هيام فـــاروق
بقلم: هيام فاروق
*خطـوة عــزيـــزة:
وأنت في بيتك يوم ما.. يدق فجأة جرس الباب وتسرع في فتحه ظنًا منك أنه محصل الكهرباء أو كشاف الغاز أو أي شخص من مُختصي تنظيف الجيوب أولاً بأول.. ولكن يخيب ظنك عندما تُفاجأ بزيارة من أحد أصدقائك أو معارفك هكذا فجأة ودون سابق إنذار أو حتى مكالمة تليفونية لمعرفة ما إذا كنت متواجد أم لا.. وقتك يسمح بالزيارة أم لا.. عندك استعداد لاستقبال أحد أم لا.. مجرد مفاجأة!! وبالطبع ستضطر إلى إظهار سعادتك برؤية هذا الشخص صاحب المفاجأة السعيدة هذه، وإذا كنت ممن يتحلون بالذوق الزيادة فستضطر للترحيب -بمحبة طبعًا ومن قلبك- فنحن كمصريين نتحلى بالفطرة بعاطفة الحب وإظهارها.
*ســمـــع هُـــس:
تجلس في مجلس ما فترى العجب.. ترى شخصًا يقود دفة الحديث لحسابه وكأنه مدعو لإلقاء عظة على منبر.. هو يريد أن يتكلم لمجرد الكلام فقط دون التفكير في (هل حديثه هادف أم غير ذلك؟ شيق وجذاب أم غير هذا؟) يتكلم ويضيع وقته ووقت سامعيه في أمور ربما تكون تافهة ولا تهم أحد في شيء.
وترى أيضًا شخص آخر عنده ملكة المقاطعة في الكلام كل حين.. والعجيب أنه في كل مرة يقاطعك فيها يقول لك (لا مؤاخذة بدون قطع كلامك) وهو في حد ذاته قطع كلام.
وآخر يقطع كلامك بجملة (آه ذكرتني بموقف حدث معي زمان) ويبدأ في سرد الموقف دون استئذان، وبالطبع قد أتاهك من إكمال حديثك!، والجديد والحديث الآن الذي ألاحظه كثيرًا أنك عندما تتكلم مثلاً في موضوع مهم لك ولسامعك وتفاجأ بأنه وأنت تتكلم يقول لك (واحشني والاهي) ما هذا الاستفزاز؟
أهذه كلمة تقال وسط حديث مهم؟ أو حتى غير مهم؟ وبالطبع سوف تتوقف تلقائيًا في حديثك لأنك ستشعر أن كلامك لا يمثل اهتمام لسامعك لدرجة أن تتمنى أن يسرعوا باكتشاف ريموت كنترول ينقلك في أقل من لمح البصر مثلما ينقلك من الفواصل الإعلانية في التليفزيون من أمام هذا الشخص الذي يستهين بكلامك لمجرد إظهار مشاعر حب ليست في وقتها.. فالحب هو أن تهتم وتنصت إلى المتكلم أولاً ثم تظهر مشاعرك بعد الانتهاء من الحديث أو قبله.
*التليفون:
يدق جرس التليفون وتسرع في استطلاع رؤية رقم الطالب فترى أحد الأرقام التي يتصف صاحبها بكثرة وملل الحديث.. فتضطر إلى عدم الرد عليه تجنبًا لضياع الوقت، ولكن ماذا لو كان هذا الشخص يحتاجك بالفعل لأمر هام؟ أو موقف يحتاج إلى إنقاذ سريع؟ وأنت اعتمادًا على تاريخه المعروف لديك بكثرة كلامه (عمال على بطال) لم تستطع الرد؟
وأحيانًا في بعض الأحاديث التليفونية يتحدث المتصل في موضوع ما، تكون أنت على سابق علم به.. فتضطر أن تقول له بأدب: (نعم لقد سمعت هذا الموضوع من قبل) ولكنك كأنك لم تتكلم.. هو مستمر في سرد الموضوع!! وتقاطعه مرة أخرى لإنقاذ أذنيك ووقتك وأعصابك قائلاً له: (هات م الآخر) وتفاجأ إنه (يجيب م الأول) لدرجة إنك تتمنى وقتها أن يأتي عفركوش من الفانوس السحري ويلبسك طاقية الإخفاء ويخفيك من هذه الحياة.
*التعليـــــقات:
أحيانًا تقرأ مقالة جيدة لأحد كتاب موقعنا المبارك هذا.. وتحتاج إلى التركيز إذا كنت من المُعلقين وربما تكون المقالة طويلة بعض الشيء.. و بالطبع أنت تريد أن تقرأ العديد من المقالات والأخبار المتنوعة التي تميز بها موقعنا هذا.. ولكي تعلق على المقالة ويكون لتعليقك معنى ومغذى لابد أن تقرأ تعليقات الذين قبلك، وبالكاد تنتهي من هذا وإذ بك تفاجأ بتعليق طويل جدًا ربما أطول من المقالة نفسها.. أنا شخصيًا لا أقرأ أي تعليقات طويلة.
فمن أين لنا الوقت والجهد لقراءة المقالة والتعليقات ومقالات على المقالة؟ أنا لا أنكر أن هناك بعض التعليقات التي تستدعي ذلك لسرد موقف مُعين.. ولكن ليس بالضرورة أن يكون التعليق كل مرة بهذا الكم لنفس الاسم.. مع احترامي للجميع.. فأنا لم يكن في ذهني أسماء بعينها.. لماذا يحرموننا أصحاب هذه التعليقات الطويلة من قراءة تعليقاتهم رغم أهميتها؟، فالتعليق كلما أقتصر على ما قل ودل يكون أخف وأوقع أثرًا على ذهن القارئ الذي يريد الانتقال إلى مقال آخر نظرًا لضيق الوقت.
أخيرًا يا أحبائي لنراعي جميعنا أوقات وظروف بعضنا البعض.. ونتحلى بحسن الاستماع واحترام الغير دون التطرق لتفاصيل الكلام وضياع الوقت.
ولتكن علاقاتنا كلها علاقات الحب والمودة والفكر الصافي الخالي من الشوائب والكراهية ولكم مني أرق تحية.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=3209&I=87