كتب: محمد الباز-الأزمة
جمال وعزّ وسوزان.. العملاق الكفيف والقزم الكسيح والأمة الطماعة
جلس جمال مبارك بين عدد من العاملين في مقر إقامة والده في شرم الشيخ ليؤدي صلاة الجمعة، كان شاردًا طوال الوقت وهو يسمع إلى الخطبة، التي حرص ملقيها أن يتحدث عن الصبر على البلاء، فلا يوجد ما هو أكبر ولا أعظم ولا أعمق من البلاء الذي وقع على رأس جمال وأبيه". كانت هذه صورة حاول البعض أن يرسمها الأسبوع الماضي عن جمال مبارك، الذي قيل إنه لا يزال في شرم الشيخ، وقد أطلق لحيته وأصبح شاردًا طوال الوقت، لا يتحدث كثيرًا، ويؤكد من شاهدوه عن قرب أن بدأ يكلم نفسه،
ويتحدث إلى آخرين يتخيل أنهم موجودون إلى جواره في حجرته أو في المكان الذي يجلس فيه.
لقد اهتم خبراء التحليل النفسي برصد حالة جمال مبارك بعد أن تنحى والده، وسقط هو من على ظهر حصان التوريث، كان كل ما قيل كلامًا معادًا ومكررًا، فمن يقول إن جمال تسيطر عليه خيبة الأمل والندم، ومن يقول إنه صاحب شخصية جافة ولن يندم أو يشعر بالخزي لإهانة أبيه بسبب طموحه الجارف التي لم تكن له أي علامة لا في تاريخه ولا في جغرافيته.
ما كان يشغلني هو البحث عن لحظة خاصة جدًّا في حياة جمال مبارك، هذا الشاب الذي ألقوا به في البحر دون أن يعلموه العوم، لقد كان قاب قوسين أو أدنى من أن يصبح حاكمًا لأكبر دولة في الشرق الأوسط، دولة لها ثقلها وقوتها، وفجأة لا يجد نفسه محرومًا ممن تمنى ولكن يجد عائلته قبله مطاردين ومشردين ومهددين بالمحاكمة التي يمكن أن تقودهم إلى السجن.
إن جمال مبارك يعيش صدمة هائلة، لسبب بسيط أنه كان يصدق نفسه بالفعل، ويصدق من كانوا يدفعون به إلى الأمام، رغم أنهم لم يقفوا خلفه إلا من أجل إرضاء أبيه، فلم يكن جمال بالسياسي العبقري ولا الخبير الاقتصادي الذي يمكن أن ينقذ مصر من ورطتها، لكن من أرادوا أن يستفيدوا من ورائه تعمدوا أن يعلنوا ذلك ويؤكدوا عليه، ولم يكن من الممكين إلا أن صدقهم، وسار وراءهم.
لقد وقعت عيني على مجموعة من الصور للرئيس مبارك وهو في سنوات حكمه الأولى، كانت صورًا تسجل زيارات له لبعض المصانع والشركات والمؤسسات، ثم وهو يؤدي الصلاة في مساجد مختلفة وفي مناسبات دينية عديدة، كان اللافت للانتباه أن جمال الذي كان فتى صغيرًا، كان يقف وراء أبيه في كل الصور، تخيَّلت أن مبارك نفسه كان يجهز جمال منذ صغره ليخلفه، فهو معه دائمًا، لكنني عدت لأقدر أن وجود الشاب الصغير مع أبيه لم يكن ليعني أي شيء، خاصة أن الرئيس لم يكن قد تجاوز السنوات الخمس الأولى من تاريخ حكمه، الذي امتد ثلاثين عامًا، جرى فيها ما جرى.
جمال مبارك تخرج في الجامعة الأميركية قسم إدارة الأعمال في عام 1984، وبعد عامين فقط حصل على ماجستير في نفس التخصص، كان يمكن له أن يتفرغ للعمل السياسي وقتها، لكنه لم يكن يميل إليه، ولذلك اختار طريق البيزنس، سافر إلى لندن وهناك عمل في بنك أوف أميركا، ثم أسس شركة ميدانفست، وظل هناك حتى عام 1994، أي أنه ظل خارج مصر ثماني سنوات كاملة.
بعد عودته تعامل الجميع مع جمال مبارك على أنه رجل أعمال، لكن كان لا بد من البحث له عن عمل، وجاء الاقتراح من داخل البيت الرئاسي، فجمال متخصص في الاقتصاد وله خبرة عملية حصل عليها من عمله في لندن، فليس غريبًا أن يتم تعيينه مستشارًا اقتصاديًّا للرئيس، وهو العمل الذي لم يعلن عنه أبدًا، لكن جمال تمكن من خلال هذا المنصب أن يدلي برأيه في كل المشروعات الاقتصادية التي كانت تعرض على الرئيس.
لم يطل بقاء جمال في منصب المستشار، كانت هناك حركة خفية تعده لدور أكبر، وتم طرح جمال لأول مرة في اجتماعات الحزب الوطني في عام 2000 من خلال الدكتور حسين كامل بهاء الدين، الذي كان وقتها أحد قيادات الحزب الكبار.
حسين كامل قال وقتها إنه يعرف الشاب جمال مبارك جيدًا، وأنه على ثقة بأن هذا الشاب يمكن أن يحدث نقلة كبيرة في الحزب لو أصبح فاعلاً فيه، لم يكن كلام حسين كامل بهاء الدين مجرد رأي عابر، ولكنه كان بوابة دخل منها جمال إلى دوره في الحزب، وهو الدور الذي انتهى بأحمد عز لأن يقول في مؤتمر الحزب الأخير في العام الماضي، بأن جمال هو مفجر ثورة التحديث في الحزب، وهو ما استقبله جمال بابتسامة عريضة تؤكد أنه يصدق بالفعل كل ما يقال عنه، ولم يحاول أن يفكر ولو للحظة واحدة في أن يلعب دورًا ليس دوره، وأن من حوله يحملونه على أكتافهم من أجل أن يحقق لهم أهدافهم، لا أكثر ولا أقل.
دخول جمال مبارك إلى الحزب الوطني من خلال حسين كامل بهاء الدين تحديدا، يعني أن الأمر حصل بمباركة سوزان مبارك، فعلاقتها بكامل كانت جيدة جدا، بل كان الرجل أحد رجالها في الحكومة، كانت تقف وراءه وتدعمه وتدافع عنه، ووقفت أكثر من مرة أمام محاولات إخراجه من الحكومة.
هذا الواقع وضعته أمام ما قاله الدكتور خليل فاصل أحد الكبار في التحليل النفسي في مصر الآن، كنت أسال الدكتور خليل عن تصوره عن حالة جمال الذي ضاعت أحلامه كلها مرة واحدة من خلال 18 كلمة فقط أعلن من خلالها السيد عمر سليمان أن الرئيس مبارك تنحى عن منصبه في الرئاسة وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتيسير أمور البلاد.
لكن خليل فاضل أخذني إلى مساحة مختلفة تمامًا، وضعني في قلب التحليل النفسي لمخطط التوريث الذي رعته سوزان مبارك وكان يقوم على تنفيذه أحمد عز صديق جمال الذي كان ينتظر فقط أن يقطف الثمار دون أن يفعل أي شيء لا سلبي ولا إيجابي.
يقول فاضل: يمكن أن أشخص حالة جمال مبارك النفسية على أنه مصاب بـ"اضطراب الشخصية النرجسية السرطاني"، وذلك تحديدًا لعلاقته الملتبسة بأمه.
إن جمال في أدبيات التحليل النفسي يمكن توصيفه على أنه ابن أمه، وهو هنا الابن الذي تعشقه أمه، إلى الدرجة التي تتزوجه نفسيًّا، وتكون بينهما رابطة وجدانية فيها جاه ومصلحة.
ثم إن السيدة في مجتمعاتنا الشرقية الذكورية – الكلام لا يزال لخليل فاضل – تشعر أنها أقل من الرجل، فهو يمتلك ما لا تمتلكه نفسيًّا وجسديًّا، ولذلك فليس بعيدًا أن السيدة سوزان كانت تغار من زوجها خاصة بعد أن صعدا معًا إلى منطقة السلطة، ولذلك فقد اهتمت بولديها جدًّا، فالرجل الحاكم الذكر بالنسبة لها لم يعد أفضل منها، فلديها بدل الذكر الواحد ذكران.
وحتى تكمل سوزان سيطرتها فقد أرادت أن يكون أحد ولديها رئيسًا، يرى فاضل أن الأكبر خاب بالنسبة لها حيث اهتم بالبيزنس، أما الأصغر وهو جمال فقد وجدت فيه ضالتها، عثرت فيه على الامتداد الذي يمكن أن تحقق من خلاله سلطانها الذي لا تستطيع أن تحققه كاملاً في وجود زوجها على رأس الدولة، إنها في الواقع زوجة رئيس جمهورية لها نفوذ وقوة، لكنها في النهاية مجرد زوجة لا تحكم بنفسها، ولذلك فقد قادها تكوينها النفسي إلى أن ترغب في الحكم بنفسها من خلال الابن الذي ولدته من رحمها.
يضع خليل فاضل يده أكثر على النقطة الأعمق في نرجسية جمال مبارك، يقول: كان هناك حبل سري نرجسي بين الأم والابن، لقد نقلت سوزان حبها للسلطة للابن فتوحش وتضخم، لتتضخم معه الأنا العليا وتتوحش، ليصبح الابن مزيجًا من شره الأم للسلطة ورغبة الأب في البقاء على الكرسي للأبد، ومن هذا المزيج وجدنا أمامنا رجلاً يمكن أن يضحي بأي شيء وكل شيء من أجل السلطة، التي صورتها لها أمه خلال أحاديث الصالونات الممتدة وجلسات القصر التي كانت تحت حماية دائمة.
يرى خليل فاضل أن ثورة 25 يناير نجحت نجاحًا مدهشًا، وربما أن من شاركوا فيها بالفعل لم يتوقعوا أن يصلوا إلى ما وصلوا إليه.
وهنا ينتقل فاضل إلى الضلع الثالث في عملية التوريث وهو المهندس أحمد عز، يقول عنه: اعتمد جمال مبارك في تنفيذ مخططه للوصول إلى السلطة على صديقه المقرب إليه وهو عز، والرجل يمكن التعامل معه على أنه قزم طبيعي (فهو قصير جدًّا كان يحتاج إلى أن يضعوا له ما يرفعه عن الأرض ليصل إلى المنصة التي يتحدث منها) وقزم نفسي.
كان طبيعيًّا أن يعتمد جمال مبارك على شخص قزمي التكوين نفسيًّا وعضويًّا، لأنه شخصيًّا لا يستطيع أن يعمل أو يتحد مع شخص قوي، فالشخص القوي يمثل خطرًا على الأنا النرجسية التي يمتلكها جمال مبارك، وحتى لو قاده قدره إلى أن يتحد مع شخص نرجسي، فلابد أن يكون شخصًا نرجسيًّا جبان جدًا ومخادعً أيضًا.
قلت للدكتور فاضل: وهل كان أحمد عز جبانًا؟
قال: لم يظهر أحمد عز جبانًا وهو في قوته وبين رجاله فقد كان يحيط نفسه بالقوة المدفوعة، لكن شخصيته الجبانة بدت وبشكل كبير في لقائه مع راندا أبو العزم مراسلة قناة العربية في القاهرة، فعندما ظهر معها ليدافع عن نفسه كان قد وصل إلى أعلى وأخطر وأعمق مراحل الجبن، وهو الجبن عكسته نظرات عينيه وكذلك حركات جسده التي عبر بها عن حالته النفسية، وكذلك جلسته على الكرسي الذي كاد أن يلتصق به وهو يتحدث.
يوصِّف خليل فاضل العلاقة بين جمال مبارك وأحمد عز بأنها علاقة بين "عملاق أعمى" هو هنا جمال مبارك، وهو أعمى لأنه بالفعل لا يعرف مصر ولا شعبها، ولا يستطيع أن يتصرف من تلقاء نفسه، ولذلك فلا بد أن يبحث عمن يعرف أو على الأقل من يدعي له أنه يعرف، وكان هذا الذي يدعي هنا هو أحمد عز الذي بدا قزمًا كسيحًا، يحتاج إلى عملاق يحمله على كتفيه.
وهو ما حدث بالفعل، فقد حمل جمال مبارك أحمد عز على كتفيه، وسلمه قياده، وطلب منه أن يدله على الطريق، وسار خلفه طوال الوقت، لكن في النهاية كان الدليل مخطئًا، فالعلاقة بين القزم والعملاق شوهت بالفعل الهدف الذي سعت الشخصية النرجسية إليه فكان لا بد من السقوط العام والكامل والشامل.
إننا أمام تفسير نفسي لما جرى، يقدمه على خلفية علمية رصينة الدكتور خليل فاضل، وهو ما يتسق بالفعل مع كواليس ما جرى سياسيًّا خلال السنوات الأخيرة في مصر، ومع ما كان يتسرب من خلف أبواب قصور الرئاسة، لقد كان هناك إصرار من سوزان مبارك على أن يصل جمال إلى كرسي الحكم، كانت تعرف أنها وبمجرد أن يموت زوجها ستصبح سيدة أولى سابقة، ولأننا لم نكن نعرف كم الفساد الذي تسبح عليه العائلة، فإن إصرار سوزان على الاستمرار يصبح مبررًا، ومفهومًا، فالابن وعندما يصل إلى كرسي الحكم، لن يحافظ للعائلة على نفوذها فقط، ولكنه سيحمي والده من أن ينبش قبره أحد، ثم وهذا هو المهم فإنه سيحمي الثورة التي اغتصبتها العائلة طوال ثلاثين عامًا قضاها مبارك في الحكم.
لقد مارست سوزان مبارك وحدها جهودًا هائلة لتحقق حلمها بأن يصبح جمال رئيسًا، وهناك من يرى أن مبارك كان رافضًا تمامًا أن يكون جمال خلفًا له، ليس لأنه رئيس ديمقراطي ويقتنع بأن المصريين يجب أن يختاروا رئيسهم، ولكن لأنه كان يعرف أن طفله الصغير لن يكون قادرًا أبدًا على أن يحكم بلدًا مثل مصر، لقد قال لأحد المقربين منه: لن ألقي بولدي إلى الجحيم، لكن السيدة الأولى كان لديها رأي آخر، ولا بد أنها راهنت أنها تستطيع، لكنها حسبت للأمر حسبته كلها إلا جانبًا واحدًا من الأمر وهو ثورة الشعب الذي كان يرى جمال مبارك شخصًا مجردًا من كل شيء، ولا يستطيع أن يحكم بيتًا فما بالك ببلد مثل مصر، لكنه هو وأمه وحدهما من كانا يريان أنه يستطيع.
لقد ظلمت سوزان مبارك ابنها الذي كانت تعرف أنه فشل في كل مراحل حياته، خرج من الجامعة الأميركية دون أن يتواصل في علاقة طبيعية مع زميلة له، لم تكن في حياته قصة حب واحدة مكتملة، زاد عمله في لندن من عزلته، للدرجة التي أصبح فيها شخصية اكتئابية، ورغم أنه كان يحاول أن يرسم على ملامح وجهه شخصية الرجل الهادئ فإنه كان عصبيًّا جدًّا، للدرجة التي لم يكن أي أحد يستطيع أن يتحمله أو يعمل معه، ثلاث سنوات فقط.
إن الفارق بين علاء مبارك وجمال مبارك، فالأول من مواليد 26 نوفمبر 1960، والثاني من مواليد 28 ديسمبر 1963، لكن كان هناك فارقًا كبيرًا بينهما تاريخ زواجهما، علاء تزوج في أكتوبر 1991، بينما تزوج جمال في فبراير 2007، وقد لا يكون هناك دلالة للأمر، لكننا لا يمكن أن نغفل أن جمال فضل أن يتفرغ لحياته – لأسباب يعلمها وحده بالطبع – وهو ما أثر تأثيرًا كبيرًا في التكوين النفسي الطبيعي لجمال مبارك.
إن جمال مبارك لم يتزوج بعد قصة حب، علاء فعلها فقد خرج من الجامعة الأميركية بقصة حب مع زميلته هايدي راسخ، جمال تزوج في الغالب لأنه كان يتعامل مع نفسه على أنه الرئيس القادم لمصر، ولا بد أن يكون الرئيس متزوجًا، إن هذا يتفق مع عادات وتقاليد المجتمعات العربية، فليس معقولاً أن يكون رئيس دولة عربية وإسلامية أعزب وغير متزوج.
ليس لي الآن أن أناقش الأمر، ولكني فقط أعتقد أن جمال مبارك لم يتزوج لأنه كان يحتاج إلى الزواج، لكن لأن الزواج كان متممًا لمشروعه التوريثي الكبير، وهو ما يمكن أن يكون متفقًا جدًّا مع ما تردد عن أن جمال يمكن أن يكون قد انفصل بالفعل عن خديجة الجمال، وأن حياتهما العائلية انتهت، فالسبب الذي تكونت من أجله هذه الحياة انتهى للأبد، فلماذا الإبقاء عليها إذن؟
لا يمكن أن أخفي تعاطفي الشديد مع جمال مبارك، ليس سياسيًّا بالطبع ولكن إنسانيًّا فقط، إنني أمام شاب كان يمكن له أن يكون رجل أعمال ناجحًا حتى لو لم يكن والده رئيس جمهورية، فإذا به يجد كل من حوله يدفع به إلى أن يكون رئيسًا لبلد كبير وضخم ومعقد مثل مصر، نفخوا فيه خيلوا له أن الأمر سهل وبسيط وسيحدث رغمًا عن الجميع، وفجأة وجد ظهره عاريًا تمامًا لا يقف معه أو إلى جواره أحد، لقد خدعوه، أقنعوه أنه يستطيع رغم أنهم يعرفون أنه بلا أي مؤهلات، ولذلك فليس بعيدًا أن يفقد جمال مبارك كل قواه العقلية ويتحول إلى شخص مجنون، بل لن يكون غريبًا إذا وصل إلى أبعد وأخطر درجات الجنون.
لكن هذا لا يعفي جمال مبارك من المسؤولية عن حلم لم يكن مناسبًا له، لقد خدعه من حوله، لكنه استراح تمامًا لهذا الخداع واطمأن إليه، لقد سمعت منذ سنوات بعيدة لأحد أصدقاء جمال مبارك وهو يتحدث عن هذا الشاب الرائع الذي يعيش حياة بسيطة جدًّا، وكيف أنه لا يحب المظاهر الزائفة ولا يميل إلى البهرجة في كل تفاصيل حياته، فهو على سبيل المثال لم يغير رقم تليفونه المحمول منذ حمله لأول مرة، ولم يغير عدة تليفونه المحمول إلا مرتين فقط خلال السنوات الطويلة التي استخدمه فيها.
كان صديق جمال مبارك معجبًا جدا بصديقه، فما يفعله يدل على تواضعه الشديد، لكنني أخذته إلى مساحة بعيدة جدًّا عما كان يفكر فيه، قلت له إن احتفاظ جمال مبارك برقم تليفونه المحمول دون تغيير، وعدم تغيير عدة تليفونه إلا مرتين فقط يشير إلى أنه لا يمل بسهولة، بل يصبر جدًّا على ما يريده وما يخطط له، ليس مهمًّا أن يناله، لكنه في النهاية سيحصل عليه.
ضحك صديق جمال مبارك وكأنه يقول لي هو كذلك بالفعل، وأنه سوف يحصل على ما يخطط له يريده، وليس بعيدًا أن يكون جمال مبارك ظل يعتقد هذا حتى جاءته أعاصير ثورة 25 يناير فكسحته بعيدًا هو وكل أحلامه وطموح أمه ورغبات صديقه القزم الذي يعيش الآن في زنزانة ضيقة في انتظار مصير مجهول.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=32912&I=744