القدس العربي - لندن
وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما نظيره المصري حسني مبارك بأنه قوة خير تعمل لصالح الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وأبدى تفاؤله بإمكانية إحداث تقدم على صعيد عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فيما منح إيران حتى نهاية العام الحالي لحلحلة ملفها النووي.
وقال أوباما، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بثتها الثلاثاء إن بلاده قادرة على المساعدة في إعادة مفاوضات السلام في الشرق الأوسط إلى سكتها، لأن إقامة دولة فلسطينية لا يخدم مصالح الشعب الفلسطيني فقط بل مصالح الشعب الإسرائيلي لتأمين استقرار الوضع في المنطقة، كما أن إقامة دولتين تعيشان جنباً إلى جنب بأمن وسلام يخدم مصالح الولايات المتحدة أيضاً.
وعن تجاهل إسرائيل مطالبته وقف النشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية، دعا أوباما إلى الصبر والتريث، واعتبر أن من المبكر التطرق لهذه القضية في المحادثات الجارية لأن الدبلوماسية تمثل دائماً مخاضاً طويلاً وشاقاً.
واضاف: أجريت لقاءً واحداً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما اعتقد أننا لم نر مؤشرات قوية من دول عربية أخرى ومن الفلسطينيين يمكن أن تبدد بعض الجوانب التي تثير قلق إسرائيل، لكنني مقتنع أنه في حال تم الالتزام بخطة خارطة الطريق واحترمت إسرائيل التزاماتها ومن ضمنها وقف النشاطات الاستيطانية، وامتثل الفلسطينيون لالتزاماتهم في التعامل مع الوضع الأمني وقامت جميع الدول العربية المجاورة من خلال العمل مع اللجنة الرباعية بتشجيع التنمية الاقتصادية والسياسية، سيكون بمقدورنا تحقيق تقدم في عملية السلام.
وكان قد أعلن وزير إسرائيلي في وقت سابق الثلاثاء ان الدولة العبرية تريد من الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن يلتزم بالتفاهمات التي ابرمها معها سلفه جورج بوش في ما يتعلق بالاستيطان.
وقال وزير البيئة جلعاد اردان المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو متحدثا للإذاعة العامة الإسرائيلية: حين يطلب الرئيس الأمريكي تجميد الاستيطان بما في ذلك حدائق الأطفال في المستوطنات، فهو يبتعد عن التفاهمات التي أبرمتها إسرائيل مع سلفه جورج بوش.
وسيتوجه أوباما يوم الأربعاء إلى السعودية التي ستكون المحطة الأولى في جولته الشرق أوسطية والأوروبية من ثم يزور مصر في الرابع من يونيو/حزيران الجاري، حيث سيوجه كلمة إلى العالم الإسلامي قبل أن يزور فرنسا وألمانيا.
ورداً على سؤال بشأن اختياره القاهرة لتوجيه خطاب إلى العالم الإسلامي مع أن المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان تقول إنها تحتجز الآلاف من السجناء السياسيين، أجاب أوباما: هناك مسائل تتعلق بحقوق الإنسان ينبغي معالجتها في الشرق الأوسط حيث توجد سلسلة مختلفة من أصناف الحكومات، ولا اعتقد أن هناك خلافاً حول هذا الجانب والرسالة التي آمل أن أوصلها هي أن الديمقراطية وسلطة القانون وحرية التعبير والحرية الدينية ليست مبادئ غربية يريد أن يفرضها الغرب على دول المنطقة بل مبادئ عالمية يمكن أن يحتضنوها ويتشبثون بها كجزء من هويتهم الوطنية.
ونوّه الرئيس الأمريكي بأن الخطر في هذا الجانب حين تعتقد الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى بأنها تستطيع بكل بساطة أن تفرض هذه القيم على دولة أخرى لها تاريخ مختلف وثقافة مغايرة، وقال سنقوم بتشجيع تلك الدول على احترام هذه المبادئ من خلال قيامنا بإجراءات تخدم هذا التوجه، ولذلك اعتقد على سبيل المثال أن إغلاق غوانتانامو ومن وجهة نظري هو هام بقدر ما هو صعب لأن جزءاً من ما نريد إثباته للعالم هو أن هذه المبادئ مهمة حتى عندما تكون صعبة.
واضاف أنه يريد فتح حوار بين الغرب والعالم الإسلامي للتغلب على سوء الفهم لدى كلا الطرفين ومن خلال الفعل وليس الكلام.
وتجنب أوباما الرد على سؤال حول ما إذا كان يعتبر الرئيس المصري حسني مبارك حاكماً مستبداً لأنه لا يحبذ إطلاق التوصيفات على الأشخاص، لكنه وصفه بأنه قوة للاستقرار والخير في المنطقة وحليف قوي للولايات المتحدة في الكثير من النواحي وحافظ على السلام مع إسرائيل مع أن ذلك يُعد أمراً في غاية الصعوبة في الشرق الأوسط رغم أنه لم يلتقيه وتحدث إليه عبر الهاتف فقط.
وتابع أوباما: كانت هناك انتقادات للطريقة التي تدار من خلالها السياسة في مصر، لكن واجب الولايات المتحدة ليس إلقاء المحاضرات على الآخرين في هذا الجانب بل تشجيعهم على احترام ما نعتبرها القيم التي تخدم مصالح الجميع.
ورفض الرئيس الأمريكي الاقتراحات الإسرائيلية بأن الدولة العربية تمكنت من إقناعه بمنح إيران إنذارا نهائياً لإحداث بعض التقدم بخصوص برنامجها النووي بنهاية العام الحالي، وقال: لا اعتقد أن الإسرائيليين يحتاجون لإقناعي بالحاجة إلى معالجة برنامج إيران النووي وما كررت ذكره في هذا المجال هو أن من مصلحة العالم أن تتخلى إيران عن طموحاتها لامتلاك أسلحة نووية وأن أفضل طريقة لتحقيق ذلك من خلال الدبلوماسية المباشرة الصارمة.
واضاف أوباما: لا أُريد وضع جداول زمنية مفتعلة لهذه العملية، لكننا نريد أن نرى تقدماً جدياً للأمام بنهاية العام الحالي وسنكون قادرين عندها على أن نحكم ما إذا كان الإيرانيون جادون أم لا.. واعتقد من وجهة نظري الشخصية أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمتلك المقومات الكفيلة بتحويلها إلى دولة قوية ومزدهرة من دون الحاجة إلى امتلاك أسلحة نووية والتي يمكن أن تفجر سباقاً على حيازة الأسلحة النووية في منطقة الشرق الأوسط.
ومن المقرر أن يزور أوباما السعودية الأربعاء ثم ينتقل الخميس إلى مصر في زيارة تستمر لساعات.
http://www.copts-united.com/article.php?A=3606&I=97