200 شاب فقط أمام "ماسبيرو" بعد فض الاعتصام القبطي هناك

هاني سمير

كتب: هاني سمير
سادت حالة من الانقسام الشديد بين المعتصمين أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون (ماسبيرو)، بعد أن حذّر القمص "متياس نصر منقريوس" المعتصمين من الاستمرار في اعتصامهم، بعد أن تم الإتفاق مع مسئولين على الإفراج عن خمسة من المعتصمين الأقباط من بينهم طلبة وآخرين لم توجّه لهم تهم إحراز سلاح- على حد قوله.

وبينما انسحب عدد ليس بقليل من المعتصمين، ظل كثيرون أمام ماسبيرو يهتفون "باطل باطل"، و"معتصمين معتصمين"، رافضين فض الاعتصام.

وقال "منقريوس": إنه في حالة رفضهم فض الاعتصام سيترك الميدان ومن يستطيع إخراج المتعقلين فليخرجهم- على حد تعبيره. مشيرًا إلى أن الوعد الذي تلقاه هو وعد مشرط بفض الاعتصام، وإنه لا يستطيع أن يتحمل غير مسئولية ما يقوله، إلا أن عددًا من الشباب ساروا وراء القمص "متياس"، واستطاعوا إقناعه بالعودة إلى الاعتصام، وظلوا يهتفون :" مش هنمشي مش هنمشي"، و"على الكنيسة راح أصلي، مهما جرالي مهما حصلي".

كان الشيخ "أحمد صابر"- إمام ماسبيرو- قد بدأ كلمته على المنصة أمام المعتصمين بقوله: "المجد لله في الأعالي وبالناس المسرة"، موضحًا أنهم لم يأتوا لترديد شعارات بل من أجل حقوق الإنسان، مطالبًا بحقوق المصريين، الأمر الذي لقي استحسان المتظاهرين، وظلوا يهتفون خلفه: "عايزين حقوقنا عايزين حقوقنا".
وقال "صابر": "العدل أساس الملك والإسلام الحقيقي يأمر بالسلام، والسيد المسيح قال إنه لم يأت للأبرار بل للأشرار"، مشيرًا إلى أنه حضر الجمعة الماضية إلى ماسبيرو مع القمص "قزمان الأنبا بيشوي" الذي رافقه في التحرير، والذي خدم بكنيسة القيامة 15 سنة منذ 1965، وكان يخبئ المسلمين داخل الكنيسة خلال حرب أكتوبر 1973 لحمايتهم من اليهود. مضيفًا أن الأقباط قاموا بحماية المسلمين في ميدان التحرير أثناء صلاة الجمعة والمسلمون أيضًا قاموا بحماية المسيحيين أثناء صلواتهم بالميدان.

وتساءل "صابر": أين كان حرق الكنائس وقت الانفلات الأمني بعد الثورة؟ مؤكِّدًا أن هناك ثورة مضادة يجب الحذر منها، لأن مثل هذه الثورة المضادة أخَّرت ثورة فرنسا 10 سنوات، وإن كانت الثورة المصرية أمسكت برأس الأفعي (يقصد الرئيس مبارك ومجموعة المسئولين الذين تتم محاكمتهم الآن)، إلا أن الذيول مازالت تلعب ولا تريد نجاح الثورة، بل تريد قتل فرحتهم. وأضاف: "الإسلام أيضُا فيه إنشقاق وخلاف، وهناك مسلم حق ومسلم باطل ومسلم بالبطاقة، ورسول الإسلام قال إن لغير المسلم ما للمسلم، كما أن الجار المسيحي له على الجار المسلم المحبة وتبادل الزيارات والمشاركة في الأفراح والأحزان، وأنتم يا مصريين حماكم الله ونصركم الله".

وعقب إلقاء الشيخ "صابر" لكلمته، هتف المتظاهرون: "قول يا مينا قول يا بلال، إن الثورة صليب وهلال"، بينما إنضم للمتظاهرين عدد من أسر المقبوض عليهم، والذين ناشدوا المجلس الأعلى للقوات المسلحة بسرعة الإفراج عنهم لوجود طلبة من بينهم يجب أن يؤدوا امتحاناتهم غدًا.