراثية أخري خلافا للبصمات الثلاث المذكورة.
وقالت الدكتورة هبة الجبالي إن الفحص الطبي للملابس الخارجية للمتهم »بنطلون قماش داكن اللون وتي شيرت أسود« أكد عدم وجود آثار دماء أو بصمات وراثية للمجني عليهما، مشيرة الي أن التلوثات الدموية المتواجدة علي الفانلة الداخلية للمتهم من الممكن أن تنفذ لها دون الاحتكاك أو التلامس مع ملابسه الخارجية.
وقامت المحكمة في معرض سماع شهادة الدكتورة هبة الجبالي بفض احراز الدعوي والتي كانت بداخل صندوق كرتوني، وتمثلت في عتلة حديدية طولها حوالي 60 سم ملفوف علي أحد طرفيها شريط لاصق، وسكين حادة طولها40 سم، وكيس بلاستيك أسود احتوي علـي ٣ قطع ملابس للمتهم هي تي شيرت أسود وبنطلون داكن اللون، بالاضافة الي الفانلة الداخلية المخضبة بالدماء، حيث سألت المحكمة الشاهدة حول ما إذا كانت الأحراز المعروضة هي نفسها التي قامت برفع الاثار من عليها واعداد تقرير طبي بشأنها، حيث أجابت الشاهدة بنعم.
ووجهت المحكمة السؤال للمتهم في قفص الاتهام، حول ما إذا كانت تلك الأحراز ملكا له،فأكد أن التي شيرت والبنطلون له، إلا أن الفانلة الداخلية لا تخصه، وهنا حاول محاميه التدخل لإثبات ما وصفه بقيام ضباط الداخلية بإجبار المتهم علي خلع فانلته الأصلية وارتداء الفانلة المحملة باثار الدماء، فرفض رئيس المحكمة اثبات العبارات قائلاً إن علي المتهم أن يقول ذلك بنفسه لاثباته في محضر الجلسة.
وأكدت الطبيبة الشرعية من جهتها أنه لا يمكن تحديد كيفية وصول اثار البقع الدموية الي الفانلة الداخلية، وانه يصعب تحديد طريقة وصول تلك البقع سواء أكانت من مصدر ثابت أو متحرك، وأيضاً من غير الممكن تحديد المسافة بين مصدر الدماء والفانلة وجدت عليها، وذلك رداً علي سؤال من دفاع المتهم.
http://www.copts-united.com/article.php?A=316&I=8