فيولا فهمي
بقلم / فيولا فهمي
منتشرون و معروفون من نظراتهم البائسة و عيونهم الذابلة و وجوههم الملطخة بقسوة حاضرهم و غموض مستقبلهم ، هم اطفال الشوارع الذين قد تجدهم على جانب رصيف اسفلتى فى شتاء قارص البرودة ، او متجولين بلامبالاة بين السيارات فى اشارة مرور او تجمعهم الارض الفضاء التى تحولت بفعل عوامل الاهمال الى خرابات او مقالب قمامة ، بالرغم من المجهودات – التى نقرا عنها فى الصحف- و كافة التمويلات التى تتلقاها الجمعيات و المجالس الوطنية المعنية بحقوق الطفل و المؤتمرات المحلية و الدولية التى تعقد على شرفهم ، فلقد كانت مصر ضمن اول عشرين دولة على مستوى العالم – كالعادة- تصدق على اتفاقية حقوق الطفل و احدى الدول التى قادت الدعوة لانعقاد القمة العالمية للطفولة عام 1990 الى ان صدر قانون الطفل بعد 6 اعوام من هذا التاريخ ، و ادرجت على اثر ذلك الخطط القومية و التنموية للنهوض بمستوى هؤلاء الاطفال الذين تجاوز تعدادهم المليون طفل –وفقاً لبعض الاحصاءات- لتوفير مظلة التامين الصحى و اعادة تاهيل ذوى الاحتياجات الخاصة و تحقيق مستوى التعليم الاساسى و الحد من الوفيات بين الاطفال و غيرها من الاهداف التى نشأ ايضاً من اجلها المجلس القومى للامومة و الطفولة بالرغم من تفاقم الظاهرة و تعقيد الازمة و زيادة اعداد الاطفال ساكنى الشوارع !
الفجوة الهائلة بين الخطط النظرية و الاستراتيجيات التنموية و المؤتمرات التى تعقد فى القاعات الفندقية و الخبراء الذين يتقاضوا رواتب شهرية باهظة لابداء ارائهم و اقتراحاتهم فى هذه الازمة و بين واقع الاطفال المشردين الذين تعج بهم الشوارع الجانبية و البيوت القديمة المهجورة ، هو نفس الفرق بين "التوربينى" طفل الشوارع الاشهر فى تاريخ مصر - الذى اتهم فى جرائم قتل لاطفال فى مثل عمره تقريبا- و عشرات الاطفال الذين يضطروا لبيع اعضائهم البشرية للحياة و بين رواد الفنادق الذين يناقشوا القضية عن بعد و لا يعرفوا خباياها او تفاصيلها بل غارقين فى النظريات التى لا تنقذ طفل من الموت و لا تمنع طفلة من الحمل سفاح .
فعلينا بالاقتراب مع هذا العالم اذا اردنا القضاء على الظاهرة التى تجتمع على انتشارها عوامل كثيرة و نحاول ان نوجد حلولا جذرية و نقتدى بتجارب دولية ناجحة فى هذا المجال بدلا من انشاء المجالس و تاسيس الجمعيات الاهلية الصماء !
http://www.copts-united.com/article.php?A=334&I=9