انشقاق داخل الجماعة الإسلامية بسسب مقال نائبها عن "جماعة طظ"

محمد زيان

د. صفوت عبد الغني: ما قاله ناجح ابراهيم رأي شخصي لا يعبر عن الجماعة..
عصام دربالة: كلامه يحمل توقيعه.. ولم يصدر بيان عن الجماعة بذلك.
عاصم عبد الماجد: لسنا في مجال للصدام مع الإخوان.. وهذا مجرد رأي.
تحقيق: محمد زيان – خاص الأقباط متحدون

خرج ناجح ابراهيم نائب رئيس الجماعة الإسلامية عن صمته الطويل تجاه جماعة الإخوان وأعلن في مقال له على موقع الجماعة الإسلامية موجهًا كلامه لنائبها الأول محمد حبيب قائلاً: "على الإخوان أن يبتعدوا عن العمل بالسياسة والكف بالسعي نحو السلطة، وأن يكتفوا بالدور الدعوي وتربية الشباب ويخرجوا من الملعب السياسي نهائيًا".. هذه الرسالة حملت الكثير من الدلالات في اختيار التوقيت للقول بها، ووضعت سؤالاً هامًا هو: هل يعود سيناريو الاقتتال بين الجماعة والإخوان كالذي حدث في التسعينيات والعراك حول المساجد؟، وهل هناك صفقة بين الجماعة الإسلامية والحكومة ينفذها ناجح وأخوته ضد جماعة طظ وأخواتها يهدف لإقصائهم من الحياة السياسية؟... هذه الاسئلة يحاول التحقيق التالي أن يجيب عنها:

رأي
الدكتور صفوت عبد الغنيالدكتور صفوت عبد الغني القيادي بالجماعة الإسلامية يرى أن ما قاله الدكتور ناجح ابراهيم نائب رئيس الجماعة الإسلامية محرد رأي شخصي ويعبر عن وجهة نظره الخاصة ولا يتصل بالجماعة الإسلامية من قريب أو بعيد، وإنما يمكن أن نقول أنه حاول تقديم النقد لمسيرة جماعة الإخوان من منطلق قناعاته هو، مشيرًا إلى أن ما كتبه ناجح ابراهيم على موقع الجماعة عن الإخوان وضرورة ترك العمل بالسياسة نهائيًا والكف عن محاولة السعي للوصول إلى السلطة كتبه الدكتور ناجح كثيرًا وهو رأيه ولا يمكن أن نُحمّل الجماعة الإسلامية كلامه.
وحول الرأي القائل بأن هناك ثمة صفقة بين الحكومة والجماعة الإسلامية نفى عبد الغني أن تكون هناك ثمة صفقات بين الجماعة الإسلامية والنظام لمواجهة الإخوان والصدام معهم في المجال السياسي لأن كلام ناجح ابراهيم لا يُفهم إلا فى إطار الرؤية الخاصة التي لا تعبر عن الإطار الفكري العام للجماعة الإسلامية.

عصام دربالة صفقة
أما عصام دربالة فينفي وجود أية صفقة بين الحكومة والجماعة الإسلامية للصدام والمواجهة مع الإخوان كما يتردد، خصوصًا بعد ما قاله الدكتور ناجح ابراهيم نائب رئيس الجماعة الإسلامية من دعوة الإخوان إلى الرجوع للدور الدعوي وترك العمل السياسي والسعي إلى السلطة والإكتفاء بالتربية الدينية، مشيرًا إلى أن الجماعة الإسلامية لا تتعامل بمنطق الصفقات مع النظام الحاكم ولكنها تنطلق من مفهوم واحد هو الصفقة مع الله على حد وصفه.
وفرّق دربالة بين العمل السياسي الذي يقصده ناجح ابراهيم وهو الدخول في الإنتخابات العامة والتصارع مع النظام على السلطة السياسية وبين الدخول في تحالفات سياسية مع الكتل المعارضة والإنتخابات الطلابية والمظاهرات السلمية التي تندد بالظلم والتى لا يقصدها بالتأكيد ناجح ابراهيم على حد قول دربالة.
ويتطرق دربالة إلى جزئية هامة وهي ضرورة أن تندمج الحركات الإسلامية في إطار مجتمعاتها وعدم الإنعزال عنه لما له من أهمية في معرفة مشاكلها وإمكانية مواجهتها وحلها في المستقبل، وبالتالي فإذا كان ناجح ابراهيم قد كتب هذا الكلام فإنه ربما يرى أن الظرف الراهن غير مناسب لوصول أي حركة إسلامية إلى الحكم، ويرى أن السعي نحو الحكم إنما يثير الشكوك حول التيارات الإسلامية بوجه عام، وبالتالي فإن الإكتفاء بدور الدعوة هو الحل في هذه المرحلة.
وينتقد دربالة فكرة أن التيار الإسلامى هو الوحيد الذي يسعى للسلطة في الوقت الذي تتناطح فيه جميع التيارات المناوئة للحكم.
وينفي دربالة أن تكون تصريحات ناجح ابراهيم بداية للصدام الحقيقي بين الجماعة الإسلامية والإخوان على شاكلة ما حدث في التسعينيات ولكنها أفكار موجودة منذ أعوام ما قبل الخروج من السجون.
ويؤكد أن كلام ناجح ابراهيم كتبه فى مقال يحمل توقيعه الخاص وبالتالي فهو يعبر عن وجهة نظره الشخصية وليس بالضرورة يحمل وجهة نظر الجماعة التي تصدر بيانات تعبر عنها لأنه فارق بين المقال والبيان.

وجهة نظر
عاصم عبد الماجدأما عاصم عبد الماجد القيادي بالجماعة الإسلامية فيذهب إلى أن ما قاله الدكتور ناجح ابراهيم إنما يعبر عن وجهة نظره المنفردة والتي لا تعبر عن رأي الجماعة الإسلامية، مؤكدًا أن الجماعة لا تهدف إلى الصدام مع الإخوان نهائيًا وإنما تعبر عن النصح والإرشاد الذي يريده الدكتور ناجح للإخوان.
ويشير إلى أن ناجح ابراهيم دائمًا ما يقول أن الحركات الإسلامية لم تحسن العمل بالسياسة ولا الحكومات أحسنت العمل بالدعوة فعلى الجماعات الإسلامية أن تعود للدين وتترك العمل بالسياسة.
أما عن دلالة اختيار التوقيت لدى ناجح ابراهيم فإنه يرى أن التصريح جاء في توقيت عادي جدًا وليست هناك مناسبة هامة كالإنتخابات مثلاً حتى يُقال أن ناجح ابراهيم يقصد شيئًا معينًا.