نشأت المصري
بقلم: نشأت المصري
ردًا على الدكتور "حنين" الذي يتهم الرهبنة ويجعل منها بدعة......
أولاً: أنا لا يعنيني أنك أسلمت أو غير هذا ولا يعنيني أنك مسلم أصلاً أو يهودي أو كافر أو حتى مسيحي لا يعجبك الرهبنة والرهبان, بقدر أنك إنسان مخدوع من ذاتك وواقع تحت تأثير عدو الخير وتريد طرح موضوع تم حسمه من أول عصور المسيحية, حتى أن الإسلام الذي لا يؤمن بالرهبنة والرهبانية ومن شدة إعجاب البعض بقداسة الرهبان وغيرةً منهم على هذا الطريق اتخذ من التصوف طريقًا لهم وهم لا يقلوا عن الرهبان في نهجهم.
وسوف أناقش الموضوع من الكتاب المقدس الذي توحي أنك مؤمن بما جاء فيه, وإن كنت تؤمن حقًا فسوف أضع أمامك الشواهد الكتابية لهذا:
قبل كل بدء الرهبنة طريق من طرق العبادة وليس فرض على كل المسيحيين ممارسة الرهبنة, كما أنه يمكن أن يؤدي إلى القداسة ويمكن أن يكون عثرة أمام الكثيرين كما أن الزواج هو أيضًا طريق من طرق العبادة ويمكن أن يصل بالإنسان إلى القداسة أيضًا ويمكن أن يكون العالم عثرة لكثيرين.
الكتاب المقدس لم يمنع أتباعه من العالم ولكنه حذرهم من محبة العالم وشهوة العالميات على حساب عبادتهم لله, كما فعل مع المال فقد جعل محبة المال عداوة لله ولكن المال في حد ذاته لم يكن خطية, هكذا الرهبنة!
لهذا عماد المسيحية هي لغة الكمال والسمو عن العالم وشهواته بأي طريق عبادة يختاره الفرد يجد فيه طريقه للكمال وحسب استعداد الروح داخله يقول الكتاب "كونوا كاملين لأن أباكم الذي في السماوات هو كامل"، ولكن مع الفارق يقول معلمنا بولس الرسول "32 فأريد أن تكونوا بلا هم غير المتزوج يهتم في ما للرب كيف يرضي الرب 33 وأما المتزوج فيهتم في ما للعالم كيف يرضي امرأته" لهذا اتخذت الكنيسة من هذه الآية طريق في اختيار الرهبان لرئاسة الكنيسة لأن لديهم وقت أكثر وليس لديهم ما يعوق تجوالهم للكرازة والخدمة, لهذا لا غنى عن الرهبان ولا غنى عن المتزوجين لأنهم ينجبون أبناء للكنيسة فتنمو وتكثر وتتعظم جدًا.
*المسيحية هي ديانة الكمال:
لقد خلق الله الإنسان على صورته ومثاله وعندما كان بكمال القداسة قبل الخطية وضع الله له شريعة الزواج للنسل والتكاثر لنمو النوع, فأعطاه زوجة واحده من ضلع واحد وليس أربعة أو أي عدد ولكن بعد سقوط الإنسان في الخطية وتعديه على وصايا الله وفقدانه قداسته الأولى وسقوطه من المرتبة التي كان عليها, أصبح الزنا والزواج رغبات جسدية مطلقة بلا حاكم أو ضابط ولكن الإنسان بهذه الصورة وهو وارث للخطية وأكل المعرفة لا يصلح معه شرائع الكمال فأعطاه شريعة موسى كبداية للكمال الذي يريد تحقيقه من خلال التجسد والصلب والفداء والقيامة فأعطاه الزواج مقرون بالطلاق المشروط هو أن يعطيها كتاب طلاق, ولكن في ملئ الزمان وعندما تحقق وعد الله بالخلاص رد الإنسان إلى المرتبة الأولى قبل السقوط فأرجع له شريعة الزوجة الواحدة وجعل الطلاق مستحيل في المسيحية بشروط ضيقة جدًا, ومن خلال هذا الكمال ظهر طريق الرهبنة والذي دشنه بولس الرسول بنفسه وليس القديس أنطونيوس لأن الأنبا بولا أول السواح ربما كان يسبق القديس أنطونيوس وبالتالي كثيرين لم يذكرهم التاريخ على مر عصور المسيحية الأولى أو أنا لا أعرفهم ربما يوجد من هو أجدر مني بالتاريخ فيقول لنا عنهم.
لهذا قال الكتاب المقدس على فم رب المجد يسوع لما أتم الفداء "قد أكمل" وقال أيضًا "أنا لم آتي لأنقض الناموس بل لأكمل الناموس".
أما كون بعض الناس حادوا عن الكمال مرتدين إلى الجسديات في بدع هلاك بإباحة كل أنواع الزنا في صورة زواج فهذا يثبت روحانية المسيحية وعفتها وليس العكس.
*الرهبنة مؤسسها الله بذاته:
"1 ثم صار إليَّ كلام الرب قائلاً 2 لا تتخذ لنفسك امرأة ولا يكن لك بنون ولا بنات في هذا الموضع 3 لأنه هكذا قال الرب عن البنين وعن البنات المولودين في هذا الموضع وعن أمهاتهم اللواتي ولدنهم وعن أبائهم الذين ولدوهم في هذه الأرض 4 ميتات أمراض يموتون لا يندبون ولا يدفنون بل يكونون دمنة على وجه الأرض وبالسيف والجوع يفنون وتكون جثثهم أكلاً لطيور السماء ولوحوش الأرض" أرميا 16: 1ـ4.
"10 قال له تلاميذه أن كان هكذا أمر الرجل مع المرأة فلا يوافق أن يتزوج 11 فقال لهم ليس الجميع يقبلون هذا الكلام بل الذين أعطيَّ لهم 12 لأنه يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون أمهاتهم ويوجد خصيان خصاهم الناس ويوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السماوات مَن استطاع أن يقبل فليقبل" مت 19: 11و12.
1 وأما من جهة الأمور التي كتبتم لي عنها فحسن للرجل أن لا يمس امرأة" 1كو 7: 1.
7 لأني أريد أن يكون جميع الناس كما أنا لكن كل واحد له موهبته الخاصة من الله الواحد هكذا والآخر هكذا 8 ولكن أقول لغير المتزوجين وللأرامل أنه حسن لهم إذا لبثوا كما أنا 9 ولكن إن لم يضبطوا أنفسهم فليتزوجوا لأن التزوج أصلح من التحرق" 1كو7: 7ـ9.
32 فأريد أن تكونوا بلا هم غير المتزوج يهتم في ما للرب كيف يرضي الرب 33 وأما المتزوج فيهتم في ما للعالم كيف يرضي امرأته 34 أن بين الزوجة والعذراء فرقًا غير المتزوجة تهتم في ما للرب لتكون مقدسة جسدًا وروحًا وأما المتزوجة فتهتم في ما للعالم كيف ترضي رجلها 35 هذا أقوله لخيركم ليس لكي ألقي عليكم وهقا بل لأجل اللياقة والمثابرة للرب من دون ارتباك 36 ولكن إن كان أحد يظن أنه يعمل بدون لياقة نحو عذرائه إذا تجاوزت الوقت وهكذا لزم أن يصير فليفعل ما يريد أنه لا يخطئ فليتزوجا 37 وأما من أقام راسخًا في قلبه وليس له اضطرار بل له سلطان على إرادته وقد عزم على هذا في قلبه أن يحفظ عذراءه فحسنًا يفعل.
38 إذًا مَن زوّج فحسنًا يفعل ومَن لا يزوج يفعل أحسن 39 المرأة مرتبطة بالناموس ما دام رجلها حيًا ولكن إن مات رجلها فهي حرة لكي تتزوج بمن تريد في الرب فقط 40 ولكنها أكثر غبطة إن لبثت هكذا بحسب رأيي وأظن إني أنا أيضًا عندي روح الله 1كو7: 32ـ40.
ومن خلال الآيات السابقة يتضح لنا كذب ادعاء د. حنين أن الرهبنة بدعة ولكنها أمر إلهي كما الزواج أيضًا
شعار الرهبنة:
20 إذًا إن كنتم قد متم مع المسيح عن أركان العالم فلماذا كأنكم عائشون في العالم تفرض عليكم فرائض 21 لا تمس ولا تذق ولا تجس 22 التي هي جميعها للفناء في الاستعمال حسب وصايا وتعاليم الناس 23 التي لها حكاية حكمة بعبادة نافلة وتواضع وقهر الجسد ليس بقيمة ما من جهة إشباع البشرية " كل2: 20
الإماتة عن العالم بكل معانيها أما المس التذوق والجس هي كانت أشياء متطرفة قاومها معلمنا بولس الرسول وأعتبرها فرائض من العالم, أما استعمال الأشياء العالمية ففي حدود بحيث ألا تؤثر على عبادتنا أو تكون شهوة إشباع لكن في توازن روحي.
*الحياة الرهبانية حمل صليب وكل يوم:
34 ودعا الجمع من تلاميذه وقال لهم مَن أراد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني 35 فإن مَن أراد أن يخلص نفسه يهلكها ومَن يهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل فهو يخلصها 36 لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه 37 أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه" مر 8: 34ـ37
5 ولكن التي هي بالحقيقة أرملة ووحيدة فقد ألقت رجاءها على الله وهي تواظب الطلبات والصلوات ليلاً ونهارًا 6 وأما المتنعمة فقد ماتت وهي حية 7 فأوص بهذا لكي يكن بلا لوم" 1تي 5: 5ـ7.
9 لتكتتب أرملة إن لم يكن عمرها أقل من ستين سنة امرأة رجل واحد 10 مشهودًا لها في أعمال صالحة إن تكن قد ربت الأولاد أضافت الغرباء غسلت أرجل القديسين ساعدت المتضايقين اتبعت كل عمل صالح 11 أما الأرامل الحدثات فأرفضهن لأنهن متى بطرن على المسيح يردن أن يتزوجن" 1تي 5: 9ـ 11
ومما سبق يتضح لنا ماهية الحياة الرهبانية وتكريس النفس والروح والجسد للمسيح
وغيرها الكثير من الآيات في كيفية التكريس للمسيح والجهاد في البرية الذي قال عنه معلمنا بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين الإصحاح 11: 37ـ 40 " 37 رجموا نشروا جربوا ماتوا قتلاً بالسيف طافوا في جلود غنم وجلود معزى معتازين مكروبين مذلين 38 و هم لم يكن العالم مستحقًا لهم تائهين في براري وجبال ومغاير وشقوق الأرض.
39 فهؤلاء كلهم مشهودًا لهم بالإيمان لم ينالوا الموعد 40 إذ سبق الله فنظر لنا شيئًا أفضل لكي لا يكملوا بدوننا.
يا أخي الرهبنة في المسيحية لا تحتاج منّا إلى إثبات فالتاريخ وسير القديسين أكبر دليل عليها كما أنها على مر العصور والأزمنة لم تتزعزع ولكنها ظلت باقية وستدوم إلى نهاية العالم, لأنها لو كانت بدعة لنقضها حراس الإيمان من قديم الأزمان، أرجوك ارجع إلى نفسك فأنت تحتاج للصلاة والرب يعينك على خلاص نفسك!
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=3248&I=88