فاطمة ناعوت: المسيحي لم يفجر مسجدًا ولم يتهم مسلمًا بالكفر، لأن دينه يحض على المحبة

• إكرام لمعي: التعصب والفهم الخاطئ للدين من أهم معوقات العيش المشترك
• فاطمة ناعوت: لماذا لا تحدث اللقاءات والندوات التي تجمع بين مسلمين ومسيحيين في المساجد أيضًا وليس الكنائس فقط؟
• الشيخ جمال: الحديث عن "المواطنة" أفضل من الحديث عن التعداد السكاني للأقباط
• أيمن سامي: هل الثورة أثبتت حتمية التعايش المشترك؟
• .أشرف الصاوي: الشعب المصري متغيب منذ 60 عامًا ويحتاج إلى إعادة الوعي النفسى له


كتب: عماد توماس
تساءل القس "أيمن سامي"، راعي الكنيسة الإنجيلية بالشرابية، خلال ندوة" التعايش المشترك بين الماضى والحاضر" والتي انعقدت أمس السبت بالكنيسة، عن أسباب تراجع التعايش المشترك بين المسيحيين والمسلمين فى مصر؟ وهل الثورة أثبتت حتمية التعايش المشترك؟ وهل هناك ازمة فى التعايش كما يحدث في معظم المجتمعات؟

 


عنصرية "مسلم ومسيحي"

من جانبه، حمّل الدكتور "أشرف الصاوي" -أحد مصابي الثورة والذى أصيب بطلق ناري في اصبعه وقام بإجراء عملية جراحية لمدة ثلاث ساعات وعادها بعدها للميدان- النظام السابق المسئولية عن أحداث الفتنة الطائفية، وأن الشعب المصري متغيب منذ 60 عامًا ويحتاج إلى اعادة الوعي النفسي له، وأشار إلى ما حدث من تلاعب ومغازلة للمشاعر الدينية في وقت الاستفتاء، معتبرًا أن من يقول "مسيحي ومسلم" هو نوع من العنصرية.

 


نكد الدهر!

اعترضت الكاتبة والشاعرة "فاطمة ناعوت"، على عنوان الندوة "التعايش المشترك" وقالت أن التعايش لا يطلق إلا بين اثنين متخاصمين، وقالت أن من نكد الدهر أن نضطر الى استخدام هذه العبارة "التعايش المشترك".
وعادت "ناعوت"، لتؤكد ما تقوله في معظم احاديثها، ان المصريين ليسوا عربًا لانهم يتحدثون اللغة العربية، فامريكا تتحدث الانجليزية مع ذلك ليسو انجليز، فاللغة ليست محكًا أساسيًا فى تحديد الهوية, فنحن مصريين حتى وإن كانت ثقافتنا عربية.

وعابت "ناعوت"، على مناهج التربية والتعليم، التى شوهت كتب التاريخ، واعتبرت أن الحضارة الفرعونية وثنية، رغم وجود كتاب "الموتى" الذي يحوي كل قيم الأديان السماوية الثلاثة، وجود علم في الجامعات الغربية يسمى "علم المصريات" وتجاهلت الحقبة القبطية لمدة 6 قرون من الزمن.
وتساءلت "ناعوت"، لماذا لا تحدث مثل هذه اللقاءات والندوات التي تجمع بين مسلمين ومسيحيين في المساجد أيضًا وليس الكنائس فقط؟
كما انتقدت أقوال البعض الذين يرددون أن المشكلات الطائفية من الجانبين، مؤكدة أن المسيحي لم يفجر مسجدًا ولم يتهم مسلمًا بالكفر، لأن دينه يحض على المحبة.

واختتمت "ناعوت" كلمتها بأننا ورثنا ديانتنا، ونادرًا من اختار دينه، فكيف نتنازع على شيء لم نختاره.

 


الثورة لم تأتى بأكلها

وقال الشيخ جمال، أحد شيوخ السلفيين فى مسجد بالشرابية، أن الثورة لم تأت بأكلها حتى الآن، فلم تكتمل الثورة بين أيدينا، وهناك حالة من الانفلات الأمني.
ورفض الشيخ "جمال"، مؤتمرات تبويس اللحى والعناق بين القساوسة والشيوخ من أجل جذب أكبر عدد من الكاميرات، مؤكدًا على وجود أزمة في المجتمع المصري ووجود فتنة طائفية واحتقان داخلي، وتيارات داخلية تعمل على زعزعة الوطن وهجوم على الشرفاء.
وأضاف"جمال"، أن حل هذه المسألة ليس من خلال الندوات والاجتماعات، المطلوب خطة عاجلة لاستعادة مصر مرة أخرى، فاذا حدثت الفتنة الطائفية فى انحاء مصر فستقضى على الاخضر واليابس.

وقال "جمال"، أن الحديث عن "المواطنة" أفضل من الحديث عن التعداد السكانى للأقباط، منتقدًا انتفاض الأمة من أجل مواطنة أسلمت أو تنصرت، مطالبًا بعلاج هذه المسائل علاجًا جذريًا في المساجد والكنائس. وطالب أن تكون مسألة العلاقات العاطفية بين مختلفي الديانة خطًا أحمرًا لا يجب الاقتراب منه. وأن نهتم بالمشاكل الخاصة بالتعايش والتواصل في المجتمع المصري.

 


معوقات العيش المشترك

من جانبه، قال الدكتور "إكرام لمعي" -أستاذ مقارنة الأديان بكلية اللاهوت الإنجيلية بالعباسية- أن نموذج العيش المشترك بين المسيحي والمسلم، فيه ما يجمع أكثر مما يفرق. فالمصريين معظمهم عرق واحد وثقافة واحدة زعادات وتقاليد مشتركة، ويجمعنا وطن واحد، ونعبد إلهًا واحدًا، وحاربنا معًا ونسعى لإعادة بناء الوطن معًا. كما أن المعاناة واحدة من فقر شديد واقتصاد متدهور.

وأضاف: بدلًا من البحث عن "الأخوات المسلمات" والفروق بين الأديان، علينا البحث عن "الأخوات" اللاتي ينمن تحت الكباري، فهناك 2 مليون متشرد في الشارع علينا أن نبحث عنهم لنعلمهم ونربيهم، حتى يكونوا مواطنين صالحين في المجتمع.

وانتقد "لمعى"، القول بأن الشعب المصري "متدين"، موضحًا أنه شعب "متعبد" فهو "يموت" في العبادة -بحسب تعبيره، وبعد العبادة يخرج يكسر إشارات المرور ويمارس سلوكًا مختلفًا.

واختتم "لمعي" كلمته، بالحديث عن "معوقات العيش المشترك" وأولها التعصب الذي يبدأ بالكلام ثم يتطور إلى تعصب بالاضطهاد والعنف والإرهاب. مشيرًا إلى أنه منذ فترة السبعينات، حدث تطور في الشخصية المصرية، نتيجة ظروف اجتماعية وسياسية، ولجوء السادات للاستعانة بالتيارات الدينية لمواجهة الشيوعيين، وسفر العديد من المصريين إلى دول الخليج.
كما أن أحد معوقات العيش المشترك، هو الفهم الخاطئ للدين، فمن كثرة محبة الإنسان لدينه وحماسه له ينفي الدين الآخر، وهو ما يسمى بالتعصب بالحب، بادعاء الانتماء والدفاع عن الدين.

شارك في الندوة الشيخ "إبراهيم رضا" -إمام مسجد الهجين بشبرا- وعدد من شيوخ مساجد الشرابية، ومأمور قسم "الشرابية".