أربع هزات وتر

القصيدة تتكلم وتنتقد القوم الصامتين دائمًا غير المطالبين بحقوقهم والمتشبعة نفوسهم بصمت القبور مهما كانت الظروف.

وقف الحارس
على بابي
ومنعني من قول الحق
أو دق
الأجراس على ضماير أحبابي
قال ظرف عارض
اسجد للسكون
إله كل البشر
قلت وأنا مين أكون
عشان أعارض
عالم غجر
***
وفجاه أغارت
جيوش السكون
تناسيت أرضي
اللي بارت
وعرضي
وواحاتي
اللي غارت
وداريت عن المجرمين
نزيف جراحاتي
ولقيتنى نسيت
دم إخواتي
***
وساد
السكون
وجار وحاد
وجاد
بصمت جاحد
حاد
ولاحت راحة وراحت
في الكلام الراحة
تتخلق وتزداد
إلا في ساحة
الصمت
غير متاحة.
***
ولكن من يدري؟
لا الصمت قدري ولا قدري
حفرت على صدري
عود... وركعت
وفردت جناحاتي
جناح جحيم وجناح خلود
جناح موت وجناح خلد
وقلت
اليوم يشهد
أهدد وأهدهد
عهد
حياتي
أو مد
أو هد
مهد
نجاتي
وبسطت راحاتي
وقبل ما أسجد
للسكون
فكرت أنجد
العود الأبي
مش زيي ساكت غبي
وفزعت:
يا جموع الصمت تأهبي
وعزفت
ومع أول هزه وتر
انشطر
السكون نصين
جزعت الجموع
اتشجعت لماذا تبقين؟
ارجعي اذهبي
ونزعت للرجوع
مسك فيها خنوع
وشر
البشر
قلت لنفسي لا تتعجبي!
كفاية جنون
وخبل
من إمتى بطون
الصمت ليها حبل؟
صحيح صمتكوا جبل
ولكنه اتجبل
من الخوف
اتقبل
من عديمي الشوف
من ضماير وردها دبل
وحل مطرحها وابل
بكم
حتى من غير مقابل
والعجب إن الكل قابل
الصمت! عيشه مقابر
ودا بلل
بل
بلبل
أفكاركم
بل
كبل
تغريد بلابل
أغصانكم
من غير قضية وحكم
من غير حكم
كفاية بكم
ولو هتقولي بكم؟
لسه ساكتة الناس
وعلى وشوشهم
عجز وهم
ووهم
وعلامات استفهام
واشية بيها ضمايرهم
لسه حرام الكلام؟
وكأن ناس غيرهم
عاينوا السكوت مات؟
لعنت استفهامات
الناس
المبهمة
ورفهت العين والراس
وأمرت السما
في نص آب
مع تاني هزة وتر
ينزل مطر
ألاقي السكون داب
ويجزل مطره
كل قطره
تفتح باب
فيه مليون
لا تهاب
اتكلم
لا تعاب
فاتعلم
***
لسه الناس
ساكتة
مفيش كلمة نعم مفيش لا
فاقدة
الاحساس
بنغم الحياة
***
فاكر في الكتمان
الأمان؟
ويهجرك غدر الزمن؟
بس كمان
كل شئ له تمن
اللي فيكووا يقدر يبان
ويقول أنا مش جبان
هو ده الوكس
قوتكم عجز
هناكم كرب
والنبوت اللي في إيدك
مش للضرب
دا عشان
تهتدي للدرب
بالعكز
مش سبب إنك غلبان
صامت.. ولكن العكس
القادة
فيكووا مسلوبي الإرادة
عبيد
واللي فاكر نفسه سيد
عبيط
القلوب الخصبة فيكووا
بيد
نهاركم ظلام
حالك
ومع ذلك
همدلكم إيد
ونبدأ عزف جديد
***
أمرت الشجر
مع تالت هزة وتر
تيبس
بس
جذور الصمت
من أرض البشر
ليه الكلام في الدس
ادهس
أفه السكون
وأعمى كافة العيون
اللي في عز النهار
تبص
من ورا الشيش
غايتها كشف المكنون
والتنقيب عن الأسرار
زي واحد حمار
مستغرب مفيش
نار في عمق البحار
أعمى عيون
تبص
من ورا الشيش
وكأن صاحب البيت لص
أعمى؟؟؟

العمى للجبان مش ضار
ما دام إتخذ صمته دار
وأنا مش هأحتار
لأن مفيش
غير اختيار
هأعمى
في سبيل عيون
تاني تعيش
عيون أحرار
***
وتزول هس
ويموت أُس
الطاعة
العمياء
ويتأسس
ملكوت
الشجاعة
من الألف للياء
ويعلا الصوت
وبلا عزاء
يفترس
السكون
وما أحلى الحرب
لو شرط السلام
الصمت
رمح في إيد الحرس
يموت بيه موت الكلام
والخرس
يداس بالأقدام
يوم إعدام
الصمت.
يا ترى إيه العمل؟
استنيت أسمع من الكلام
حتى الثمل
بس ببساطة صابتني
خبية أمل
البشرى مش هتتزف
وكأن اللي هايتكلم هالك
ومع ذلك
هأعزف
***
وأمرت الحجر
مع رابع هزة وتر
يتشقق
ينزف
حروف كلمة حق
يتزلزل
يزل
اللسان والجرس
يذل بشر
تتمنى الخرس
أو الموت
عشان تبرر
جليد السكوت
تثور البراكين
تحرق الصامتين
الساجدين
للسكون
بعد ما انقسم قدام العيون
نصين
لسه ساكتين
ذي المجنون
بديت أعزف
وأزرف
بدل الدمع كلمات
اللي تبع ضميره
عاش واللي كتمه وعن الكلام تاب
بعد الممات
مسيره
يقدم حساب
وأد الضمير
وفجأة
أصابتني مفاجأة
قام من بين الساجدين
حكيم.. كبير
هو ده الكليم
يا ترى قالوا عليه شجاع
ولا خسيس
اضطرب ولكنه اقترب
ومعاه أمل الحديث
وألم قلبه
ناوي يبوح
بجروح
بأي غي
عينه فيها خطاب
ملوش زَي
ضميره مُصاب
بس حي
مقتدرتش أستنى واستنى ليه؟
جريت عليه
أتأكد إن محدش شايفه
واتحركت شفايفه
قلتله هاااا إيه الحل
الحل؟
قال بوجع
(يا تسكت يا ترحل)
وإداني ضهره ورجع