أنور عصمت السادات
بقلم: أنور عصمت السادات
تتعرض مصر في هذه الفترة الحالية لإهتزازات كبيرة، من شأنها أن تقضي على أحلام وطموحات بنيناها معًا منذ أن إنطلقت ثورة الخامس والعشرين من يناير، وعلى المجتمع كله أن يتدارك الموقف سريعًا ويسعى للحفاظ على الثورة ومكتسباتها ووضعها فى مسارها الصحيح.
قامت الثورة من أجل الحرية والديمقراطية، وأصبحنا الآن في مواجهة مع داعمي الفوضى وأعداء الديمقراطية، وسادت البلطجة وتجرأ الكثيرون على الدولة وسلطاتها ومؤسساتها، وأيضًا دور العبادة، وأصبحنا أمام حرية مطلقة وغير مقننة، جعلت البعض يعتبر القمع الذي واجهناه في عهد النظام السابق أهون بكثير من أن تصبح مصر بهذا الشكل، وتكون على وشك أن تصبح غابة لا قانون فيها غير العنف والقوة.
ثقافة التخلف جعلت البعض يطالب بما يرتضيه عقله فقط، دون النظر إلى شرعية ما يطالب به أو حتى إمكانية تحقيقه في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها البلاد، فضلًا عن سلوكيات التخريب والتدمير للأماكن والمنشآت الحيوية التي كلفت الدولة الكثير، في ظاهرة تجعلنا على وشك أن تتخذ الحكومة كل يوم 85 مليون قرار وإجراء جديد، لترضي كل طوائف الشعب.
نواجه خطرًا ليس بالهين يكمن في بعض القوى والتيارات الانتهازية، التي وجدت الفرصة سانحة لإثبات تواجدها، وتحقيق أكبر قدر من المكاسب، ولو على حساب الوطن ومصالح أفراده، فوت عليهم النظام السابق تلك الفرصة، وسرعان ما استغلوا الثورة لينفذوا مخططاتهم التي تهدف إلى مصالح شخصية وفئوية بحتة.
غابت رؤيتنا حول مستقبل مصر السياسي والاقتصادي فيما بعد الثورة، وأصبحنا لا نمتلك غير الكلمات والعبارات الرنانة، فى وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى آلية واضحة، وبرامج قوية وفعالة للنهوض بمصر من حالتها الراهنة.
انشغلنا بالماضي ولم نعد ننظر للمستقبل، وراح الكثيرون يبنون أبراجًا من التأملات في عالم الخيال وجلسوا يحسبون بهواتفهم أموال مصر المنهوبة بالداخل والخارج، ويتقاسمون فيما بينهم، ويعقودون على ذلك آمالهم وطموحاتهم، ويناشدون الملايين والمليارات أن تسرع فى خطاها إليهم.
صبحنا فى أمس الحاجة إلى روح الثورة، خصوصًا ونحن نفتقد رؤية حقيقية للمستقبل، نتحدث عن انتخابات تشريعية بعد حوالى 4 أشهر من الآن، لا أدري كيف يمكن أن تتم وكل الشواهد تؤكد صعوبة إن لم يكن إستحالة ذلك في ظل الفراغ الأمني والسياسي، والتيارات المفككة والناشئة التي تفتقد الكوادر والبرامج والتواجد على أرض الواقع، وأعتقد أن هذا يعوق كثيرًا التحول الديمقراطي الذي يعد أحد أهم أهداف ثورة يناير.
إن مصر الآن تحتاج منا حكومة وشعبًا إلى جهد وإخلاص وتضحية لكى تثبت أقدامها وتنهض من جديد بقرارات وقوانين ثورية ، تدعم الصالحين وتقمع الفاسدين والمخربين وتضرب على أيديهم ، وعلى كل منا أن يتحمل مسئوليته تجاه الوطن ، فالفوضى والبلطجة وضعف الدولة سوف تعود نتائجها السلبية على الجميع.
وكيل مؤسسي حزب الاصلاح والتنمية
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=36670&I=808