ميرفت عياد
* "كرم صابر": ظاهرة العمالة المؤقتة تحرم المواطنين من حقهم في التأمين الصحي والاجتماعي.
* د. "عمار على حسن": حجم الظلم الاجتماعي والفساد الذي تم في عهد "مبارك" كان كبيرًا.
كتبت: ميرفت عياد
أكَّد د. "أحمد حسن البرعي"- وزير القوى العاملة والهجرة- أن أول مايو 2011 أجازة بأجر كامل للعاملين بمناسبة الاحتفال بعيد العمال، مشيرًا أن "عيد العمال" عطلة رسمية في جميع أنحاء العالم، وينظم العمّال فيه المسيرات والمواكب ابتهاجًا بنضالهم الذي توِّج بحصولهم على قانون ينظم العمل بثماني ساعات فقط، ويضمن لهم الحق في أجازة رسمية عن هذا اليوم بأجر كامل.
وحول حقوق العمال والموظفين بالدولة، والذين كثرت اعتصاماتهم وإضراباتهم للمطالبة بحقوقهم قبل وبعد ثورة 25 يناير، كانت لنا هذه اللقاءات لإلقاء الضوء على المزيد من المشاكل التي يعاني منها عدد كبير من طوائف الشعب المختلفة..
الأحوال المتردية لعمال النسيج
في البداية، وجَّه "حسن"- عامل نسيج- صرخة استغاثة إلى جميع المسئولين لإنقاذ الأحوال المتردية لعمال نسيج "مصر" الذين يعانون من البطالة بسبب قيام العديد من الشركات بتصفية نشاطها، كما يعاني من يعمل منهم من المرتبات الضئيلة التي يتقاضاها، هذا إلى جانب تردي أحوال زراعة القطن فى "مصر"، الأمر الذي كان له مردود سلبى على صناعة المنسوجات القطنية ذات القدرة التنافسية العالمية في جميع أسواق العالم. متمنيًا أن تهيئ ثورة 25 يناير الفرصة لتنظيم نقابات مستقلة عن الاتحاد الرسمي للعمال.
ضاقت سبل العيش
وأشار عم "عبود" الذي يعمل فراشًا في إحدى العيادات الطبية، إلى أنه كان عامل خراطة في أحد المصانع منذ 5 سنوات، إلا أنه تعرَّض لحادث أثناء العمل فقد على أثره أصابع يده اليمنى وعجز أن يواصل العمل بمهنته، وضاقت به سبل العيش ولم يصرف معاشًا أو مكافأة أو حتى تعويضًا من المصنع الذي كان يعمل به، وبحث كثيرًا عن عمل إلى شاهده- مصادفة- الطبيب الذي يعمل لديه حاليًا، فرأف بحاله ووظفه في عيادته بأجر مناسب استطاع أن يكفيه شر الحاجة.
مخاطر مهنة التمريض
وقالت "شيماء"- ممرِّضة: إن مهنة التمريض في "مصر" لا تلقى العناية والاحترام اللازمين لها، رغم أهميتها القصوى لتعلقها بصحة المواطنين، فمن المستحيل أن تعمل العناية المركزة أو العمليات الجراحية دون تمريض، ومع هذا لا يحصلن على أية حقوق مادية تتناسب مع مقدار المخاطرة التي يتعرضن لها من انتقال الأمراض المعدية مثل الإيدز والفيروسات الكبدية وغيرها من الأمراض التي تفتك بمن يُصاب بها. مضيفةً إنهن سيكافحن من أجل الحصول على حقوقهن خاصة بعد ثورة 25 يناير التي أطاحت بالظلم والفساد.
وسائل التغذية السليمة
ووافقها الرأي "سيد"- ممرض بإحدى المستشفيات- والذي تساءل: "كيف أعيش أنا وأسرتي ومرتبي بضع مئات من الجنيهات لا تكفي لأي متطلبات أساسية، في ظل ارتفاع الأسعار الجنوني لجميع السلع الضرورية؟! مشيرًا إلى أنه لا تتوفر لهم العناية الصحية اللازمة، كما لا تتوفر لهم وسائل التغذية السليمة التي تعينهم على المجهود الكبير الذي يقومون به، ويتمنون أن يقوم رئيس الجمهورية القادم ومجلس الشعب المنتخب بإرادة الشعب الحرة بتحسين أوضاع العاملين بمهنة التمريض.
المخالفات المرورية
وأوضح "محمد"- أحد السائقين بهيئة النقل العام- أنه يعمل بالهيئة منذ (19) عامًا ولايزال راتبه زهيدًا للغاية، وإنه متزوج ولديه ثلاثة أبناء في مراحل التعليم المختلفة، مؤكِّدًا أن الهيئة تقوم بتحميل السائقين- بدون وجه حق- بالمخالفات المرورية التي تتجاوز في بعض الأحيان الثلاثة آلاف جنيه، وأن السائقين قاموا بالعديد من الإضرابات خلال السنوات الماضية بسبب تدنِّي أوضاعهم، إلا أن هذه الإضرابات تم استقبالها بأساليب القمع المختلفة من مسئولي النظام السابق، آملًا أن تعيد ثورة 25 يناير التي أطاحت بالظلم والفساد للعاملين جميع حقوقهم.
مخاطر حوادث الطرق
ووافقه الرأي "شحاتة"- محصِّل بهيئة النقل العام- مضيفًا أن حال الأتوبيسات التي يعملون عليها ردئ للغاية، مما يعرضهم ويعرض الركاب لمخاطر حوادث الطرق، كما أن الركاب يتعاملون معهم بأسلوب سيئ، وتقوم بينهم العديد من المشاجرات بسبب إصرارهم على النزول في غير المحطات المقرَّرة، وهو ما يعرِّضهم للمخالفت المرورية التي يتحملها عمَّال هيئة النقل العام الذين يتقاضون رواتب بسيطة لا تكفيهم شر الحاجة. مطالبًا بوضع قانون يلزم المواطنين بخطوط السير والمحطات المقرَّرة.
الحياة الكريمة
أما "أم شادية"- عاملة نظافة بإحدى المدارس- فقالت إنها ضمن المواطنين المصريين المهضوم حقهم في الحياة الكريمة، وروت قصتها التي بدأت منذ عشر سنوات حين توفى زوجها تاركًا لها أربعة أبناء في عمر الزهور يحتاجون إلى من يعولهم إلى أن يستطيعوا الاعتماد على أنفسهم، وبعد بحث مضن وجدت فرصة عمل بإحدى المدارس، ورغم ضعف الراتب الذي تتقاضاه إلا أنه يقيها شر الحاجة، خاصة في ظل وجود العديد من المدرسين الذين يعطفون عليها.
زيادة مساحة الصيدلية
وأشار د. "ميشيل"- أحد الصيادلة- إلى أن المشاكل المهنية لا تقتصر على العمال فقط بل امتدت لتصل إلى جميع فئات المجتمع؛ من موظفين، وعمَّال، وسائقين، وصيادلة، وأطباء، وغيرهم من مهن تتعرض للظلم والجور على حقوقها. موضحًا أن الصيادلة قاموا بالعديد من الوقفات الإحتجاجية عندما قرَّر وزير الصحة السابق زيادة مساحة الصيدلية من (25) مترًا إلى (40) مترًا، وهو ما يمثل أزمة كبيرة في المناطق العشوائية والنجوع والقرى التي تتوافر فيها مثل هذه المساحات، ويعتبر عائقًا ماديًا كبيرًا لأي خريج من كلية الصيدلة.
حلم تأسيس صيدلية
ووأكّدت "رحاب"- صدلية- أن أعداد خريجي كلية الصيدلة كبير للغاية مما يجعل فرص العمل محدودة للغاية وتنحصر في العمل في الصيدليات الخاصة التي تقدِّم رواتب ضئيلة بالنسبة للمجهود الذي يقوم به الصيدلي وعدد ساعات العمل الكبيرة، أما شركات الأدوية فهي تقدِّم دخلًا جيدًا ولكن الوظائف بها غير متاحة إلا من خلال المعارف. أما الحلم بتأسيس صيدلية خاصة فهو يتطلف آلاف الجنيهات- سواء ملك أو تأجير- لتجهيزها وملئها بالأنواع المختلفة من الأدوية.
الغضب الشعبي العارم
وقالت "رضوى"- محامية: "إن ثورة 25 يناير كانت نتيجة لحالة الوعي المجتمعي والغضب الشعبي العارم والعديد من الحركات الإحتجاجية والإضرابات التي قام بها عمَّال مصر، وتُوِّجت بثورتنا المجيدة التي نأمل أن تعمل على حل مشاكل المواطنين المصريين التي تفاقمت إلى حد كبير خلال السنوات الماضية، حيث عجزت السلطة والحكومة عن حل مشاكل الفقر والبطالة وتدنِّي مستوى المعيشة والجهل الثقافي والأبجدي لقاعدة عريضة من المواطنين".
مشاكل العمالة المؤقتة
ومن جانبه، أشار "كرم صابر"- مدير مركز الأرض لحقوق الإنسان- إلى أن العمال شهدوا خلال العقدين الأخيرين أوضاع اجتماعية واقتصادية سيئة للغاية، حيث عانوا من البطالة ومن تدني أجورهم وسلب حقوقهم المشروعة، نتيجة لسياسات الخصخصة التي انتهكت حقوق العمال والموظفين وشرَّدت الكثير منهم. مضيفًا أن ظاهرة العمالة المؤقتة ظاهرة خطيرة يعاني منها الكثير من المواطنين الذين يتم التلاعب بهم وبحقوقهم ويُحرموا من التأمين الصحي والاجتماعي ومن الحق في معاش العجز والمرض، وكانت الحكومة السابقة ستعمل على تعميم تظام العمل المؤقت بالحكومة بدلًا من التعيين، مما كان سيؤدي بدوره إلى عدم استقرار جميع العاملين بالدولة.
الظلم الاجتماعي والفساد
وفي النهاية، أكَّد د. "عمار على حسن"- الكاتب والمحلل السياسي- أن العدد الكبير للمطالب والمظاهرات الفئوية، سواء قبل الثورة أو بعدها، يدل على أن حجم الظلم الاجتماعي والفساد والتخريب الذي تم في عهد الرئيس السابق "مبارك" كان كبيرًا، مطالبًا جميع فئات المجتمع بتقديم مطالبهم المشروعة من خلال القنوات الشرعية.
http://www.copts-united.com/article.php?A=35522&I=790