د. رأفت فهيم جندي
بقلم: د رأفت فهيم جندي
خرج علينا البعض في لقاء تلفزيوني مع المذيع "وائل الإبراشي" مدّعيًا بأن البابا شنوده كان قد عقد اتفاقًا مع الحكومة بألا يعارض قداسته القرارات الحكومية مقابل الإفراج عنه من حبس الدير!!
ولقد أخذ مندوب جريدة "الأهرام الجديد الكندية" هذا الأمر لنيافة الأنبا "بيسنتي" أسقف حلوان لعلمنا عنه بملازمة قداسة البابا وقتها, فقال نيافته بأن هذا الكلام لا صحة له على الإطلاق.
وذكّرني نيافته بموقف قداسة البابا في شهر مارس 2008 وقت أن حكمت المحكمة الإدارية العليا بإلزام الكنيسة بزواج المطلق وقول قداسته بأنه ليس هناك قوة على وجه الأرض تستطيع إجبار الكنيسة على مخالفة الكتاب المقدس.
وشرح لي نيافته عن الكثير من صلابة وشجاعة البابا وقتها, وكان مما قاله أنه عندما حاصرت قوات الشرطة غرفة قداسة البابا بالدير ثم ذهبت له في الكنيسة فما كان من قداسته إلا أن قال لهم بكل بساطة وقوة إن كنتم قد أتيتم للقبض عليَّ فقولوا حتى احضر شنطتي, فتراجعوا أمام جمع الرهبان.
وحكىَ لي أيضًا أن "أبو باشا" وزير الداخلية قال له ذات مرة أن القوات التي خارج الدير هي للحراسة لك يا قداسة البابا وليست ضدك, فرد عليه قداسة البابا على الفور قائلاً أنني أعلم بأن القوات التي لي هي تحرسني أينما ذهبت ولكن القوات التي عليَّ هي تمنعني من الذهاب لأي مكان أريده, فما كان من وزير الداخلية إلا أنه اطرق برأسه ولم يجب.
ولقد أفرج عن قداسته في شهر يناير سنة 1985 بعد قضائه أربعين شهرًا في الدير.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=3473&I=94