جرجس بشرى
*نجيب جبرائيل: خطاب أوباما ألمح إلى انهيار وانتهاك الحريات الدينية في مصر.
* د. رءوف هندي: الخطاب يُشجع الحكومة المصرية على اتخاذ خطوات جادة تجاه الأقليات الدينية ومسألة حقوق الإنسان بشكل عام.
*الدريني: الخطاب جاء ليُعلم القادة الأقزام كيف يُخاطب الزعماء العظماء شعوبهم ويحترمون حقوقهم!
*المُتنصر ماهر الجوهري: أوباما علّم العرب كيف تحترم أمريكا حقوق الآخرين.
تحقيق: جرجس بشرى – خاص الأقباط متحدون
حالة من التفاؤل سادت البلاد العربية والشرق أوسطية بل والعالم عقب الخطاب التاريخي الذي ألقاه الرئيس الأمريكي باراك أوباما على العالم من مصر، كما سادت حالة من التفاؤل الحذر الأقليات الدينية في مصر من المسيحيين والبهائيين والشيعة والمُتنصرين فور سماعهم للخطاب، وأوباما بحكم كونه رجلاً قانونيًا ومعني بالدرجة الأولى بقيم العدل والمساواة وحقوق الأقليات طالب ولأول مرة بحقوق هذه الأقليات في خطابه، ولقد رأي موقع "الأقباط متحدون" ضرورة رصد ردود أفعال الأقليات الدينية في مصر عقب سماع الخطاب والتي عتّمت عليها الأجهزة العالمية أو مرّت عليها مرورًا عابرًا، وقد ألتقينا في هذا التحقيق الصحفي بعدد من نُشطاء الأقليات الدينية في مصر:
بداية أكد المُستشار "نجيب جبرائيل" رئيس مُنظمة الإتحاد المصري لحقوق الإنسان بمصر على أن: خطاب أوباما للعالم العربي والإسلامي من مصر لم يِكُن خطابًا عُنصريًا، بل جاء على عكس ما توقع الكثيرين، إذ توقع معظم الشعب المصري أن يكون خطاب أوباما خطاب إسلامي كما وصفته الصحف. وأكد جبرائيل أن الخطاب اتصف بالعالمية وأشار إلى قيّم عالمية يجب على العالم أن يحترمها، وأوضح جبرائيل أن خطاب أوباما المح بطريقة غير مباشرة إلى انهيار وانتهاك حقوق الأقليات الدينية في مصر حينما قال أن أمريكا تحترم المرأة المتحجبة وأنه يوجد في معظم الولايات الأمريكية 1200 مسجد وأمريكا تحمي هذه المساجد، وهو ما يؤكد أن الحريات الدينية في العالم الإسلامي تسير عكس العالم الغربي.
وحول تناول الرئيس الأمريكي في خطابه لموضوع الديمقراطية وحقوق الإنسان قال جبرائيل: أن أوباما وصف الديمقراطية في العالم الإسلامي بأنها مجرد شعارات ليبرالية ولكنها لا تحمل معنى الديمقراطية الحقيقية، وأن أوباما في خطابه أكد على أن احترام الأقليات الدينية مثل الأقباط (المسيحيون) في مصر والموارنة في لبنان والمرأة تعتبر الأساس والمدخل لتقدم أي دولة واحترامها للديمقراطية وأن الأديان تعتبر مصدر قيمي لحقوق الإنسان ويجب احترامها، كما أن الخطاب شدد على حق أي إنسان في تغيير معتقده وحريته في اعتناق ما يشاء من أديان.
وأشار جبرائيل إلى أن خطاب أوباما كان مملوءًا بمفاهيم وقيّم حقوق الإنسان.
وحول استجابة الحكومة المصرية لمطالب الرئيس أوباما فيما يتعلق بحقوق الإنسان والحريات الدينية قال جبرائيل أنه يأمل أن تستجيب مصر للخطاب وما جاء به، مؤكدًا على أن أوباما قد مد يده للعالم العربي والإسلامي لبناء جسور الثقة وأنه على العالم العربي والإسلامي أن يمد له اليد الأخرى، فالخطاب يعتبر بمثابة اختبار للعالم العربي والإسلامي ويجب أن يكون متعاونًا مع الخطاب بنفس القدر والاهتمام.
*ومن جانبه أعرب الناشط المصري البهائي د. "رءوف هندي" عن سعادته بالخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي خاصة وأنه كان مدعوًا لحضور الخطاب، وقال هندي أن شخصية أوباما تعتبر شخصية فريدة من نوعها تجمع بين حضارات الشرق والغرب وأن أهم ما جذبه في الخطاب محاولة أوباما بأن تكون هناك علاقة تكامل ومحبة بين الحضارات المختلفة في جميع أنحاء العالم، بجانب أن لغة الخطاب كانت مملوءة بالمحبة والأمل والتفاؤل والتسامح والتكامل واحترام التنوع.
وعن تفاعل واستجابة الحكومة المصرية لما جاء بالخطاب خاصة فيما يتعلق بحقوق الأقليات الدينية قال هندي: لو الحكومة المصرية خطت خطوات ايجابية ملموسة نحو حقوق الأقليات الدينية وحقوق المواطنة فهذا سيجبر الآخرين على تقديم خطوات ايجابية مماثلة.
وأكد على أن اختيار أوباما لمصر ليلقي منها هذا الخطاب التاريخي ومن مركز التنوير في الكبر وأعرق جامعات الشرق الأوسط تعتبر إشارة جميلة وتشجيعًا للحكومة المصرية أن تتخذ خطوات في مجال حقوق الإنسان يتحدث عنها العالم كله، وأن أوباما بخطابه يُشجع مصر على أن تكون القدوة للآخرين في رفض التطرف والتشدد والعنف واحترام حقوق الإنسان.
وأكد "هندي" على أن: خطاب أوباما يعتبر بمثابة دستور جميل وراقي للبشرية لأنه تطرق إلى كل القيم والحقوق، كما أنه لم يغفل حقوق الأقليات في مصر.
وأوضح هندي: أن أوباما قدّم مبادرات جميلة وحلول خلاقة ولكنه في المقابل ينتظر خطوات من الآخر، وأن الكُرة الآن في ملعب البلاد العربية لتتخذ خطوات جادة نحو الآخر ونحو الأقليات ولكي نشعر جميعًا بالامتزاج الجميل بين الحضارات الروحية المختلفة.
وعاد "هندي" وأكد أن أوباما وضع دستور للقيم في تفاهم الحضارات المختلفة في العالم، وأن الخطاب يعتبر فرصة ذهبية للعالم الإسلامي والعربي لاتخاذ خطوات في مسار تفاعل وتكامل الحضارات واحترام حقوق الإنسان.
وقال الزعيم الشيعي "محمد الدريني" الأمين العام للمجلس الأعلى لرعاية آل البيت بمصر: أنه ينحاز تمامًا لما جاء بخطاب أوباما وأنه بات مطلوبًا من كل حُر شريف أن يدعم هذا التوجّه في مواجهة المتربصين به سواء في أمريكا أو خارج أمريكا، وسواء كانوا من المستبدين أو من تجار الأديان أومن اللصوص والمرتزقة الذين استهدفهم خطاب أوباما الذي استدعى المثل والقيم العليا من الأديان جميعًا.
وأكد الدريني على أن الخطاب ما هو إلا درس للمستبدين والظالمين والمتطرفين، فهو ليس خطابًا للعالم العربي والإسلامي بل هو خطاب أممي في المقام الأول لأنه استعاد المفاهيم الإنسانية بكل ما تحمله من مثل وقيم وأنه عبّر بخطابه عن المطالب المشروعة للإنسانية.
وأضاف: أوباما بخطابه هذا يمهد لأن تنفرد أمريكا برسم الإستراتيجية الكونية من أوسع الأبواب وهو الباب الإنساني، فالخطاب يطالب شرفاء الإنسانية بأن يستدعي كلاً منهم "أوباماهم" وأن خطاب أوباما الذي امتاز بالعقلية الفورية المنسجمة مع ما يقوله ومع كيمياء دمه تؤكد أنه يحمل أعلى درجات الصدق والصراحة، وفي نفس الوقت يحمل رسالة تحذيرية لأصحاب أيديولوجية 11 سبتمبر الإرهابية بأن أمريكا لن تتهاون معهم.
وعن حقوق الأقليات في خطاب أوباما قال الدريني: أن أوباما أرسل رسالة مؤداها أنه مع كل الذين يشعرون بالظلم ليس في مصر فقط بل وفي كل العالم، وأنه دشن بخطابه لمرحلة جديدة ويجب أن يتفاعل معها أحرار العالم لأنه لا ديمقراطية إلا بالديمقراطية ولا إصلاح إلا بإصلاحيين بحسب ما جاء بالخطاب.
وقال الدريني: أتحدى أي إنسان أن يوجد زعيم كأوباما يستطيع أن يتحدث طيلة هذا الوقت دون أن يتشتت أو يشتت الذين يسمعونه، فالمفروض أن يتعلم القادة الأقزام من القادة العظماء كيف يخاطبون شعوبهم ويحترمون حقوقهم ويقدرون أبناء أوطانهم بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو العِرقية.
وطالب الدريني الحكومة المصرية أن تستجيب لما جاء بالخطاب وتثبت أنها على مستوى الحدث والمسئولية وأنها يجب أن تتعلم الدرس من أوباما الذي أصبح بمثابة رسالة تعكس ضميرًا أمريكيًا يجب إعادة قرأته.
أما المُتنصر المصري ماهر الجوهري "بيتر أثناسيوس" فقد أعرب عن تفاؤله من الخطاب الذي ألقاه أوباما من مصر، وقال إن الخطاب أظهر اهتمام الرئيس الأمريكي وعدم تجاهله لحقوق الأقليات الدينية في مصر والتأكيد على احترام حق الإنسان في التحول الديني أو الاعتقاد بشكل عام، والمتنصرين ليسوا أقليات فحسب بل هم "أقل الأقليات" وحقوقهم مهدرة في مصر.
وطالب الجوهري حكومة مصر: أن تتفاعل ايجابيًا مع خطاب أوباما وتتخذ خطوات جادة لتطبيقه على أرض الواقع لأنه خطاب حقوقي وإنساني بالدرجة الأولى، لأنه كما تحترم أمريكا حريات الآخرين في الاعتقاد الديني كما قال أوباما فأنه يجب أن تلتزم الحكومة المصرية بهذه الحقوق.
http://www.copts-united.com/article.php?A=3720&I=100