جميلة إسماعيل: ورقة الدين أُحرقت.. وستُرمى

EGYPTY

شهدت الندوة التي عقدها مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان بعنوان "قراءة في نتائج الإستفتاء" وأدارها بهي الدين حسن، مدير المركز، جدلاً كبيراً حول حجم وأثر التيار الديني على مستقبل مصر.. ولم تخل من مهاجمة أساتذة القانون ثروت بدوي ود.أحمد كمال أبو المجد ود.إبراهيم درويش.

وإعتبر عصام سلطان، القيادي بحزب الوسط، ما أثير حول لجوء جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين إلى توزيع "السكر والزيت" على المواطنين يوم الإستفتاء للتصويت (بنعم) حديث مرسل غير مبني على وقائع محددة، واصفاً من قالوا هذا بـ"فاشست و إقصائيين".

وإنتقد سلطان تجاهل الحديث عن الحافلات التى كانت تخرج من الكنائس أثناء الإستفتاء، والملايين التي صُرفت ولا أحد يعلم من أين جاءت، على حد قوله.

وهاجم سلطان بعض القانونيين الذين صوتوا بـ"لا" ومنهم الدكتور أحمد كمال أبو المجد، والدكتور إبراهيم درويش، والدكتور يحيى الجمل الذين ظهروا قبل تنحي الرئيس السابق حسني مبارك في برنامج "العاشرة مساءً" ودافعوا عن التعديلات وقالوا "نصبر على مبارك شهر"، على حد تعبيره. أما نقده للدكتور ثروت بدوي لأنه سبق وأن دافع في "برنامج 48 ساعة" عن قرار الرئيس السابق بتعديل بعض مواد الدستور وأن يتولى الدكتور أحمد فتحي سرور هذه المهمة مع اللجنة التي شكلت وقتها...فضلاً عن أن البدوي صاحب إجتهاد "سيد قراره" التي ُطبقت بدايةً من عام 1987م.

وأضاف سلطان "الشعب نجح في الإستفتاء ولم يتم التأثير على طرفي (نعم و لا) بل صوتوا بناءً على قناعتهم"، وأشار إلى إن الإخوان خسروا تميّزهم بتحالفهم مع السلفيين الذين لن يكون لهم حياة في مناخ الحرية.

جميلة إسماعيل، عضو حزب الغد والجمعية الوطنية للتغيير، قالت إن الـ4 ملايين مصري الذين صوتوا بـ"لا" على التعديلات الدستورية أظهرت كتلة أكثر تماسكاً، تدفع تجاه الدولة المدنية، حتى لو أن منهم أقباط خرجوا للتصويت فقط للإستشعار بالخطر.

ووصفت جميلة إسماعيل الإستفتاء الأخير الذي حرق ورقة إستخدام الدين مبكراً بالشئ الجميل وإيجابي، وشبهتها بحرق وسيلة البلطجة في الأربعاء 2 فبراير المعروفة بـ"موقعة الجمل"..مثل ورقة الفتنة الطائفية التي أحرقت في أطفيح.

وأكدت جميلة إسماعيل أن القوى التي تحالفت مع السلطة مثل ما فعلت مع النظام السابق "سترميها وراء ظهرها"، كما أن بقايا الحزب الوطني يسير في خندق مظلم كبير لإستعادة شئ من قوته في وقت غاب فيه أمنهم ونفوذهم وأموالهم خاصة مع غياب الرئيس السابق رئيس الحزب.

وأوضحت أن الفترة القادمة الشعب يحتاج لوجوه جديدة في كل المجالات، حيث طالبت بتطهير وتقوية الإعلام والنقابات المهنية والأحزاب.

ومن جانبه، حذر الدكتور عماد جاد، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، من "تديين التصويت" وما وصفه بـ"نشوة النصر" التي إنتابت بعض التيارات، وإعتبر أن ما حدث ببني سويف من تطبيق الحد على أحد المسيحيين ينذر بحرب أهلية.

فيما نبه الدكتور محمد نور فرحات، الفقيه الدستوري وأستاذ القانون، إن المواد التي تم صياغتها أعطت إنطباع بأنها تمت بطريقة لسيطرة تيار معين هو من سيستأثر بوضع الدستور الجديد.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع