شرف ألغى مرة وأبو ظبي مرة... والثالثة ليست ثابتة !

كتب: سلطان القحطاني-إيلاف

عزّز غياب رئيس الوزراء المصري عصام شرف عن افتتاح منتدى الإعلام العربي في دبي رغم تلقيه دعوة في الغرض وافق عليها رسميّا، الجدل حول فتور مفترض في العلاقة بين البلدين. وبحسب مسؤول اماراتيّ، قد يكون لموضوع مصير حسني مبارك دخل فيما جرى.

دبي: حديث الأحاديث في الأمارات، هذه الأيام، يدور حول غياب رئيس الوزراء المصري عصام شرف عن افتتاح منتدى الإعلام العربي في دبي، على الرغم من موافقته الرسمية على الدعوة قبل أسابيع، في موقف اعتبره مراقبون امتدادا لمسلسل التوترات بين البلدين، بينما يقول أهل دبي الكبار أنه ليس كذلك؛ فلا توجد لديهم مشكلة مع مصر الثورة.

وبهذا الاعتذار الذي جاء في اللحظات الأخيرة من قبل رئيس الوزراء المصري، فإن هذه تكون الزيارة الثالثة التي لا تتم منذ تعرض العلاقات بين البلدين إلى عواصف رملية بسبب حماس مصري للتقارب مع إيران، في وقت ترى فيه دول الخليج أنها تخوض معركة دبلوماسية وسياسية مع الجارة الفارسية بسبب تدخلاتها في الخليج.

ويقول مسؤول إماراتي تحدث مع إيلاف قبل أيام أن "شرف أجل زيارته مرة والإمارات طلبت تأجيلها مرة أخرى بسبب ارتباطات المسؤولين في البلدين" دون أن يتحدث عن سبب غياب شرف الأخيرة عن دبي، الذي أصبح الرقم ثلاثة في سجل الغياب عن الإمارات، رغم أن دبي مشهورة دوماً ببعدها عن السياسة.

ومكن النمو الاقتصادي المذهل، والبنية التحتية المتطورة، دبي من أن تلعب دوراً محايداً على الساحة الدولية، في محاكاة لنموذج نيويورك، التي دخلها نجاد والقذافي والعشرات من المغضوب عليهم والضالين بالنسبة إلى واشنطن العظمى، حاكمة العالم ومطرقته القانونية منذ عقود طويلة.

وعما إذا كان الخلاف المصري الإماراتي سببه أرصدة مالية للرئيس السابق حسني مبارك في أبو ظبي، أكد المسؤول الإماراتي، الذي كان يتحدث في دبي، أنه " لا توجد أية أرصدة مالية لمبارك في الإمارات، لكن لديه علاقات شخصية مع رموز الدولة، وكذلك هنالك علاقات عائلية بين السيدة سوزان مبارك وزوجات شيوخ كبار في الدولة".

ويؤكد المصدر الذي لم يشأ ذكر أسمه، كونه ليس مخولاً بالحديث بصفة رسمية أن "دول الخليج لم تطلب من مصر العفو عن مبارك لكنها تمنت النظر إلى وضعه الصحي وأنها (دول الخليج) على استعداد لدفع التعويضات اللازمة، وترتيب سكن ملائم للرئيس السابق وعائلته في حال تم الإفراج عنهم".

وتخشى دول الخليج من أي تغيير في السياسة الخارجية المصرية بعد الثورة، مخافة أن يؤثر ذلك على ميزان القوى في المنطقة، خصوصاً وأن الدول الخليجية قررت الدخول في صراع علني مفتوح مع طهران بعد تدخل قوات درع الجزيرة لقمع ثورة شعبية في المنامة.

وكان تامر منصور سفير جمهورية مصر العربية لدى الامارات قد أكد متانة وقوة العلاقات المصرية الإماراتية مشيرا إلى أن تأجيل زيارة الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء المصري لدولة الإمارات في إطار جولته الخليجية جاء بسبب تعارض إرتباطات المسؤولين في الجانبين لذلك تم تأجيل الزيارة لمرحلة لاحقة حتى يتم الإعداد الجيد لها.

وكان رئيس الوزراء المصري عصام شرف قد نفى وجود مشكلة في العلاقات بين مصر والإمارات العربية المتحدة.

وقال شرف في تصريح سابق في الرياض عقب استقبال الملك عبدالله بن عبدالعزيز له "لا توجد مشكلة بين مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة نتج عنها تأجيل زيارتي لها".

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع