جرجس بشرى
بقلم: جرجس بشرى
من المُحتمل -وليس من المؤكد- أن يُلقي الرئيس الأمريكي حسين أوباما خطابًا للعالم الإسلامي خلال زيارته المرتقبة لمصر في 4 يونيو القادم، والغريب هنا بل والمُثير للدهشة والسُخرية أن هلل العرب والمسلمين وكادوا يطيرون فرحًا لمُجرد توجيه الرئيس الأمريكي خطابًا أو رسالة للعالم الإسلامي من مصر غير مُبالين بردود الأفعال المرتقبة والتي ستصدر عقب إطلاق باراك لرسالته للعرب والمسلمين من مصر!! وفي حقيقة الأمر أنني مندهش أن يوجّه أوباما خطابه للعرب والمسلمين من مصر!! وأتساءل: لماذا لا يوجّه حسين هذا الخطاب من البيت الأبيض نفسه؟!! لأنه أشرف للعرب وللمسلمين في كل مكان على وجه المعمورة أن يتلقون هذا الخطاب من أمريكا نفسها.. التي يقولون أنها انتهجت في الفترات السابقة وتحديدًا في فترة ولأية الرئيس الأمريكي السابق "جورج دبليو بوش" سياسات مُعادية للعرب والمسلمين.
وهذا يقودنا إلى السؤال التالي: هل تُعارض الإدارة الأمريكية مُخاطبة أوباما العالم العربي والإسلامي من أمريكا نفسها وتحديدًا من البيت الأبيض؟! والنقطة الثانية والمُهمة التي أود الإشارة إليها هنا هي أن مُخاطبة أوباما للعالم العربي والإسلامي من مصر يُشكّل إهانة لمصر وللشعب الأمريكي لأن الخطاب ذاته سيكون خطابًا عُنصريًا بحتًا ويتنافى تمامًا مع الخطاب الذي أطلقه أوباما في حفل تنصيبه والذي أعلن فيه أنه سيكون رئيسًا لكل الشعب الأمريكي المسيحي والمسلم والمُلحد!
وأؤكد على أن توجيه أوباما خطابًا للعالم الإسلامي بالذات ومن مصر ستكون له تداعيات غير محسوبة على صورة الشعب الأمريكي أمام العالم وعلى الرئيس أوباما نفسه الذي عانىَ مِراراَ من مَرارة العـُنصرية البغيضة، والذي أوصله الشعب الأمريكي لهذا المنصب الرفيع من خلال رفضه القاطع لهذه العنصرية واقتناعه الأكيد بقيمة التنوع الخلاق الذي يصب في مصلحة الفرد الأمريكي بغض النظر عن لونه أو جنسه أو عرقه أو ديانته!
وبلا شك فأنني أرفض أن يوجّه أوباما خطابه للعالم العربي والإسلامي من مصر لأن مصر بتاريخها العريق والمُمتد هي بلد التنوع الثقافي والفكري والحضاري والديني، وخطابه للعالم الإسلامي من مصر سيؤجج مشاعر غير المسلمين تجاه الولايات المتحدة الأمريكية ويستبدل سياسة العداء الأمريكي من العالم الإسلامي إلى غير المسلمين، خاصة في منطقة الشرق الأوسط.
فلماذا يريد أوباما تأجيج مشاعر غير المسلمين في منطقة الشرق الأوسط خاصة وأن غير المسلمين في البلدان العربية والشرق أوسطية ما زالوا يعانون من القهر والتمييز والاضطهاد الديني في أبشع صوره؟؟ وبالتالي أقترح على الرئيس أوباما إما أن يكون خطابه عامًا وليس عنصريًا وإما أن يلغي زيارته لمصر وليذهب لمُخاطبه العرب والمسلمين في باكستان الإسلامية أو المملكة العربية السعودية بعد أن يُشهر فيها إسلامه ويؤدي كمان فريضة الحج.
http://www.copts-united.com/article.php?A=3324&I=90