أيها الأقباط.. إياكم ثم إياكم والاستقواء بأمريكا (1- 2)

رفيق رسمي

بقلم: رفيق رسمي
مخترع مصطلح الاستقواء بالغرب أو (بأمريكا) من الساسة البارعين المحترفين في التضليل والخداع، نجح بجدارة واستحقاق باللعب بعقول ومشاعر وعواطف العامة من أنصاف المتعلمين والبسطاء والسذج والجهلاء والمُعتم عليهم والمفعول بهم والمصنوعة عقولهم بشكل يخدم مصالح تلك (الفئه المضللة) المستفيدة من هذا التعتيم والتغييب والتضليل، حتى تستطيع بسهولة من خلال فئة أخرى من بهلواناتها متوسطي الثقافة أن تتمكن من السيطرة على عقول العامة الذين تم صناعته كما يشاؤون، كي يكونوا أداة طيعة يفعلوا بهم مايشاءوا ووقتما يشاءوا كي يتم استهلاكهم بسهولة ويسر لصالحهم.

نعود إلى المصطلح ذو التأثير المضلل وهو (الاستقواء بأمريكا)، فالمتأمل الذي لديه قليل من العقل يسأل نفسه لماذا حدث هذا؟، ما الذي جعل فئة من أبناء الوطن الواحد تستجير من فئة أخرى تحيا معها على أرض نفس الوطن، بالغريب الذي نصب نفسه شرطيًا على الجميع بالقوة رغمًا عن الجميع (لمصلحته الشخصية البحتة فقط لا غير والجميع يدرك ذلك)، وهو بعيد كل البعد عنك وعن أخاك في نفس البلد؟، فليس هناك من مبرر واحد فقط لذلك سوى أنه من المؤكد والحتمي أن أخاك هذا ظلمك ظلمًا فادحًا لا حدود له ولا تجد من ينصفك ويعيد حقك المسلوب، فبتّ مقهورًا لدرجة أنك لم تعد تطيق الحياة كلها وسط هذا الظلم وهذا الجور على كافة حقوقك وإنسانيتك وآدميتك وحريتك وكرامتك التى منحها الخالق لك كهبة من عنده، فقد فاض الكيل بك وطفح لأن ظلمه لك مستمر بشكل دائم بل ويستفحل ويزداد يومًا بعد يوم فقد بلغ السيل الذبى، ولم تعد تقوى على تحمله (لأنك مش عارف تأخد منه لا حق ولا باطل بكل الطرق المهذبة المؤدبة الحضارية الإنسانية والقانونية العقلانية المنطقية طوال سنوات عديدة للغاية بل قرون) فأنت لا تملك سوى أن تخاطبه كأخ وتتودد إلى إنسانيته ومروءته ونخوته وشهامته علّه يجدي ويمنحك جزءًا ولو ضئيل من حقوقك التي سلبها منك عنوة وهو (ودن من طين والأخرى من عجين)، بل ويزداد صلفًا وتجبرًا وقسوة عليك، فماذا تفعل أنت لو كنت مكانه؟؟، فانت تحتاج بالضرورة وبالغريزة والفطرة إلى أن تحيا بعدل وحرية وكرامة وعزة نفس كما قدرها لك الله ومنحها كهبة منه لك، ولكن نتيجه قهره المتوالي والمستمر في كافة مناحي الحياة، فماذا تفعل إذا رأيت من نصب نفسه شرطيًا؟ ألن تصرخ بأعلى صوتك لعل القدر يستجيب؟ أغيثونا يا من لديكم قدرًا من المرؤءة والنخوة؟ أغيثونا يا من لديكم شهامة وإنسانية؟ هناك أخوة لكم في الإنسانية تُسلب حقوقهم وتهدر شرف بناتهم و.. و..، فأنت لا تجد مجيرًا لك سوى هذا الغريب بل وأنت تدرك جيدًا أنه لن يفعل لك شيء، ولكن لعله يجعلك تعيش في أمل ولو للحظات، أو لعل شكواك تبرد من آلامك، ولكن ماذا تفعل وأنت معك كل الحق القانوني والحق الإلهي (والغريق يتعلق بقشة)، أخوك يطالبك أن تصمت بل وتخرس تمامًا ولا تتحدث أبدًا على ضياع حقوقك التي سلبها هو منك بكل قسوة وعنف ووحشية وبطرق لا آدمية، وإلا اتهمك بالخيانة العظمى والتعاون مع جهات أجنبية، وهي تهم جاهزة معلبة سابقة التجهيز لمن يختلفون معه في الرأي، وإلا سلّط عليك كرباجه القاسي؟؟ فماذا ستفعل؟ وقد التهب جسدك كله من كثرة لطماته لك بوحشية؟ والجور على كافه حقوقك؟ هل ستقول ضربوا الأعور على عينه قال خسرانة خسرانة؟ وقال ح يسخطوك يا قرد؟ هي موته وللا أكتر، العمر واحد والرب واحد، وما حدش بيموت ناقص عمر؟؟ وهل ستسلك بمبدأ يا طابت يا اتنين عور؟؟

ولكن دعنا نتأمل في الأمر.. ما هو مقابل عدم الإستعانة بالشرطي؟ هل سيمنحك جزء من حقوقك؟
لا لا لا شيء على الإطلاق عليك طاعة عمياء واحمد ربنا وبوس إيدك وش وظهر على أنه سايبك تعيش جانبه، وهو شرف عظيم جدًا لك لا تقدر قيمته يستحق أن تلهج بحمده ليل نهار.
فهل هذا حقا أخ لك؟ لو كان أخوك حقًا لما ظلمك كل هذا الظلم، ولو كان أخوك حقًا لما كان يجرؤ أن يطلب منك أن تصمت عن ظلمه لك، ولو كان حقا أخوك كما يدعي لنصفك وأعطاك حقك الثابت والمؤكد لدى جميع منظمات حقوق الإنسان في العالم أجمع، والذي لا جدال عليه أبدًا، ولو كان حقًا أخاك لما لجأت مُجبرًا مُكرهًا إلى الغريب، دعنا نتحدث بلغة هذا الأخ المزعوم علّه يفهم...

الحديث الإسلامي يقول (الساكت عن الحق شيطان أخرس) هل تريدونا شياطين خرساء عن حقوقها، وهل ستقبلون أن تحيوا معنا وأنتم تعترفون أننا شياطين خرساء بحكم هذا الحديث، هل أصمت كما يطلب مني فيتوهم كمثل معتقده أنني شيطان أخرس، فيبذل قصارى جهده كي يقضي على هذا الشيطان فيكسب ثواب ويكسب الجنة، وأيضًا جاء فى حديث آخر (من رأى منكم منكرَا فليقوّمه بيده ومن لم يستطع فبلسانه ومن لم يستطع فبقلبه وهو أضعف الإيمان) إذًا فلماذا لا نقوم ونعدل هذا المنكر البغيض المكروه والظلم الفادح الواقع علينا؟، وأيضًا جاء فى حديث آخر (أنا وآخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب) وأنا والغريب على من يظلمني حتى لو كان يدّعي أنه أخي، فلو جار عليّ أخي فماذا أفعل؟؟ هل أصمت باسم صلة الدم إكرامًا لأخي الذي لا يراعي هذه الصلة على الإطلاق؟ ولو مثقال ذرة لذر الرماد في الأعين؟ وإلى متى سيظل صمتنا؟ وهل سيقدر هو صمتي هذا أم سيعتبره ضعف واستكانة وجبن وخوف ورعب من جبروته الذي لا رادع له؟؟ هو يتوقع مني أن أكون مثاليًا في كل شيء إلى ما لا نهايه؟؟، أما هو فله كل الحق في أن يفعل ما يشاء دون قيد أو شرط لحريته دون أن يتجرأ أحد أن يحاسبه، أو يقول له كدة عيب؟ ميصحش؟ إرجع لعقلك راعي الأخوة التي تدّعيها وتتشدق بها في كافه وسائل الإعلام ليل نهار؟ وإذا سلّمنا جدلاً أنه أخ بحكم الحياة على أرض ووطن واحد إذًا هو أخ عاق بكل تأكيد، يجب الحجر عليه ليس حفاظًا على نفسي أنا فقط بل أيضًا واجب عليّ أن أحافظ عليه من شر نفسه أولاً، لأن الظالم بظلمه للأخر إنما يظلم نفسه في الدنيا وفي الآخرة، متوهمًا أنه ينصفها حسب إدراكه المريض

هل أصمت حتى يتمادى في ظلمه لي إلى ما لا نهاية؟؟ ثم يتوهم أن ظلمه لي هو حق من حقوقه الكاملة التي وهبها الله له، فيظلمنى بفن وإبداع بكل قوته وطاقته وقدرته وعلمه ومعرفته وسلطانه كي يرضي إلهه الذي يعبده، ويقدم له جسدي ومالي وكرامتي وإنسانيتي وشرفي قربانًا لإلهه المزعوم كي يغفر له ذنوبه وخطاياه ومعاصيه الكثيرة للغاية، هل أصمت حتى يتمكن من مخططاته وأهدافه في القضاء عليّ تمامًا ويعيش في الأرض كما يحلو له يبرطع فيها على مزاجه، قل لي بالله عليك ماذا سيفعل هو لو كان مكاننا؟ أليس الله خلقنا بشرًا متساوون في الحقوق كما جاء فى الحديث (الناس سواسيه كأسنان المشط ولا فرق لعربي على أعجمي إلا بالتقوى).

ماذا نفعل وقد فاض بنا الكيل وطفح، والمثل البلدي يقول (اللوح قال للمسمار أنت فلقتني، فالمسمار قاله لو شفت الدق إلى على دماغي كنت عذرتني)، وعجبت لمن لا يقول للضارب لا تضرب ولكنه يقول للباكي لا تبكِ ولا حتى تشتكي ولا اسمعلك صوت ولا اسمع نفسك ولا توجعك وأنينك على الإطلاق عشان اعرف أضربك بكل أدوات الضرب براحتي، وأعذبك بمزاج عالي واقطعك حتت انت وأهلك بنشوة وبمتعة، وأتلذذ بقهرك وسحقك، ولكن شكواك وصراخك وأنينك حتى ولو كان مكتوم بيقللوا مزاجي وبيعكروا دمي وأنا باسلخ جلدك من عظمك، إذا أنت المخطئ كيف لك ان تتجرأ وتعكر مزاجي ولا تترك لي فرصة كي أستمتع بسحلك وأتلذذ بمص دماءك ودماء عائلتك كلها وكل ما يخصك، كيف تتجرأ وتصرخ في وجهي وأنا استمتع وأتلذذ وانتشى بإهدار شرف بناتك وزوجتك وكل عائلتك؟؟ إن عدد الفتيات القبطيات اللاتي خُطفن وعدد الكنائس التي حُرقت وعدد الأقباط الذين حُرموا من حقوقهم الطبيعية في وظائفهم ثابت ومدون بالأرقام تعالوا نستعرضها ودعها تتكلم، والأرقام لا تعرف الكذب لتعرفوا ماذا فعلتم بنا إن كنتم لا تعرفون؟

أعود وأختم بحديث عن رسول الإسلام يقول فيه (من أذى ذميًا فقد آذاني) فكم مليار مرة آذيتم رسولكم؟ أم بلغ بكم المرض النفسي قمة مداه ومنتهاه أيضًا للتلذذ بإيذائه؟؟ كما قال أيضا رسولكم (أوصيكم بقبط مصر خيرًا فإن لكم فيها نسبًا) فهل عملتم بوصية رسولكم الذي تفدونه بآبائكم وأمهاتكم وأرواحكم؟؟
قبل أن تتهموا الآخر بالتآمر عليكم والاستقواء بأمريكا عليكم أن تراجعوا أفعالكم.
وبعد كل هذا أمازلتم تدّعون أنكم مسلمون؟؟

RAFEKRASMY@GMAIL.COM

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع