هاني سمير
* "نبيل عبد الفتاح": أن تكون "مصر" ولاية عربية أمر لا يتعدى أن يكون حلمًا.
* القس "رفعت فكري": "مصر" دولة إفريقية وعربية، ولا يمكن أن يطغى انتماء على حساب الآخر.
* د. "رفيق حبيب": هناك أسباب لإقامة اتحادات إقليمية ترتبط بالهوية والمرجعية.
* الأنبا "بيسنتي": نحن مصريون بثقافة عربية.
تحقيق: هاني سمير
"أحلم أن تكون مصر ولاية عربية بالولايات المتحدة العربية"... جملة قالها الداعية الإسلامي "صفوت حجازي" أمام ما يزيد على مليون مصري يوم الجمعة الماضي بميدان "التحرير".. وقد دار جدل كبير بين المفكرين ورجال الدين حول إمكانية تحقيق حلم الداعية الإسلامي، فمنهم من رآه حلمًا وفقط، وآخرون رأوا إمكانية تحقيقه بعد تخلُّص الدول العربية من الأنظمة التي كانت تقف حائلًا بين شعوبها والوحدة العربية.
"الولايات المتحدة العربية" حلم يصعب تحققه
بدايةً، أكَّد د. "نبيل عبد الفتاح"- رئيس مركز الأهرام لدراسات التاريخ، وخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية- أن د. "حجازي" من حقه أن يحلم كما يشاء، وأن يتصوَّر أن العالم العربي أو الإسلامى يمكن أن يكون اتحادًا إقليميًا. ولكن المسألة ليست قاصرة على الأحلام. مشيرًا إلى أن تلك الفكرة انطلقت منذ أربعينيات القرن الماضي، لكنها انكسرت خلال السبعينيات. كما أن البعض لديه أحلام مجنحة بإقامة الخلافة الإسلامية، ولكن جميعها تدور في مدارات الحلم بعيدًا عن الواقع السياسي والثقافي في العالم العربي والإسلامي. موضحًا أنه يمكن إطلاق اسم دولة على كل من "مصر" و"المغرب"، ولكن هناك الكثير من الدول العربية لا ترقى لمستوى الدولة، بل هي عبارة عن قبائل وطوائف ومذاهب ترفع أعلام دول، وتُدار برأي رئيسها، وبالتالي فإن "الولايات المتحدة العربية" حلم يصعب تحققه.
الانتماء للثقافة المصرية الفرعونية
وقال الأنبا "بيسنتي"- أسقف "حلوان والمعصرة": "ما نعلمه هو أن مصر دولة لكل المصريين على اختلاف أديانهم وانتماءاتهم، وإننا لا نلغي انتمائهم العربي". مشيرًا إلى أن البابا "شنودة الثالث" شاعر عربي وله ديوان شعري كامل، ولكنهم ينتمون بجانب انتماءهم العربي للثقافة المصرية الفرعونية. وأضاف: "نحن مصريون بثقافة عربية".
سوء فهم لمشكلة القومية العربية
وأشار "كمال زاخر"- مؤسِّس جبهة العلمانيين الأقباط، وأحد المشاركين في المظاهرات جمعة "المحاكمة والتطهير"- إلى أن هناك سوء فهم لمشكلة القومية العربية التي دعا لها خلال الأربعينيات "ميشيل عفلق" لمواجهة الخلافة العثمانية، وارتكز عليها "جمال عبد الناصر" لتكوين وحدة عربية. موضحًا أن الفكرة لم تكن دينية على الإطلاق، وأن أخذها بمنحى ديني خطأ تاريخي وردة تاريخية. وتساءل: "كيف تصبح مصر- رائدة العالم العربي- ولاية عربية؟".
الهوية المصرية خليط من الحضارات التي مرت بـ"مصر"
وأوضح القس "رفعت فكري"- راعي الكنيسة الإنجيلية بـ"أرض الشريف" بـ"شبرا"- أن "مصر" دولة إفريقية، وهويتها مصرية، ولكنها تنتمي للمنطقة العربية، ولا يجب أن يطغى أي من الهويتين على الأخرى. وقال: "علينا أن نعتز بهويتنا المصرية، وهي خليط من الحضارات اليونانية والرومانية والفرعونية والمسيحية والإسلامية، ولا يجب أن نلغي أيًا من تلك الحضارات لحساب واحدة منها".
الوحدة.. توجه مستقبلي
وختامًا، أعرب د. "رفيق حبيب"- ناشط حقوقي- عن اعتقاده بأن فكرة الوحدة العربية لم تغب منذ إنشاء الجامعة العربية، وأن الجميع يتصوَّر أن منْ عطَّل الجامعة العربية هم الحكام العرب أنفسهم. متوقعًا أن تطفو فكرة إنشاء اتحاد إقليمي مرة أخرى على أساس صحيح بعد الثورات التي تجتاح البلدان العربية، وهو ما سيمثِّل قوة اقتصادية وسياسية وعسكرية وثقافية، خاصةً وأن الثورات أطاحت ببعض الحكام، كما أن أي دولة لا يمكن أن تصمد بمفردها في عالم اليوم. مشيرًا إلى وجود أسباب لإقامة اتحادات إقليمية ترتبط بالهوية والمرجعية، الأمر الذي يمكن أن يجعله توجهًا مستقبليًا.
http://www.copts-united.com/article.php?A=34666&I=773